عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية محمد الشرع
محمد الشرع
عضو فضي
رقم العضوية : 28390
الإنتساب : Jan 2009
المشاركات : 2,309
بمعدل : 0.38 يوميا

محمد الشرع غير متصل

 عرض البوم صور محمد الشرع

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : محمد الشرع المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 31-10-2012 الساعة : 01:34 AM


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اورد هنا كلام السيّد محمّد الحسين‌الحسيني‌ّ الطهراني‌ّ فيقول في كتابه معرفة الله ما نصه:

(( ثمّ روي‌ السيّد ابن‌ طاووس‌ رواية‌ بِشر وبَشير اللذين‌ كانا من‌ قبيلة‌ « بني‌ أسد » في‌ كتاب‌ « مصباح‌ الزائر » في‌ الكلام‌ عن‌ يوم‌ عرفة‌ بنفس‌ الشكل‌ الذي‌ أوردناه‌ نحن‌ في‌ حاشية‌ « البلد الامين‌ »، ثمّ روي‌ هذه‌ الرواية‌ حسب‌ مضمون‌ « البلد الامين‌ ».

كان‌ ذلك‌ هو كلام‌ المجلسي‌ّ رحمه‌ الله‌ في‌ « بحار الانوار ». ثمّ ذكر عدّة‌ أدعية‌ أُخري‌ عن‌ السيّد ابن‌ طاووس‌ في‌ يوم‌ عرفة‌ ثمّ قال‌: وقال‌ السيّد: ومن‌ الدعوات‌ المشرّفة‌ في‌ يوم‌ عرفة‌، دعاء مولانا الحسين‌ بن‌ علی صلوات‌ الله‌ عليه‌ وهو:

الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي‌ لَيْسَ لِقَضَائِهِ دَافِعٌ وَلاَ لِعَطَائِهِ مَانِعٌ.

وهنا ينقل‌ ابن‌ طاووس‌ هذا الدعاء المفصّل‌ عنه‌ ( الإمام‌ الحسين‌ عليه‌ السلام‌ ) مع‌ هذه‌ الإضافة‌:

إلَهِي‌! أَنَا الفَقِيرُ فِي‌ غِنَاي‌َ فَكَيْفَ لاَ أَكُونُ فَقِيراً فِي‌ فَقْرِي‌ حتّي‌ يختم‌ الدعاء بالعبارة‌:

أَمْ كَيْفَ تَغِيبُ وَأَنْتَ الرَّقِيبُ الحَاضِرُ، إنَّكَ عَلَی كُلِّ شَي‌ءٍ قَدِيرٌ وَالحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ انتهي‌ كلامه‌.

ثمّ يقول‌ المجلسي‌ّ رحمة‌ الله‌ عليه‌: قد أورد الكفعمي‌ّ رحمه‌ الله‌ عليه‌ أيضاً هذا الدعاء في‌ « البلد الامين‌ » وابن‌ طاووس‌ في‌ « مصباح‌ الزائر » كما سبق‌ ذكرهما، ولكن‌ ليس‌ في‌ آخره‌ فيهما بقدر ورقة‌ تقريباً وهو من‌ قوله‌: إلَهِي‌! أَنَا الفَقِيرُ فِي‌ غِنَاي‌َ إلی آخر هذا الدعاء.

وكذا لم‌ توجد هذه‌ الورقة‌ في‌ بعض‌ النسخ‌ العتيقة‌ من‌ « الإقبال‌ » أيضاً، وعبارات‌ هذه‌ الورقة‌ لا تلائم‌ سياق‌ أدعية‌ السادة‌ المعصومين‌ أيضاً، وإنّما هي‌ علی وفق‌ مذاق‌ الصوفيّة‌. ولذلك‌ قد مال‌ بعض‌ الافاضل‌ إلی كون‌ هذه‌ الورقة‌ من‌ مزيدات‌ بعض‌ مشايخ‌ الصوفيّة‌ ومن‌ إلحاقاته‌ وإدخالاته‌.

