عرض مشاركة واحدة

سراج الربيعي
عضو نشط
رقم العضوية : 35897
الإنتساب : May 2009
المشاركات : 168
بمعدل : 0.03 يوميا

سراج الربيعي غير متصل

 عرض البوم صور سراج الربيعي

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي لكَ " ياحسينُ " مِن السماء قرارُ
قديم بتاريخ : 01-09-2012 الساعة : 12:26 AM


لكَ يا " حسينُ " مِن السماءِ قرارُ



الدهرُ يفتِكُ أمْ هيَ الأشفارُ = أين َ المعالمُ ياترى والدّارُ ؟


مالي حزينٌ والضّباعُ سعيدةٌ = يادهرُ كلاّ لاتقُلْ سُمّارُ


الطيفُ لايأتي بيومِ سعادتي = والأمنياتُ طريقُها إعصارُ


في القلبِ يبقى حبُّهُمْ مُتأصّلاً = مُتألّماً إذْ تنزلُ الأقدارُ


الابتسامةُ فوق ثغري جمرةٌ = ياثغرُ هلْ في بسمتي اضمارُ ؟


ذكرى الأحبةِ يملأُ الدُّنيا أسىً = غدرُ الزمانِ أَم الردى غَدّْارُ


أينَ البشاشةُ .. أينَ زهرُ ربيعِنا ؟ = دوحُ الأحبةِ بلقعٌ مقفارُ


أين الدّواوينُ التي كُتِبَتْ لنا ؟ = في التُّرْبِ خبأَ سُرَّهُ السِّمْسارُ


أين الغصونُ الحاملاتِ لزَهْرِنا = فلقدْ بَكَتْ مِن بعدِها الأطيارُ


سُحبُ السّما فوق الغصونِ تبعثرتْ = فتسابقي بالحزنِ يا أزهارُ


الفاجعاتُ النازلاتُ محطّتي = وأنا لأقدارِ الرّدى صبّارُ


الدهرُ يرمينا ... يُرينا صَبرَنا = يادهرُ أشهدُ ... أنّكَ الجزارُ


فارحمْ غريباً أنت تعلمُ صبرَهُ = حُزني عليهمْ سرمديٌّ نارُ


للدهرِ ألفُ حكايةٍ وروايةٍ = منها افتِجاعٌ ... بعضُهُا انذارُ


متعجّبا مِن غدرِهِ هذا الرّدى = لو خُضتُ فيهِ ستبتدي الأخطارُ


أو صِرْتُ ليثاً كي أُقاتلَ ظلَّهُ = في اللانهايةِ تعجُزُ الأعمارُ


الموتُ يعدو خلفَنا متوعّداً = لا البحرُ يوقِفُهُ ولا الأسوارُ


الموتُ سرٌّ خالدٌ مُتأهبٌ = مافرَّ مِنْ فتكاتِهِ المغوارُ


إنْ كانت الدّنيا محطةَ مؤمنٍ = تكفيهِ مِنْ بعدِ الدُّنا أشبارُ


مازِلْتُ ألحُظُهُ وأحفَظُ غدرَهُ = يومُ الفجيعةِ في الورى دَوّارُ


مَنْ حازَ فعْلَ الخيرِ يرفُضُ ضِدَّهُ = لمْ يستوِ الأخيارُ والأشرارُ


الطفُّ مأوى العاشقينَ جميعُهُمْ = كهفٌ لهُمْ ... وبوسطِهِ الأقمارُ


والدُّرُ فيهِ أنّهُ مُتنوّعٌ = متزايدٌ ... هُوَ عسْجدٌ ونضارُ


لنْ تنضَبَ الخيرات ُ فوقَ ربوعِهِ = إنَّ الطفوفَ إلى الجنانِ منارُ


بابُ النجاةِ سفينةٌ في كربلا = رُكابُها هُمْ شيعةٌ أحرارُ


ولِكمْ يسيرُ الناسُ صَوْبَ وجودِها = زحْفاً تسارَعَ نحوها الثّوارُ


