|
عضو فضي
|
رقم العضوية : 28390
|
الإنتساب : Jan 2009
|
المشاركات : 2,309
|
بمعدل : 0.39 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
محمد الشرع
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 25-12-2012 الساعة : 01:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المنطقة دخلت في دورة تجاذبات جديدة أعتقدها تعقّد الامور أكثر ، فإيران تريد ان تبني قاعدة عسكرية في السودان ، وتركيا تستدعي منظومات باتريوت بحجة سوريا وهي موجهة الى ايران من أجل اخلال التوازن حتى يتمكن الغرب من توجيه ضربة الى ايران ، والضغط على روسيا تحول الى اغراء مالي بقيمة 100 مليون دولار والاتفاق على نفط وغاز شرق البحر المتوسط قبالة الساحل السوري ، وتصريحات مسؤول الكي جي بي وتصريح نائب وزير الخارجية حول فقدان السيطرة في سوريا يدل على تغير في موقف روسيا تجاه سوريا ولو بمقدار قليل . وتسارع احتمال المفاوضات الايرانية الإمريكية المباشرة وما فيها من تجاذبات بالحوار العنيف على الساحة والتفاوض اللين في طاولة المفاوضات ، مما يفسر تراجع التصريحات العنترية الخليجية في الشأن السوري وموافقة السعودية على الحل السلمي وبقي الموقف القطري الاسرائيلي منفردا ، كما ان مشهدا اكثر غرابة هو ادراج جبهة النصرة في قائمة الارهاب لدى الولايات المتحدة الامريكية . وانقسام المعارضة السورية الى جانبين الاجانب الذي يريد ان يبتعد عن الجريمة العسكرية واستخدام الاجناب في تدمير سوريا وهم حوالي سبعين حزبا ومجموعة سياسية حيث قبلوا بالحل السياسي في طهران ، بينما مال جانب اخر وعلى رأسهم الاخوان والسلفيون وقوى ليبرالية غربية الى جانب المشروع القطري الاسرائيلي بدعم من الناتو وقد حددوا في مراكش مساران متناقضان في بيان واحد الاول الدعوة للتسليح والثاني قبول الحول الدولية التي تنتج عن التفاهمات بين امريكا وايران وروسيا والصين وبعض الدول الاوربية. وهناك تطور كبير ومهم في العراق وهو الاشارة الى استبدال المالكي بفالح الفياض بمباركة قطرية امريكية ، وهذا له مغزى كبير ليس من جهة نفس الاستبدال فهو لا يعني شيئا لوجوب تداول السلطة في النظام الديمقراطي ولكن لكون المشروع ترعاه قطر فيعني انه مشروع اسرائيلي وافقت عليه امريكا وهذا تغيير في اصول اللعبة واختلاف في الاتفاق الضمني حول العراق بين المعسكرين . ثم ما يجري في مصر وما يجري في الاردن يدعو للتأمل وهو في حالة ولادة لمشكلات كبيرة تحل بها مشكلة صغيرة ، واما تركيا فقد دخلت النفق وسلبت منها الارادة الوطنية واصبحة حاملة طائرات تدار من الخارج كليا وفيها تمرد كبير . واما البحرين والكويت فكل له مسار جديد يختلف عما كان سابقا ، فالبحرين اصبحت بلا غطاء حقيقي ، والكويت غيرت مسارها نتيجة الدعوات السلفية للاطاحة بالاسرة الحاكمة . فاصبحت الاطاحة باسرة آل الصباح الاخوانية جائز والمطالب بالاصلاح من اسرة آل خليفة المتحالفة من الوهابية خطر كبير على اهل السنة وهو غير جائز ، مما اضعف الموقف السلفي من المبدئية وانكشف العوار السياسي المغلف بالدين الباطل.
والنتيجة العامة هو ان الواقع على الارض ادخل الجميع في الزاوية الحرجة فلا بد من تفاهم الكبار وتقاسم الصغار . وكل ما يجري من تصعيد عسكري في المنطقة هو من اجل كسب اوراق في المفاوضات .
لا بأس باختيار مقالات في الصميم لقراءة المشهد المضطرب في المنطقة :
نبدأ بالحوار الروسي التركي :
بوتين من تركيا : أفكار للتسوية في سورية بأوراق اقتصادية
Tag: روسيا, في العالم, سياسة, تعليقات, إلياس مارديني
4.12.2012, 21:01
© EPA
شكلت زيارة الرئيس فلاديمير بوتين إلى تركيا منعطفا هاما على طريق تسوية الأزمة السورية حيث تم الحديث عن أفكار جديدة للحل، هذه الأفكار التي أرادها بوتين أن تبقى طي الكتمان مزجت بأوراق اقتصادية من شأنها إنقاذ تركيا من ورطتها المالية مقابل أوراق أخرى ستكون من نصيب الكرملين
بقلم إلياس مارديني
في الشأن السوري أولا
بعد أن تأجلت زيارة الشهر الماضي بسبب حادثة الطائرة السورية القادمة من موسكو إلى دمشق والتي أجبرتها السلطات التركية على الهبوط في أنقرة للتفتيش بحجة وجود معدات غير مشروعة على متنها، وصل الرئيس فلاديمير بوتين إلى تركيا بعد انقطاع جولاته الخارجية لشهرين من الزمن لبحث تطورات العلاقات الثنائية بالإضافة إلى ملفات الشرق الأوسط وعلى رأسها الأزمة السورية بأبعادها الدولية والإقليمية وليس آخرا المتعلقة بالغاز في الحوض الشرقي من البحر المتوسط، وذلك بعد بأن أقر أردوغان أن مفاتيح الحل للأزمة في بلاد الشام موجودة في الأيدي الروسية.
