|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 54354
|
الإنتساب : Aug 2010
|
المشاركات : 254
|
بمعدل : 0.05 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
فارس اللواء
المنتدى :
المنتدى الإجتماعي
بتاريخ : 05-07-2012 الساعة : 09:52 PM
الغضب الرحيم
ترفع واحترم ذاتك ولا يهمك صورة ضعفك أمام الغير
يظن الحمقى أنهم وبشدتهم أو تطاولهم قد قطعوا دابر مخالفيهم، ولا يدرون أن البعض منهم ترفعوا احتراماً لذواتهم، أعتقد أن إشكالية عموم وخصوص التفكير هي حجر الأساس في كل خلاف شابته النسبية، بمعنى أن الأحمق قد يخلط ما بين تفكيره الخاص في الدين بحمله على العام وبين سلطته.."المزعومة"..في حمل الآخر على طريقة التفكير ذاتها..إذ أنه ومن المسلم به أن طرائق الفكر لها عموم يتفق عليها الناس حسب ثقافتهم، ولها أيضاً خصوص لا تتشابه بحال مع أفكار الآخرين وبينهما درجات يتدرج فيها التفكير صعوداً وهبوطاً ما بين العموم والخصوص.
ولكن مع هذا يجب مراعاة الصنف المتحامل والذي اختلطت عليه الأمور إما بعُذره بالجهل أو عذره بالفُرص، وإن كان العُذر بالفرص هذا لا يقنع البعض ولكني مقتنع به لأسباب وجدانية قد تحمل البعض على الرجوع ودونه الجهل، نختلف في عدد الفرص ولكن المبدأ ذاته سديد..مثال على ذلك ما وقع بين صديقين من خلاف فشاب أحدهما التعنت والحِدّة ولكن ظل معدنه نقياً بحاجة لاستثارة عاطفية أو علمية أوغرائزية للعودة، فكل جوهر ثابت وما شابه من عوارض لا يحمله على التغير.. بمعنى أن العارض حادث ولكن الجوهر قديم قِدم النفس الحادثة.. فيما لو كانت قراءة الجوهر بأصلها خاطئة وهذا محتمل...أما في حال الجهل بالآخر لدى أحد الأطراف أو كليهما فالعُذر مبدأي لعدم المعرفة الكلية أو لصعوبتها، وعدد الفرص متروك لكل حالة وظرفها..لكن عموماً يغلب على الإنسان الحذر في تلك الحالات مما يقلل من فرص الخلاف وإن حضر فسيكون بصورة مقبولة نوعاً ما.
أيضاً إذا كان نفس الشخص شكاكاً وكما حملنا علاج ترسبات العقل القديم في الإدراك على الإرادة فالشك ذاته يتعلق بالإرادة، أنا شخصياً أمارس الشك ولكن لا أسلم نفسي له كي لا يقتل الإنسان الذي بداخلي، فأقوم وعلى الفور بتعيين الهدف والفعل بسرعة إما هذا وإما ذاك، وما يتلقفه حدسي من معلومات يقيني من أي سوء تجاه نفسي أو من يخالفني في طريقة الفكر، بتبسيط مخل ..مثال.. هذه المرأة التي تحتار في سلوك زوجها فتقع في الشك رغماً عنها ولكن وفور تغليب إرادتها لتحرير الإشكال فتسارع بمصارحة زوجها بما تُكنّه وتشعر به فيقوم الزوج بتوضيح ما اشتُبه عليها فيطمئن قلبها، أما في حال ضعف إرادتها وتسليمها للشك فيقتل الإنسان الرحيم الذي بداخلها، وتِبعاً لتراكم المشاكل تتعاظم في نفسها دوافع الرفض فيُخيل إليها صورة زوجها على غير حقيقتها..
إن الرحمة لا تعني الضعف بحال، وما حضر من مصاديق الضعف في أذهان الآخرين يقابله مصاديق قوة، فكما طرحنا عاليه بأن سلوك الإنسان هو الذي يصنع صورته.."مصداقه"..فعُذر الجهال والمتعنتين دلالته القوة المعنوية والأخلاقية، هذا لأن العُذر لذاته قيمة والإنسان بفطرته باحثٌ عن القيم، قد يحدث اصطفاف وما يتبعه من استقطاب من جراء هذه السياسة ولكن هذا شئ طبيعي، فسُنة الله في الكون تدافعية ولا يظن الإنسانٌ للحظة أن بقائه مرهون برضا الآخرين وإلا لم يكن الله ليبعث الأنبياء .
|
|
|
|
|