مَهْما انتظرْنا سوف يأتي دورُنا = فيها ، كَما يتنافسُ الأخيارُ


لمْ تنتهِ الكلماتُ لكن ْ قصّتي = بدأتْ ، فلَمْ تتوقفُ الأشعارُ


أنا دمعةُ الباكي إذا ما أسْجَمَتْ = وإذا بكيتُ فإنّني الأمطارُ


وإذا مَرِرْتُ على الطلولِ فعاذرٌ = أنْ لايكونَ على الطلولِ نهارُ


وكذا اليتيمُ إذا أقامَ بليلِها = بَكَتِ السّماءُ وأنّتِ الأحجارُ


سقطَ اللّجامُ كما سقطتُ على الثرى = وبدونِهِ يستأسِدُ الخوّارُ


وكذا الليوثُ تموتُ جوعاً في الفلا = لو غابتِ الأنيابُ والأظفارُ


في كلِّ يومٍ للنوائبِ قصّةٌ = في سيفِها وبرُمحِها أخبارُ


جُثثٌ مقطّعةُ الوريدِ مِن القفا = كيلا يُلِّمَّ بدِيْنِهِمْ أخطارُ


نحرُ الحسينِ وحولُهُ أنصارُهُ = ويهابُ مِن أسمائهم جبارُ


ولهُمْ وإنْ سارتْ ضعونُ محمّدٍ = فوق الطفوفِ منازلٌ ومزارُ


لهفي عليهم والكماةُ على الثرى = أفتهْجعون وقد مضى الأطهارُ ؟


بيني وبين النائحاتِ ثوابتٌ = قلبي بها يعدو أم ِ الأكوارُ


ولكلِّ عينٍ مدْمَعٌ في كربلا = ولكلِّ قلبٍ جمرةٌ أو نارُ


فالحزنُ يأخُذُ مِن دموعي جذوةً = حتى كأنّ مدامعي مجمارُ


أسفي على سبط الهُدى فوق الثرى = قدْ قطّعتهُ قواضبٌ و شِفارُ


بأبي وبي وبصاحبي وعشيرتي = فالدمعُ مِن بعد الحسينِ غزارُ


حيثُ الطيورُ لهُنَّ نوحٌ في السّما = فيهِ لأرباب ِ العقولِ شعارُ


انظر إلى منهاجِ كلِّ موّحِدٍ = أسواهُ كانَ عزاؤه استمرارُ


سبطٌ النبيّ المصطفى وحبيبُهُ = أضحتْ مفجّعةً لهُ الأمصارُ


مهما كتبتُ لهُ الرثاءُ يقولُ لي = مالطّفُ إلاّ دمعةٌ ومَسارُ


كالبدرِ إلا أنّهُ فوق الثرى = لاينجلي أو يعتريهِ غبار


جسدٌ حواليهِ اللئامُ ، ورأسهُ = قمرٌ ، وهيبةُ مُرْسَلٍ ، ونِجارُ


ابنُ الهُداةِ رقى السماءَ بعزمِهِ = كالرُّسلِ لمْ تلحق ْ بهِ الكُفّارُ


وأتتْ جموعُ الأنبياءِ لكربلا = وتناوبتْ في حُزنِها الأخيارُ


وَدَنَتْ عزيزةُ حيدرٍ مذهولةً = فكراً تُحارُ بوصفهِ الأفكارُ


وبكَ استغاثَ بنو النبيِّ جميعُهم = عند المصائبِ كهفَهم ليُجاروا


وبكَ اغتدى في الأسرِ رحلُكَ سائلاً = أهلَ الكساءِ ودمعُهُمْ مدرارُ


يامهبطَ الرُّسلِ الكرامِ وقائدَ الـ = صَّحْبِ الـكُماةِ ومَن له ُالإيثارُ


كمْ تستجير ُ الثاكلاتُ وتشتكي = ظُلماً تنوءُ بحملِهِ الأدهارُ


فمنِ المعيلُ لثاكلٍ ولطفلةٍ = حين استبدّ بأسرِها الغدّارُ