الجديد القديم في كلام السياسة كان اتفاق البلدين على تقييم الوضع السوري بشكل عام من نزيف دم مستمر وأزمة بدأت تعبر الحدود، في حين يمكن الخلاف بالنسبة لمبادئ حل الأزمة بحسب الرئيس الروسي مع الإشارة إلى جود أفكار جديدة فيما يخص الحل يجري بحثها بين وزيري خارجية البلدين ويراد لها أن تبقى حاليا طي الكتمان، وهنا يجب الإشارة إلى الجهود الإيرانية في التسوية وزيارة وفد هيئة التنسيق الوطنية إلى موسكو ومن بعده نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد ومن ثم رئيس الهيئة في المهجر هيثم مناع إلى طهران وهي زيارات ينتظر منها الكثير في الشق السياسي لا سيما الجهود المبذولة لإخراج كل من قطر والسعودية من طبخة التسوية رغم النبرة الجديدة في كلام سعود الفيصل وحديثه عن تسوية سياسية في سورية للحفاظ على نسيجها الاجتماعي.
الخلافات بين بوتين أردوغان جاءت في إطار المتوقع، فتركيا تتطلع إلى إسقاط نظام الأسد بأي ثمن لما في بقائه من تهديد لسياسة وطموحات العثمانيين الجدد لا سيما الإقليمية منها، وروسيا بدورها العائدة بقوة إلى الساحة الدولية من البوابة السورية ترى في مفهوم الإسقاط تمهيدا للزحف نحو حدودها الجنوبية من الخاصرة القوقازية الرخوة وعبر البوابة التركية الأطلسية التي ترفع شعار الإسلام المعتدل وترعى الجهاديين في الوقت ذاته وقد يكون حديث بوتين عن الأزمة السورية تخص الكرملين لأنها قريبة من حدوده الوطنية خير دليل على ما سبق.
وعليه تؤكد روسيا مجددا أنه لا تكرار للسيناريو الليبي مع تذكير الغرب أنه دعم الديمقراطيين الذين قتلوا السفير الأمريكي في بنغازي، كما تتواصل الدعوات الروسية لتركيا بضرورة إغلاق حدودها في وجه الجهاد العابر للحدود مع حديث يدور خلف الكواليس عن نبرة حادة للرئيس الروسي مع أردوغان لا سيما فيما يخص التدخل التركي في الشأن السوري وتقديم الدعم اللوجستي للمعارضة المسلحة وتدريب مقاتليها، وكذلك نشر صواريخ الباتريوت على الحدود الجنوبية، فروسيا تدرك جيدا أن الهدف من نشر هذه المنظومات هو إقامة منطقة حظر جوي بعمق حوالي 50 كيلو متر في الأراضي السورية كغطاء للمعارضة المسلحة في سعيها لكسب أوراق الأرض قبل أي إعلان عن وقف لإطلاق النار، في هذا السياق جاءت طمأنة بوتين لأردوغان أن سورية لن تهاجم بلاده بالتزامن مع عودة الحديث عن السلاح الكيماوي السوري بقوة وكذلك تلميح بعض المراقبين في موسكو إلا إن دمشق سترد على مصادر النيران إن استعملت أنقرة هذه المنظومات الأطلسية بشكل يطال الأراضي السورية، مع العلم أن نشر هذه الصواريخ يتطلب أسابيع بحسب مسؤول أمريكي ما يعطي مهلة زمنية لرسم معالم جديدة على الأرض في حال قرر الناتو المضي قدما في قراره وتأجلت بعض الشيء الصفقة حول شكل الدولة السورية المقبلة، علما أن بعض الأنباء تقول إن النظام السوري لم يحرك بعض فرقه العسكرية المدربة بشكل ممتاز، وبالتحديد الفرقة الثالثة لأسباب استراتيجية.
في ملفات الطاقة ليس آخرا
دون أي شك إن للاقتصاد والتعاون في مجال الطاقة ولا سيما الغاز نصيب الأسد في الصراع على سورية، وعليه كان التعاون الاقتصادي ركنا هاما في محادثات بوتين مع المسؤولين الأتراك حيث يسعى أردوغان لتغطية عجزه الاقتصادي بسبب وقف طرق الترانزيت عبر الأراضي السورية والعراقية.
