عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية kumait
kumait
عضو برونزي
رقم العضوية : 65773
الإنتساب : May 2011
المشاركات : 452
بمعدل : 0.09 يوميا

kumait غير متصل

 عرض البوم صور kumait

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : kumait المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي قراءة في رسائل آية الله الشهيد السيد محمد باقر الصدر (ره)
قديم بتاريخ : 08-11-2012 الساعة : 08:15 PM


قراءة في رسائل آية الله الشهيد السيد محمد باقر الصدر (ره)

عاطفة الصدر..أملٌ وألم

تسعیهذه القراءة لتحليل ظاهرة (العاطفة) في سلوك الشهيد محمد باقر الصدر (قدسسره) من خلال رسائله التي امتلأت بالعاطفة العذبة، والروحانية الحانيةوالإحساس الصادق.

هذه العاطفة التي مثلت ثلثي مجمل رسائله إلی (عائلته، أصدقائه، مريديه، جماهير الأمة) تتميّز بـ:

_ 1اللغة الأدبية الراقية.
_ 2رهافة الإحساس.
_ 3الصدق في توصيف المشاعر.

وهذهعناصر التميز في أي نص أدبي، لكن لما كانت صادرة من مرجع وقائد مسيرة،كانت بمثابة المادة الجاهزة للطعن والنقد، فهو أقرب إلی (الشاعر) و(المتصوف) منه إلی المرجع القوي!

وإليك نماذج من رسائله:

النموذج (أ): «قرة العين الفاضل الكامل العلامة السيد أحمد الاشكوري، دامت بركاته.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، فقد تسلمت رسالتكم العزيزة، وفرحت بها،لأنها ذكرتني بما لم أنسه ولا أنساه، ذكرتني بكم وببقية الأحبة والأعزاء،ولا تزال أيها الأحبة صوركم في قلبي، وذكرياتكم ملء نفسي، رعاكم الله بعينه التي لا تنام..» وج1: 244.

النموذج (ب) إلی العلماء:

«ملاذناالأكبر وسيدنا الأفخم الذي تركزت في طبائع الإمامة والكمال، وانبعثت من ساحته المقدسة إشعاعات الهداية والتوجيه، وتألقت في تاريخه المجيد أضواءالجهاد في ميادين العقيدة وفي مجالات التحرر والعمل.

فديتكم بروحي ووقيتكم أي مولاي العظيم، بنفسي ما أفدح مصابكم وما أعظم فاجعتكم التي أشاعت في قلوبنا جميعاً اللوعات المرة، وأودعت في أرواحنا الآلام الممضة..» ج1: 213.

النموذج (ج) إلی الجماهير:

والتي كتبها نيابة عن جماعة العلماء بتاريخ 23 جمادي الأولی 1378هـ.

«أيتها الجماهير المسلمة..
أيتها الجماهير الكادحة..
أيها الشعب العراقي المجاهد..

فهيا أيتها الجماهير المؤمنة بربها، المخلصة لدينها، الواثقة بزعيمها إلی رفعراية الإسلام بقيادة الزعيم الأوحد والالتفات حوله تحت هذه الراية المقدسة،راية السماء التي رفعها أجدادكم في ظل قيادة مخلصة، فقفزوا قفزتهم التاريخية الجبارة..» ج1: 311.

والرسائلالتي كتبها كنداءات أخيرة قبيل الاعتقال من منزله المطوق المحاصر، أشدنماذج العاطفة القيادية للجماهير، يقول في 20 رجب 1399هـ:

«أيهاالشعب العراقي المسلم إني أخاطبك أيها الشعب الحر الأبي الكريم، وأنا أشد إيماناً بك وبروحك الكبيرة، بتاريخك المجيد، وأكثرهم اعتزازاً بما طفحت به قلوب أبنائك البررة من مشاعر الحب والولاء والبنوة للمرجعية، إذ تدفقوا إلی إبيهم يؤكدون ولاءهم للإسلام بنفوس ملؤها الغيرة والحمية والتقوی، يطلبونمني أن أظل إلی جانبهم أو اسيهم وأعيش آلامهم عن قرب لأنها آلامي» ج4: 193.

نموذج (د) إلی الأصدقاء:

رسالة منه (قدس سره) إلی السيد حسين صفي الدين، الذي عاش معه الصداقة في زيارته للبنان عام، ج2: 244، 245.

«بنفسي عواطفك وروحك وقلبك الذي فتحته أنت لي، فكان اروع في نفسي من كنوز الدنيا مجتمعة لو فتحت أمامي، لأني وجدت في هذا القلب العلوي (الصفي) الذي فتح لي ذراعيه فدخلته آمنا مطمئناً، وأقمت فيه سعيداً هانئاً، وجدت فيه معانيالروح والعاطفة والحب والوفاء، ما يرتفع ويسمو علی الدنيا وكنوزها جميعاً».

تعميق المشهد

وعندما أريد أن اختصر عليك قراءة هذا المنهج عند الشهيد الصدر (قدس سره)، فيكفي أن تقرأ حالته العاطفية حين سمع بنبأ شهادة الشيخ البصري وصحبه (ره)، فقد «كان السيد يبكي بكاء مراً، ويقول: "يا ليتني مت قبلكم يا أبنائي، ياأعزائي"، وكاد أن يغشی عليه..»، وكان يخاطب الشيخ محمد رضا النعماني: «والله لو أن البعثيين خيروني بين إعدام أولادي الخمسة وبين هؤلاء لاخترتُ إعدام أولادي وضحيت بهم، إن الإسلام بحاجة إلی هؤلاء لا إلی أولادي» ج3: 81.