ياابن النبيِّ فجَعتَ كلَّ مًوَحّدٍ = هيهاتَ تُكْحَلُ بعدَكَ الأبصارُ


وغدتْ لك السّبعُ الشدادُ مآتماً = فالكلُّ منها بالعزا دوّارُ


والطّيرُ ناحتْ في الهوا مثكولةً = والجنُّ والأشجارُ والأحجارُ


والرُّكنُ حنَّ إلى ثراكَ مُقبّلاً = وببابِ قبرِكَ طأطأَ الإكبارُ


والصُّبحُ أدْجى واخْتَفَتْ شمسُ الضُحى = بعد الشروقِ وما بها ابهارُ


وتلوتَ مِن سِورِ الكتابِ مُذكّرَ الـ = قومِ اللئامِ كما يشَا القهّارُ


وبكَ استجارَ اللهَ قِسٌّ حينما = سألَ الأمانَ فحفّهُ استغفارُ


نورٌ وأفلاكُ السماءِ قفارُ = مِنْ أصلِ نورِكَ مُشرقٌ ونهارُ


والليلُ إبداعُ السماءِ بنورِهِ = تحيا النجومُ وتطلعُ الأقمارُ


متجاوزَ الأضدادِ كنهُ وجودهِ = نورٌ ، وروضُ ترابِهِ مِعطارُ


والكلُّ معفورُ الجبينِ ببابِهِ = تهوي الملوكُ ويسجدُ الأبرارُ


يتحسّسُ التاريخُ عند ضريحِهِ = ثأراً ، كما يتشوّقُ الثُّوارُ


جانبْتَ نهجَ الظالمينَ وإنّهُ = بالزّيفِ يكتبُ فكرَهُ الأشرارُ


وحفظتَ نهج َالطاهرين َ إذا انزوى = عنكَ المُعينُ ، وَقلّتِ الأنصارُ


ورأيتَ فكرَ الدينِ يُطمسُ في الورى = في حين يعلو دفتيهِ نِضارُ


فوهبتَ نحرَكَ للرسالةِ شامخاً = تأتي الجموعُ إليهِ والأطهارُ


ومزيَّةُ الشُّهداء أنّ عطائهم = دُرَرٌ ، وأنَّ حياتَهُمْ إيثارُ


نهجٌ وَضَعْتَ بساعديكَ ولمْ يقفْ = وتمسّكت ْ بإصولِهِ الأحرارُ


أنتَ الذي سجدَ الزمانُ لذِكرهِ = وتعبّدتْ بجنانِهِ الزّوارُ


وملائكٌ تُنجي المُحبَّ مِن اللظى = هيهات ! ما للزائرين النارُ


وهل انحنى مجدُ الشموخِ لظالِمٍ = وعليكَ مِن نورِ الإلهِ إزارُ


شيّدتَ مجداً بالإباءِ وبالدّما = فكأنّهُ الجنّاتُ لا الأحجارُ


تهبُ الجميعَ عزيمةً ثوريةً = لكَ يا " حسينُ " مِن السماءِ قرارُ


ياقائدَ الأحرارِ حينَ يُصِيبُهمْ = ضيمٌ ، وحين تُحَدِّقُ الأخطارُ


فلقد ْ وضعتَ الشّمسَ في هذا الدُّجى = ليشّعَ مِن أرض الطفوفِ نهارُ


وكذا الكواكبُ ترتجي شمسَ الدُّنا = حتى تُزاحُ بليلها الأستارُ


فَمَضَتْ تُنيرُ مشارقاً ومغارباً = هيهاتَ في شمس ِ الضُّحى أوضار ُ


مازالَ سحرُ الكونِ تيّاهاً بها = حتى استمرَّ بها القنا الغدّارُ


وتقوّضتْ للدينِ أقدسُ خيمةٍ = وغدتْ مآتمَ بعدها الأقطارُ


والظّلمُ يربُضُ في البرايا جاثماً = إذْ كانَ بعدَ الطيّبين حصارُ


لمْ تبقَ أرضٌ في الدُّنا مأمونةً = يلهو ويلعبُ فوقها أنفارُ