إن توريدات الغاز الطبيعي من روسيا إلى تركيا بدأت منذ عام1987، وتعد تركيا ثالث أكبر دولة من حيث واردات الغازالروسي وموسكو تدرك ذلك جيدا وتعرف بشكل أكثر من جيد من أين تؤكل الكتف، الحديث دار عن السيل الجنوبي بعد الانتهاء من مشروع السيل الشمالي اللذين يمدان أوروبا بالغاز من آسيا الوسطى ويعتبران عاملين أساسيين في تحديد أطر العلاقات السياسية والأمنية بين روسيا ودول الاتحاد المتهالكة اقتصاديا، في هذا السياق سمحت أنقرة لشركة غازبروم الروسية العملاقة بمد خط الأنابيب عبر مياهها الإقليمية في البحرالأسود لما في ذلك من منفعة متبادلة بين البلدين قد يكون له أثر إيجابي في حل الملفات السياسية بطريقة جيوسياسية موضوعية لجميع المعنيين. وفي الاقتصاد أيضا يخطط لبناء محطة كهروذرية "أكويو" بقيمة 20 ملياردولار لتكون أضخم محطة من نوعها في بلاد العثمانيين بالإضافة إلى رفع حجم التبادل التجاري بأربعة أضعاف ليصل إلى 100 مليار دولار في المستقبل القريب، وتطويرالتعاون في القطاع المصرفي والاستثماري والبناء، ذلك فضلا عن المشاريع التي قد تم تحقيقها، ومن أبرزها شراء مصرف "سبيربنك" الروسي أحد أكبرالمصارف التركية "دينيزبنك" ما يعتبر أكبر صفقة في أوروبا في هذا المجال بحسب الرئيس الروسي، ومما سبق يبدو جليا أن لدى روسيا أوراقا اقتصادية قوية في المنطقة وأنابيب للضغط على الأوروبيين والأتراك لا يستهان بها قد تستعملها من أجل تحقيق أهدافها السياسية على طاولة البازارات الدولية.
عن التسوية المرتقبة
أكدت الرئاسة الروسية أكثر من مرة أنها لا تورد أسلحة مهددة للاستقرار إلى سورية، لكن رئيس الديوان سيرغي إيفانوف شدد على العقود أن الموقعة سابقا تهدف إلى تمكين سورية من الدفاع عن نفسها في حال تعرضها إلى عدوان خارجي، موقف رسمي يتكرر في حين يتساءل خبراء هل على روسيا أن تمتنع عن تنفيذ قراراتها السابقة، في حين أن دولا أخرى تواصل ضخ الأسلحة إلى المنطقة، علما أن روسيا تمتلك في الوقت نفسه كميات كبيرة جدا من الأسلحة المتنوعة من شأنها قلب الموازين. هي تساؤلات لربما طرحت في اجتماعات اسطنبول مع الحديث عن تقدم الجيش السوري على أكثر من جبهة داخلية لا سيما بعد قطع شبكات الانترنت وهواتف الخليوي لأيام معدودة لتفادي هجوم كان يحضر على دمشق بحسب المعلومات الواردة من العاصمة السورية من قبل حوالي 40 ألف مسلح، وفي ذات السياق أيضا تطورات في الشمال الشرقي السوري حيث الحديث عن حكم ذاتي كردي واشتباك لأول مرة بين الجيش اللبناني ومسلحي المعارضة السورية في منطقة حدودية. يدرك الجميع جيدا أن التأخر في حل الأزمة السورية يهدد كيان دولة تتمتع بموقع استراتيجي ما سيثمر عن تداعيات يصعب التكهن بها، وما يدركه الجميع أيضا أن هناك قوى تحاول تحقيق ذلك في حين تتلكأ أخرى وتمتنع ثالثة، صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تتحدث عن أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تدرس امكانية القيام بتدخل أعمق للمساهمة في إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، في حين تعرب موسكو عن قلقها من اكتساب النزاع في سورية بعدا طائفيا واضحا قد يدخل المنطقة برمتها في دوامة عنف ويؤكد مندوبها في الامم المتحدة فيتالي تشوركين أن الوقت قد حان لعقد اجتماع جديد لمجموعة العمل حول سورية. الجميع يلعب بالورقة السورية والأزمة الإنسانية في دمشق وحلب وحمص وحماة وغيرها من المدن السورية إلى تفاقم يصعب تصوره، وعليه يجب الانتباه إلى كلمات بوتين "أفكار جديدة" فهي تحمل في طياتها الكثير من المعاني لا سيما وأنها جاءت بعد تأكيد الخارجية الروسية نيتها استقبال عدد من وفود المعارضة السورية قبل انتهاء العام الجاري ودعوات واشنطن للحوار المباشر مع طهران. صدق أردوغان عندما قال إن مفاتيح الازمة بيد روسيا، لكنه أخطا في رهانه على أحصنة العرب، المعلومات تتحدث عن فترة زمنية حدودها نهاية العام الجاري ستكون مليئة بالتطورات والاحتمالات مفتوحة على مصراعيها.
|
|
|
|
|