مرجع عاطفي!

هذاالجو العاطفي جعل البعض_ كما احتملنا في البداية_ مممن لا يرغب في استمرارتأثيره داخل الحوزة أن يتحدث عن الصدر أنه: (عاطفي لا يصلح للمرجعية،والقيادة والمرجعية يجب أن تكون للأشداء الأقوياء فقط، أما للعاطفيين الذيترق قلوبهم أو تدمع عيونهم لهذا أو ذاك، فلا). ج3: 130.

فلسفة عاطفته (قدس سره)

يمكننا اكتشاف العمق في سلوك العاطفي من خلال قراءة فاحصة لرسائله، نلخصها في:

العاطفة: تعبد بالألم

يقول (ره) مخاطباً السيد عبدالغني الأردبيلي، ج2: 218 «بنفسي أنت وأنتم جميعاً،وبعين الله ما تعيشونه من مشاعر وانفعالات، وتأكدوا أيها الأحبة أن هذه المشاعر والانفعالات هي من أعظم ألوان العبادة لله، واي عبادة أعظم من التعبد بالألم من أجل الله وفي سبيل الله»؟.

العاطفة: تعبد بإظهار المحبة

يقول (ره) مخاطباً السيد حسن الموسوي، ج2: 246: «وأحسست بروحكم الكبيرة، وقلبكم المؤمن الشجاع من خلال العواطف التي نسأل المولی سبحانه وتعالی أن يتقبلها بأفضل ما يتقبل به إخلاص الصالحين من عباده».

العاطفة: أسلوب حركي في بعض الساحات

يقولفي رسالته للشيخ الكوراني يشرح رأيه في اختيار السيد حسين الصدر خليفةللسيد اسماعيل الصدر (ره) في إمامة الجامع، معددا الخيارات والصور المتاحة أمامه «الصورة الثالثة: أن يقدم شخص يملك الرصيد العاطفي بوصفه امتداداً للفقيد، بحيث يستطيع بهذا الإعتبار أن يبقي صورة المركز، ونحتفظ، بسبب ذلك بالأرضية التي نستطيع من خلال الاحتفاظ، بها تعبئة القوی لجعلها تمارسدورها المطلوب في خدمة الإسلام والحوزة». ج2: 150.

العاطفة عند الصدر مقرونة باعقلانية دائما

يقول في نفس تلك الرسالة: «كنت أعيش الجانب العاطفي من المصاب، وأعيش العقلي معه معاً».

ممايعني أن العاطفة مظهر من مظاهر توازن الشخصية الإنسانية، أمّا حمل العاطفةعلی الجانب السلبي، فهو إشارة إلی وجود خلل في داخل الإنسان، وهذا ما أرادالسيد الصدر أن يفهمه للسيد محمود الخطيب في (أنه لا يرضی أن يقال عنه إنه عاطفي، لأن الكلمة تحمل مدلولاً سلبياً) ج3: 130. من المؤسف أن يستفيد الخصم من ظاهرة نورانية في الطرف الآخر من جانبها المظلم.

العاطفة بوابة الأبوة

يجيب الشهيد الصدر عن الإشكال علی منهجه العاطفي:

«ماذا يريد هؤلاء مني، هل يريدون أن أتعامل مع الناس بجفاء وخشونة؟
هل يريدون أن لا أمنحهم حبي؟
إذكيف يمكن للأب أن يربي أبناءه بقلب لا يحبهم؟
أليس هؤلاء هم الذين سيحملون راية الإسلام ويدافعون عن كرامة القرآن؟
إذا كنا لا نَسَع الناس بأموالنا فلماذا لا نسعهم بأخلاقنا وقلوبنا وعواطفنا»؟. ج3: 130.

ذكاء عاطفي؟!

وقد نقل الشيخ أحمد أبو زيد أن هناك من حمل هذه العاطفة علی (الذكاء العاطفي) الذي يتميز به الشهيد الصدر (قدس سره).

ويبدولي أن هذه السمة إحدی سمات العاطفة عنده (ره) إذا قبلنا تعريف كولمان بأن الذكاء العاطفي هو: (القدرة علی التعرف علی شعورنا الشخصي وشعور الآخرين، وذلك لتخفيز أنفسنا، ولإدارة عاطفتنا بشكل سليم في علاقتنا مع الآخرين): لأنّ هذا السنخ من الذكاء أقرب إلی فن العلاقة مع الآخرين وكيفية توجيه أو تحفيز أو التأثير في الآخرين، بينما ما نجده من عاطفة (الصدر) تجاوز الفن الإجتماعي إلی العاطفة المتدفقة بوصف (الأبوية،العبادية، الحركية،..)، والذكاء العاطفي _بالتعريف السابق_ لا يشمل إلاالقسم الأخير مما ذكرت.

أمّا من أورد الإشكال فإنه كان يقابل بين العاطفة و(قوة الشخصية) والعاطفة و (العقلانية)، لا أنه يری فيه غير.
...................
المصدر المعتمد في القراءة: محمد باقر الصدر، السيرة والمسيرة


من مواضيع : kumait 0 تأملات في فتوى جهاد النكاح
0 وجه واحد!
0 هل الهاتف المحمول كان موجودا عام 1938؟
0 الاعلام العربي و أشكالية الضمير..
0 الأرض تستعد لمواجهة «عاصفة شمسية مدمرة»
رد مع اقتباس