|
محـــــاور عقائدي
|
رقم العضوية : 7206
|
الإنتساب : Jul 2007
|
المشاركات : 3,190
|
بمعدل : 0.49 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
حيــــــــــدرة
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 07-08-2007 الساعة : 12:58 AM
بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ
الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ
الْسَّلامٌ عَلَيٌكٌمْ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتٌهٌ
ويتبعها الحديث تلو الحديث ...... :
وذكر الصفدي من مؤلفات ابن تيمية كثيرا منها :
مؤاخذاته لإبن حزم في الإجماع ومنها قاعدة في تفضيل الإمام أحمد والقادرية، وكتاب في بقاء الجنة والنار وقد رد عليه قاضي القضاة تقي الدين السبكي، وجواز طواف الحائض وكراهية التلفظ بالنية وتحريم الجهر بها، وقتل تارك أحد المباني وكفره، وتحريم السماع ، وتحريم الشطرنج ، وتحريم الحشيشة ووجوب الحد فيها ونجاستها، وكتاب الحلف بالطلاق من الإيمان ، وقاعدة في فضل معاوية وفي ابنه يزيد أنه لا يسب، وكشف حال المشايخ الأحمدية وأحوالهم الشيطانية، وشرح حديث النزول ، وذكر الصفدي أن له تأليفا في جواز قتل الرافضة.
ثم قال الصفدي في آخر ترجمته(1) :
وعلى الجملة فكان الشيخ تقي الدين ابن تيمية أحد الذين عاصرتهم ولم يكن في الزمان مثلهم ولا قبل مائة سنة وهم : الشيخ تقي الدين ابن تيمية ، والشيخ ابن دقيق العيد، وشيخنا العلامة تقي الدين السبكي. وقال الصفدي وممن مدحه بمصر أيضا شيخنا العلامة أبو حيان لكنه انحرف عنه فيما بعد ومات وهو على انحرافه، ولذلك أسباب منها أنه قال له يوما:
كذا قال سيبويه ، فقال ( ابن تيمية ): يكذب سيبويه، فانحرف عنه، وقد كان أولا جاء إليه والمجلس عنده غاص بالناس فقال يمدحه إرتجالا:
لمّا أتينا تقي الدين لاح لنا **** داع الى الله فردٌ ماله وزر
على محيّاه من سيما الأولى صحبوا **** خير البرية نور دونه القمر
حَبرٌ تسربل منه دهرا حبرا **** بحرٌ تقاذف من أمراجه الدرر
قام ابن تيمية في نصر شرعتنا **** مقام سيد تيم إذ عصت مضر
فأظهر الحق إذ آثاره درست **** وأخمد الشر إذا طارت الشرر
كنا نحدثُ عن حبر يجئُ فها **** أنت الإمام الذي قد كان ينتظر
وأشار بقوله لأسباب ماذكره المحدّث الحافظ شارح القاموس أنه أطلع – أي أبو حيان – على كتاب لأبن تيمية سماه كتاب العرش ، ذكر فيه أن الله يُقعد النبي في الآخرة على كرسي بجنبه، وقال أنه صار يلعنه إلى أن مات، وهذا يؤيد وصف الذهب له في بيان زغل العلم والطلب بالكبر وازدراء الأكابر وفرط الغرام في رئاسة المشيخة، ومعلوم أن الكبر من الكبائر يفسق فاعله. وأبو حيان هو محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان الأندلسي ثم المصري، وصفه الحسيني(2) بالشيخ الإمام العلامة المحدث البارع ترجمان العرب ولسان أهل الأدب.
وقال الذهبي في كتابه معرفة القراء الكبار في ترجمته مانصه(3) ( ومع براعته الكاملة في العربية له يد طولى في الفقه والآثار والقراءات، وله مصنفات في القراءات والنحو، وهو مفخر أهل مصر في وقتنا في العلم، تخرّج به عدة أئمة، مد الله في عمره وختم له بالحسنى، وكفاه شر نفسه، وودي لو أنه نظرفي هذا الكتاب وأصلح فيه وزادفيه تراجم جماعة من الكبار فإنه إمام في هذا المعنى أيضا). أ.هـ.
صحة نسبة الرسالة للذهبي :
إن هذه الرسالة ثابتة عن الذهبي الذي كان تلميذا لأبن تيمية، ولا عبرة بقول من أنكر ثبوتها بحجة أنها مناقضة لعبارات أخرى وردت في كتب الذهبي في ترجمة ابن تيمية وفيها الثناء الكبير عليه، وبحجة أن النسخة الخطية من هذه الرسالة بخط ابن قاضي شبهة وهو خصما مُلِدٌ لإبن تيمية وشهادة الخصم على خصمه مردودة شرعا، وأن الحافظ السخاوي شافعي المذهب وله كلام بخس في حق ابن تيمية.
نقول: لا مانع أن يثنى على شخص معين في بادئ الأمر اعتمادا على تحسين الظن ثم بعدما يتبين له حاله يقدحه ويذمه، وهذا أمر مشاهد ومعروف ، ومن أراد فليراجع كتب التأريخ والطبقات.
