جانب من حياة :
الرباب ( رضوان الله عليها ) بنت امرئ القيس
زوجة الإمام الحسين ( عليه السلام )
من موقع مركز اهل البيت للمعلومات
اسمها ونسبها :
الرباب بنت امرئ القيس بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب بن حليم بن خباب بن كلب الكلبية ، وهي زوجة سيد الشهداء الإمام الحسين ( عليه السلام ) .
أخبارها :
كانت الرباب من خيار النساء جمالاً وأدباً وعقلاً ، وأسلم أبوها في عهد (عُمَر لعنه الله ) ، وكان نصرانياً من عرب الشام ، فَوَلاَّه عُمَر على قومه من قضاعة .
وما أمسى حتى خطب إليه الإمام علي ( عليه السلام ) ابنته [ ابنة امرئ القيس ] الربَاب لابنه الحسين ( عليه السلام ) فزوَّجه إياها .
فولدت الربَاب للحسين سكينةَ ( عليها السلام ) عقيلة قريش ، وعبدَ الله ( عليه السلام ) الذي قُتِل يوم الطف وأمُّه تنظر إليه .
وأحبَّ الحسين ( عليه السلام ) زوجته الرباب حباً شديداً ، وكان معجباً بها ، وكان ( عليه السلام ) يقول فيها الشعر .
وما قاله فيها وفي ابنته سكينة :
لَعَمرِكَ إنَّنــي لأُحِــــــبُّ دَاراً
تِحِلُّ بِهــا سُكينــــة والربَابُ
أُحبُّهُمَا وأبــذل جُـــــلَّ مَالِـي
وَليس لِلائِمِـي فيهــــا عِتابُ
وَلَستُ لَهُم وإن عَتَبُوا مُطِيعاً
حَياتِي أو يُعَلِّينِـــــــي الترَابُ
ولما استُشهد الإمام الحسين ( عليه السلام ) في أرض كربلاء حزنت عليه الربَاب حزناً شديداً ، حتى أنها أقامت على قبره سنة كاملة ثم انصرفت .
وفي تذكرة الخواص : أنها أخذت الرأس الشريف ووضعته في حجرها ، وقَبَّلَتْهُ وقالت :
وَاحُسَيناً فَلا نسيتُ حُسيناً
أَقْصَدَتْهُ أَسِنَّــــــةُ الأعدَاءِ
غَادَرُوهُ بِكربـــلاءَ صَريعاً
لا سَقَى اللهُ جَانِبَيْ كَربلاءِ
وقالت في رثاء الحسين ( عليه السلام ) أيضاً :
إنَّ الذي كَان نوراً يُستَضَاءُ بِهِ
بِكَربلاءَ قتيلٌ غَيــــــر مَدفونِ
سِبطَ النَّبي جزاكَ اللهُ صالحةً
عَنَّا وجُنِّبتَ خُسرَانَ المَوازينِ
قَد كنتَ لِي جَبَلاً صعباً ألوذُ بِهِ
وكنتَ تَصحبُنَا بالرَّحمِ والدِّينِ
مَن لِليتَامَـى وَمَـــن للسَّائلينَ
يُغنِي ويُؤوِي إِليهِ كُلَّ مِسكينِ
واللهِ لا أبتغِي صِهراً بِصِهْرِكُمُ
حتَّى أُغَيَّبُ بين الرَّملِ والطينِ
وكان قد خطبها بعد استشهاد الإمام الحسين ( عليه السلام ) خلق كثير من الأشراف ، فقالت : ما كنت لأتخذ حَمْواً بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فو الله لا يؤويني ورجلاً بعد الحسين ( عليه السلام ) سقفٌّ أبداً .
وقال الشيخ المامقاني في كتابه ( تنقيح المقال ) : يُعتَمَدُ على روايتها غايةُ الاعتماد .