وبالجملة‌، هذه‌ الزيادة‌ إمّا وقعت‌ من‌ بعضهم‌ أوّلاً في‌ بعض‌ الكتب‌، وأخذ ابن‌ طاووس‌ عنه‌ في‌ « الإقبال‌ » غفلةً عن‌ حقيقة‌ الحال‌؛ أو وقعت‌ ثانياً من‌ بعضهم‌ في‌ نفس‌ كتاب‌ « الإقبال‌ »؛ ولعلّ الثاني‌ أظهر علی ما أومأنا إليه‌ من‌ عدم‌ وجدانها في‌ بعض‌ النسخ‌ العتيقة‌ وفي‌ « مصباح‌ الزائر »، والله‌ أعلم‌ بحقيقة‌ الاحوال‌.

وأمّا المرحوم‌ المحدّث‌ القمّي‌ّ، فقد ذكر بعد نقل‌ هذا الدعاء إلی ( يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا رَبِّ )، أنّ الإمام‌ كان‌ يكثر من‌ قول‌ يَا رَبِّ، وأمّا الذين‌ كانوا يستمعون‌ إلی الدعاء، من‌ الذين‌ اجتمعوا من‌ حوله‌، كانوا يكتفون‌ بقول‌ آمين‌.

ثمّ علت‌ أصوات‌ بكائهم‌ مع‌ الإمام‌ عليه‌ السلام‌ حتّي‌ غروب‌ الشمس‌، ثمّ حزموا أمتعتهم‌ باتّجاه‌ المشعر الحرام‌.

يقول‌ المؤلّف‌ ( المحدّث‌ القمّي‌ّ ) إنّ الكفعمي‌ّ نقل‌ دعاء عرفة‌ للإمام‌ الحسين‌ عليه‌ السلام‌ في‌ كتاب‌ « البلد الامين‌ » إلی هذه‌ الفقرة‌ ، وأورد العلاّمة‌ المجلسي‌ّ في‌ « زاد المعاد » هذا الدعاء الشريف‌ كما في‌ رواية‌ الكفعمي‌ّ، إلاّ أنّ السيّد ابن‌ طاووس‌ في‌ كتابه‌ « الإقبال‌ » قد زاد علی الدعاء المذكور بعد يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا رَبِّ قائلاً: إلَهِي‌! أَنَا الفَقِيرُ فِي‌ غِنَاي‌َ.

وقد نقل‌ جميع‌ تلك‌ الفقرات‌ بالتفصيل‌ وزاد عليها في‌ آخرها عبارة‌ إنَّكَ عَلَی كُلِّ شَي‌ءٍ قَدِيرٌ وَالحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ.

نعم‌، فإنّ هذه‌ المناجاة‌ والحِكَم‌ المنقولة‌ عن‌ ابن‌ عطاء الله‌ هي‌ في‌ الحقيقة‌ من‌ تأليفه‌ هو، وإسنادها إلی سيّد الشهداء الإمام‌ الحسين‌ عليه‌ السلام‌ غير صحيح‌.

فكيف‌ يتسـنّي‌ للمرحـوم‌ السـيّد ابن‌ طاووس‌، وهو المتـوفّي‌ في‌ 5 ذي‌ القعدة‌ سنة‌ 664 هـ أن‌ يتصوّر أنّ هذه‌ الفقرات‌ من‌ ابن‌ عطاء الله‌، وهو المتوفّي‌ في‌ جمادي‌ الآخرة‌ سنة‌ 709 ، وينسبها إلی الإمام‌ عليه‌ السلام‌؟ فالفاصل‌ الزمني‌ّ بين‌ وفاة‌ هذين‌ الشخصين‌ هو 44 سنة‌ وسبعة‌ أشهر، وبذلك‌ يكون‌ السيّد خلال‌ هذه‌ المدّة‌، والتي‌تقرب‌ من‌ نصف‌ قرن‌، قد توفّي‌ قبل‌ تأليف‌ هذه‌ الادعية‌، وعلي‌ هذا، يمكن‌ الجزم‌، بأنّ إلحاق‌ هذه‌ الفقرات‌ بدعاء الإمام‌ في‌ يوم‌ عرفة‌ في‌ كتاب‌ ( الإقبال‌ )، قد تحقّق‌ بعد رحيل‌ السيّد. وعليه‌، فإنّ الاحتمال‌ الثاني‌ للعلاّمة‌ المجلسي‌ّ رحمه‌ الله‌ سيكون‌ يقيناً، وأمّا الاحتمال‌ الاوّل‌ الذي‌ يقول‌ فيه‌: ربّما يكون‌ قد ورد في‌ كتب‌ البعض‌، ثمّ قام‌ ابن‌ طاووس‌ بنقل‌ ذلك‌ بدون‌ دراية‌، فهو غير صحيح‌.