وغدى ابنُ هندٍ في الشآمِ مُردداً = شعراً بهِ الإجحادُ والإنكارُ


في مجمَعٍ نالَ الطليقُ مرادَهُ = وخلا ، لأولادِ الزّنا المضمارُ


خُطَبٌ مزيّفةٌ كأنَّ حروفَها = مِن كذبِ ما مدَحَ الطّليق ُ غُبارُ


تلكَ الثمانونَ العِجافُ أزالَها = صوتُ الحسينُ ، وذلّها الأنصارُ


سرعانَ ما قصَّ الزمانُ ، ودُوِّنتْ = كُتُبٌ ، وزالتْ طُغمةٌ وشرارُ


فأتى البيانُ لنا بكلِّ فريضةٍ = إنَّ الحسينَ على الردى صبّارُ


قامتْ صروحُ الدّينِ في هذي الدُّنا = كالماءِ تنبتُ حولًهُ الأزهارُ


لي في الطفوفِ قصيدةٌ مكلومةٌ = إنّ البيانَ تحوطُهُ الأشعارُ


فقريضهُ للثاكلاتِ مُصيبةٌ = وحروفُه للثائرين ذمارُ


دمعي على أثري وها أنا ناعيٌ = بينَ العبادِ كأنَّني البحّارُ


أما الحروفُ الباكياتُ أُصولُها = بالنائباتِ فمأتمٌ وحوارُ


حزني تسّحُ له العيونُ وعندهُ = يرثي ويبكي سبطَهُ الكرارُ


أصبحتُ تجبرني العيونُ بدمعِها = والجسمٌ مشبوبُ الحشا أوارُ


فدموعُ عيني فوق خدي جمرةٌ = لا العيدُ يُسْعدني ولا السُّمارُ


فنذرتُ أندُبُهُ بكلِّ صبابةٍ = مُذْ غابَ رحلٌ في الطّفوفِ وساروا


هطلتْ لهُ العبراتْ وهي سخيّةٌ = إنّ العزاءَ بكربلا استمرارُ


ابنُ الرسولِ تلا الكتابَ مُخلّداً = هيهات يذهبُ كالسّرابِ منارُ


ناجيتُ قبرَكَ والجوى لي شاهدٌ = وبكيتُ فقدَكَ والأسى لي جارُ


أقسمتُ لايرتدُّ طرفي حالماً = مُذْ طاحَ بين العسْكرَينِ خِمارُ


وتكشّفتْ فيهِ المدامعُ والنوى = جهراً ليشهدَ سلْبَهُ المختارُ


فاعجبْ لِمَنْ رضعَ الرسالةَ صدرُهُ = تعلوهُ مِن بعدِ الظما أشرارُ


إنّ الطفوفَ مآتمٌ ومواعظٌ = إنْ شئتُمُ أنْ لايسودَ العارُ


جُمعتْ به أسمى الكُماةْ ورفرفتْ = تلكَ النفوسُ وفازت الأنصارُ


فعليكَ صلّى يابن طه في الورى = الرسلُ والأملاكُ والأخيارُ


فلقد نظمتُ من القصيدِ قليلِهِ = إنّ اليراعَ يسودُهُ الإفقارُ


فاقبلْ مِن العبدِ الفقيرِ نضيدَهُ = في أن يكونَ قصيده استغفارُ


ولهُ بعطفِكُمُ شفاعةُ مُذنبٍ = وعلى الصراط غداً اليهِ يُشارُ


أنت ابنُ طه المصطفى والمرتضى = ولَكُمْ يعودُ العبدُ والأحرارُ


أبو حسين الربيعي 9/6/2011 – دبي


من مواضيع : سراج الربيعي 0 لعمرُكَ في الشآمِ لنا مقامٌ
0 بأبي الذي وَهَبَ الحياةَ إلى الورى
0 فامددْ يمينَكَ سيّدي بيميني
0 فخذ قولي وكنْ رجلاً تقيّاً - إلى النواصب
0 أنت الولي من السما والأوحدُ - غديريه معارضة
رد مع اقتباس