[bob65]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أضع بين يديكم قصيدتي المتواضعة التي أحببت أن أعبر فيها عن قيمة زيارة مقام الإمام الحسين (ع)
ويسرني المشاركة في مسابقتكم آملاً أن يجعلها الله في كتاب حسناتنا وحسناتكم ولكم منا جزيل الشكر

أتى آذناً بالحجِّ شهرُ محرَّمُ

أتى آذناً بالحجِّ شهرُ محرَّمُ
فيا شيعة الحسين لبُّوا وأحرموا

وحلّوا القيود عن معاصم لوعةٍ
فقد آن للأشجانِ أن تتكلّمُ

هناك بأرض الطفِّ بيتٌ مباركٌ
بأركانِهِ الإسلام أصبح أقومُ

فمن أمّه حاجّاً إلى الله قانتاً
يُرقّى معانيه ويصعد سُلّمُ

فوالهفي على عقيلة حيدر
على ألم المصاب تسعى وتسعمُ

بهاجرة غرّاء جفّتْ شؤونها
تهرول بين ساحةٍ ومُخيّمُ

خيامٌ بها الأطفال أضناهُمُ الظما
عطاشى وغيث الماء عنهم مُحرّمُ

وساحة ميدان تقارع همّها
سيوفٌ على الرّقاب والموت حُوّمُ

وتعدو كأنّ الموت يعدو بروعها
خُطاها تسابق المنايا وتُهزمُ

فترنو إلى مضاجعٍ تتأرّقُ
تهوج رياح الموت فيها وتنسمُ

تضمُّ رضيعاً ألثَمَ السّهم نحرهُ
وبالأمس كانت من تشمّ وتلثَمُ

وتغمرُ أقماراً بشيّبِ أدمعٍ
يعاجلها جُلّ المصاب فتهرمُ

ويأفل نجمٌ بعد نجمٍ مُخضّباً
كأنّ الدّجى من نورهم يتوجّمُ

وتلّه للجبين سبط مُحمّدِ
وثُُجّ كهدْيٍ في مناسكِ مُحرمُ

وسَجُّّوا عُرى صدورهمْ بالسّنابك
وإسمُ الحطيمِ أضلعٌ تتحطّمُ

فيُسقى الأديم من سفاكهُمُ وهمْ
من الأرض لم يُسقوا بغير التّيمّمُ

جباههُمُ الظمأى تحثُّ ترابه
فينبع من دمائهمْ ماء زمْزمُ

حسَتهُ المعالي ملئ فاهٍ وردّدت
شرابٌ يُساغ طعمه وهْو علقمُ

فأصبح رأس السبط فخر الأسنّةِ
ذبيحٌ وباقي الجارحات رمائمُ

تودّعه الحوراء دون وداعه
فتلهجُ أضلعٌ بشوقٍ وتضرمُ

فعن هاجر الحوراء باحت بإرثها
ووارث إسماعيل ما عاد مُبهمُ

ذبيحٌ مداه فيه تنثلمُ المُدىً
ومذبوحُ في مداه لم يتحكّمُ

هما رضخا للنائبات تطوّعا
وفي خلقه الرحمان ما شاء يُقسمُ

ولو ينطق البيت العتيق لألهج
إلى قِبلةٍ فيها الحسين مُعظّمُُ

فلا عبرة كعبرةٍ في مرامك
حسينٌ ولا يومٌ كيومك أعظمُ

الدكتورإبراهيم علي بدران
في 4 محرم 1434 الموافق ل 18 تشرين الأول 2012