كلاّ، وحاشا أن‌ يكون‌ السيّد وهو الذي‌ يمتلك‌ تلك‌ العظمة‌ والمنزلة‌، قد اقتبس‌ هذا الكلام‌ من‌ كتاب‌ عارفٍ، وألحقه‌ في‌ آخر دعاء الإمام‌، ثمّ نسبه‌ إلی الإمام‌.

والدليل‌ علی ذلك‌، عدم‌ ذكر السيّد له‌ في‌ كتاب‌ « مصباح‌ الزاهر »، وعدم‌ ورود ذلك‌ في‌ المخطوطات‌ القديمة‌ من‌ كتاب‌ « الإقبال‌ »، أي‌ أنّ هذه‌ النسخ‌ كانت‌ موجودة‌ في‌ حياة‌ السيّد، ونُسبت‌ إليه‌ بعد وفاته‌، إلاّ أنّ المجلسي‌ّ، ولعدم‌ علمه‌ بكتاب‌ « الحِكَم‌ العطائيّة‌ »، ولا بمؤلّفه‌، أو زمان‌ تأليفه‌، قد أخطأ في‌ إسناده‌ هذا. وأمّا خطأ المحدّث‌ القمّي‌ّ، وهو الخبير في‌ فنّ البحث‌ والتأليف‌، فهو أ نّه‌، وبعد أن‌ رأي‌ كلام‌ العلاّمة‌ المجلسي‌ّ رحمه‌ الله‌ القائل‌: لم‌ نعثر علی هذه‌ الفقرات‌ من‌ الدعاء في‌ النسخ‌ القديمة‌ من‌ كتاب‌ « الإقبال‌ »، قال‌ في‌ « مفاتيح‌ الجنان‌ »: ولكن‌ ذكر السيّد ابن‌ طاووس‌ في‌ « الإقبال‌ » بعد كلمة‌ يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا رَبِّ هذه‌ الزيادة‌؟

ذلك‌ أنّ هذه‌ العبارة‌، تؤكّد إسناد هذا الدعاء إلی السيّد ابن‌ طاووس‌، وكان‌ عليه‌ أن‌ يقول‌: وقد شوهدت‌ هذه‌ الإضافة‌ في‌ بعض‌ نسخ‌ كتاب‌ « الإقبال‌ ».

وحصيلة‌ الكلام‌، أنّ هذا الدعاء جيّد المضامين‌، ولطيف‌ المعاني‌، وقراءته‌ في‌ كلّ وقت‌ وحين‌ مفيدة‌ ونافعة‌. إلاّ أ نّه‌ لا يجوز إسناده‌ إلی سيّد الشهداء عليه‌ السلام‌. وَالحَمْدُ لِلَّهِ أَوَّلاً وَآخِراً، وَظَاهِراً وَبَاطِناً.))


توقيع : محمد الشرع
يا علي بن موسى الرضا
اجذبني اليك جذبة , تدخلني في ظلكم , و لا تسقطني من عيونكم
من مواضيع : محمد الشرع 0 اعوام مرت ... والذكريات تتجدد
0 "تويتات" ادبية
0 لمحبي التحليلات ، العراق ، تحليلات !
0 خطاب السيد نصر الله الغريب ، تحليل لبعض فقراته
0 الشيخ الصغير يدعو المالكي لفتح صفحة الكذب في الملف الامني بعد ان اكتشف الكذب في الكهر
رد مع اقتباس