[أبو حسين العاملي]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
حييت أختاه العزيزة "الروح تسكن" فيما تكرمت علينا من بهاء يراعك ، وما دللت عليه من واقع الخيار : إما المحبة وإما النفاق ، وإن تغاضيك عن سوء الأخرين عن سبق إصرار وإن لم يكن واجبا ، إلا أنه في عالم الفناء في الذات الإلهية - حيث تشرق صفاته تعالى في كل جزء من أجزاء الأحاسيس البشرية ، وتتجلى على صفحات وجوه المؤمنين - يكون في هذا الميزان علوا ورفعة .
ولا تعجبين إن قلت : إن هؤلاء الناس رحمة لنا ، حيث إننا بصبرنا عليهم لا تدرين بأي مرتبة من مراتب الكمال قد انتشلنا الله إليها ، وبعمق وجد وصفاء واحتراق بعالم النقاء ، حتى تنقى العروق من معاصي قد أثقلت الظهر وزادت العناء ، سيجعل ذلك من حياتنا حياة أخرى ، هي الحياة وغيرها الموت ، لا ريب ، وقد سبق النداء (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)) ، ولكم مني فائق الاحترام والتقدير والإعجاب .