|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 54354
|
الإنتساب : Aug 2010
|
المشاركات : 254
|
بمعدل : 0.05 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
فارس اللواء
المنتدى :
المنتدى الإجتماعي
بتاريخ : 03-07-2012 الساعة : 11:17 PM
الغضب الرحيم
أن تصنع خياراتك بنفسك خير من أن يفرضها عليك الغير
نحن لا ندعو للغضب ولكن ندعو للرحمة حين الغضب...والإنسان لن يكون رحيماً إلا بالإستيعاب، وكي يستوعب الإنسان الآخر والعالم عليه أن يستوعب نفسه أولاً بأن لا تضيق خياراته إما هذا وإما ذاك، بل يجب عليه أن يصنع خياراته بنفسه ويعمل على تعددها، هكذا سيرى حلولاً في الأفق، فما من عقل ضاقت خياراته إلا وسلك سلوك الهدم، فاشتبهت عليه الرذائل والفضائل وأصبح كلاهما لديه مبررا، فألغى بنفسه خصوصياته وترك ذاته فريسه للعامل الخارجي.
لا يمكن عزل الإنسان عن محيطه الثقافي والجغرافي، فمع امتلاكه لإرادته إلا أنه أسير مجتمعه بمعنى أنه غير قادر على العيش بدون مجتمع، وبما أن المجتمع وأدواته يمثلان العامل الخارجي لذا فتأثير العامل الخارجي عليه في الغالب ما يكون قوياً، ونحن الآن في عصر الاتصالات وأصبحت المعلومة ومصدرها هي أهم مكون للعامل –المؤثر- الخارجي......بهذه الرؤية أكاد أقترب من رؤية هيجل التي ربط فيها معرفته بالأنا عبر معرفته بالغير وبانفتاحه على مجتمعه، ولكن تظل معرفة الغير إشكالية كما طرح مالبرانش، فالفرد يعجز عن معرفة الغير معرفة كلية كما في المثل المصري الدارج الذي يُلزم معرفة الغير بشرط طول ملازمته.
لذلك أقول بأن من أهم الوسائل التي تعين الفرد على تعدد خياراته هو لجوئه لتطوير معرفته، حتى الثقافة الإسلامية لا تخلو من التأكيد على هذا الطرح ..وبهذه المناسبة أستحضر قول الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان الذي قال بأن أعلم الناس هو أعلمهم باختلاف الناس، أكيد هذا الرجل العالم تعددت خياراته وبصر بروحه وعقله لتميز معرفته... ومع ذلك فمعرفة الغير لا تحيل على من افتقد شرط الملازمة، فقط يكفيه السعي نحو الفضائل وصُنع المزيد منها في قراراته المتعددة، وبهذا سيجلب له الباحث عن القيم مما يجعل صداقتهما نقية ومتجذرة لا منفعة فيها بما يُسهّل عملية المعرفة، وفي النهاية سيرى لديه أغلبية الناس أصبحوا أصدقاءاً فالبشر بفطرتهم باحثون عن القيم.
|
|
|
|
|