|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 54354
|
الإنتساب : Aug 2010
|
المشاركات : 254
|
بمعدل : 0.05 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
فارس اللواء
المنتدى :
المنتدى العام
بتاريخ : 13-12-2012 الساعة : 03:38 PM
فتاوى الفتنة
لقد حذّر رب العزة المؤمنين من الفتنة فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾(الأنفال/25- 26). وأخبر المؤمنين أن الذين لم يؤمنوا برسالة محمد (ص) هدفهم إيقاع الفتنة بين المؤمنين فقال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ * وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ * لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ﴾ (التوبة/47- 48- 49 ).
جاء في لسان العرب لابن منظور: معنى جماع الفتنة: الابتلاء، والفتنة: الاختبار والمحنة والكفر. وقال: "الفتنة اختلاف الناس بالآراء، والفتنة: الضلال والإثم، والفتنة: ما يقع من الاستقرار إلى الاضطراب ومن الأمن إلى الخوف ومن الحب إلى الكراهية. والسعي بالفتنة بين الناس من أبغض الأمور إلى الله تعالى وإلى رسوله وإلى المؤمنين، وقد عبر الرسول (صلي الله عليه وسلم) عن كراهيته للفتنة وهي الاختلاف بين الناس وتقاتلهم وتناحرهم بقوله: "الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها". ومعنى حديث النبي (صلي الله عليه وسلم) إن إمكانية الاختلاف بين الناس موجودة، وإن وصولهم إلى حالة التقاتل قد تقف عند حد كلمة يتلفظ بها إنسان فيوغر الصدر ويوقظ الأحقاد ويحفز النفوس على الثأر والانتقام، وإذا كانت الفتنة في الأمور العادية محرمة وبغيضة إلى نفوس الناس وعقولهم، فكيف بالفتنة التي يمتطى إليها الدين، ويتخذ من الشرعية مستنداً لها بتحريف الأقوال وتزييف الحقائق وحرف معنى الآيات والأحاديث من أجل أغراض دنيوية أو أهداف سياسية أو غايات طائفية أو مذهبية، لا شك أن هذه هي أعظم إثماً وأشد بغضاً، وهي بكل تأكيد أعظم أذيةً وضرراً على الدين وأهله.
نعم هناك اليوم فتاوى لا قيمة لها، ولا أثر لها، إلاّ إحداث الشقاق والنزاع بين المسلمين وزيادة الضغائن والبغضاء والكراهية، ودق الأسافين في العلاقات بين أبناء الدين الواحد والأمة الواحدة حتى تصبح الأمة أحزاباً وشيعاً وفرقاً وطوائف متناحرة فيما بينها، تصرف بأسها عن عدوها لتجعله بين أبنائها، فيسهل على عدوها النيل منها والفتك بأبنائها ووضع اليد على أمرها فلا تعود تملك منه شيئاً، فبدل أن يكون أمرهم شورى بينهم يصير أمرهم في يد أعدائهم يقررون لهم ما يجدون فيه ضعفهم وخذلانهم وضياع قوتهم والعياذ بالله عز وجل.
|
|
|
|
|