ومما يؤكد لنا من أن الذهبي أثنى عليه أول الأمر ثم لما انكشف له حاله أرسل له هذه الرسالة على وجه النصيحة، كلام الذهبي نفسه في رسالته ( بيان زغل العلم والطلب)(4) فقد قال مانصه:
(( فوالله مارمقت عيني أوسع علما و لا أقوى من رجل يقال له ابن تيمية مع الزهد في المأكل والملبس والنساء ، ومع القيام في الحق والجهاد بكل ممكن، وقد تعبت في وزنه وفتشه حتى مللت في سنين متطاولة فما وجدت ، أخرّه بين أهل مصر والشام ومققته نفوسهم وازدروا به وكذّبوه وكفرّوه إلا الكبر و العجب وفرط الغرام في رياسة المشيخة والإزدراء بالكبار، فاننظركيف وبال الدعاوى ومحبة الظهور، نسأل الله المسامحة، فقد قام عليه أناس ليسوا بأورع منه ولا أعلم منه ولا أزهد منه ، بل بل يتجاوزون عن ذنوب أصحابهم وآثام أصدقائم، وما سلّطهم الله عليه بتقواهم وجلالتهم بل بذنوبه، وما دفع الله عنه وعن أتباعه أكثر، وماجرى عليهم إلا بعض ما يستحقّون، فلا تكن في ريب من ذلك)) . أهـ.
يقول الحافظ السخّاوي في ( الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التأريخ )(5) ما نصه:
(( وقد رأيت له – أي للذهبي – عقيدة مجيدة ورسالة كتبها لإبن تيمية هي لدفع نسبته لمزيد تعصبه هي مفيدة)).أهـ ، ثم ساق ما قدمناه.
وقال الذهبي في موضع آخر من رسالته (( بيان زغل العلم والطلب )) (6) ما نصه:
(( فإن برعت في الأصول وتوابعها من المنطق والحكمة والفلسفة وآراء الأوائل ومحارات العقول، واعتصمت مع ذلك بالكتاب والسنه وأصول السلف، ولفقت بين العقل والنقل، فما أظنك في ذلك تبلغ رتبة ابن تيمية ولا والله تقاربها ، وقد رأيت ما آل أمره إليه من الحط عليه والهجرة والتضليل والتكفير والتكذيب بحق وبباطل، فقد كان قبل أن يدخل في هذه الصناعة منورا مضيئا على محياه سيما السلف ، ثم صار مظلما مكسوفا عليه قتمة عند خلائق من الناس، ودجالا أفاكا كافرا عند أعدائه، ومبتدعا فاضلا محققا بارعا عند طوائف من عقلاء الفضلاء)). أهـ.
فتبين أن الذهبي ذمه لأنه خاض بالفلسلفة والكلام المذموم أي كلام المبتدعة في العقيدة كالمعتزلة والمشبّهة، وهذا القدح في ابن تيمية من الذهبي يضعف الثناء الذي أثنى عليه في تذكرة الحفّاظ بقوله (( مارأت عيناي مثله وكأن السنة نصب عينيه)) .
ومن جملة ما يقوله الذهبي في حق ابن تيمية ما نقله الحافظ ابن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة(7) عنه ونصه :
(( وأنا – أي الذهبي – لا أعتقد فيه عصمة بل أنا مخالف له في مسائل أصلية وفرعية)) أهـ.
وكان من جملة المثنين عليه التاج الفراوي المعروف بالفركاح وابنه البرهان والجلال القزويني والكمال الزملكاني ومحمد بن الحريري الأنصاري والعلاء القونوي وغيرهم، لكن ثناء هؤلاء غر ابن تيمية ولم ينتبه الى الباعث علىثنائهم، فبدأ يذيع بدعا بين حين وآخر، وأهل العلم يتسامحون معه في الأوائل باعتبار أن تلك الكلمات ربما تكون فلتات لا ينطوي هو عليها، ولكن خاب ظنهم وعلموا أنه فاتن بالمعنى الصحيح، فتخلّوا عنه واحدا إثر واحد على توالي فتنه.
أما الإدعاء الثاني وهو ان النسخة الخطية من هذه الرسالة بخط ابن قاضي شبهةوهو خصم مُلِدّ لإبن تيمية فهو كلام مردود فإن ابن قاضي شبهة لم يفتر على ابن تيمية ولم يلفّق عليه أقوالا ، إنما طعن فيه لما ثبت له من زيغه وفساد عقيدته، ومن راجع راجع كتب ابن تيمية وجد فيها ذلك.
ثم إن ابن قاضي شبهة لم ينفرد بالطعن بابن تيمية فقد سبقه العديد من العلماء والفقهاء والمحدثين والحفاظ من المذاهب الأربعة المعاصرين له وتبعهم على ذلك خلق كثير، وأمره كما قال الحافظ الفقيه المجتهد تقي الدين السبكي(8) (( وحُبس بإجماع العلماء وولاة الأمور)).
أما الإدعاء الثالث وهو أن الحافظ السخاوي شافعي المذهب وله كلام بخس في حق ابن تيمية، فلا يستغرب صدور من هذا الكلام الساقط ممن يدعو الى نبذ المذاهب الأربعة، لكن من طمس الله في عينيه التعصب الأعمى وأعمى قلبه بالجهل فلا هادي له.
========================
(1) أعيان العصر وأعوان النصر 1/71
(2) ذيل تذكرة الحفّاظ 1/23
(3) معرفة القراء الكبار 2/724
(4) بيان زغل العلم والطلب ص 17-18
(5) أنظر الإعلان بالتوبيخ للسخاوي ص 77
(6) بيان زغل العلم والطلب ص 23 / والإعلان بالتوبيخ لمن ذم التأريخ ص 78
(7) الدرر الكامنة 1/151
(8) فتاوي السبكي 2/210
************************************************** ********
حيــــــــــــــــــــــــــــدرة
|
|
|
|
|