أخي الفاضل الكريم أبو مرتضى عليّ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً هنيئاً لك الاستبصار وإتباع نهج محمد وآله الطيبين الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
ثانيا : أنت بتونس ونحن بالعراق والمثل يقول أهل مكة أدرى بشعابها ؛؛
فلا يَغُرَنّك كثر الأخبار المُفبركة والكتابات المُنحازة !! فالعراق لا يزال عصياً على أعداء محمد وآل محمد وهو من خلال شيعة أهل البيت المخلصين سيظل بمأمن الى أن يُسلموا الراية الى إمام العصر والزمان المهدي الحجة ابن الحسن صلوات الله عليه وعلى آبائه ليُكّوِن دولة العدل الإلهي على أراضيه ويتخذ من الكوفة عاصمةً عالمية له ..
ولذلك فإنّ الصراع الدائر بين الشيعه والاختلافات التي تسمع عنها هذه الايام بالعراق وما يتلوها من أيام هي مُتوقعه بعدما غّرّت الدنيا وأغرَت البعض منهم بمجرد ما إستلم سدّة الحكم وأستحوذ على كرسي الرئاسة !!
فلا تعتقد بأن العراق أو المذهب مُختزل بشخص المالكي ولا بحكومته ..
• عن مالك بن ضمرة قال قال أمير المؤمنين (ع) لشيعته ( … أما إنكم لن تروا ما تحبون و ما تأملون يا معشر الشيعة حتى يتفل بعضكم في وجوه بعض و حتى يسمي بعضكم بعضا كذابين و حتى لا يبقى منكم على هذا الأمر إلا كالكحل في العين و الملح في الطعام و هو أقل الزاد و سأضرب لكم في ذلك مثلا وهو كمثل رجل كان له طعام قد ذرأه و غربله و نقاه و جعله في بيت وأغلق عليه الباب ما شاء الله ثم فتح الباب عنه فإذا السوس قد وقع فيه ثم أخرجه و نقاه وذرأه ثم جعله في البيت و أغلق عليه الباب ما شاء الله ثم فتح الباب عنه فإذا السوس قد وقع فيه و أخرجه و نقاه و ذرأه ثم جعله في البيت و أغلق عليه الباب ثم أخرجه بعد حين فوجده قد وقع فيه السوس ففعل به كما فعل مرارا حتى بقيت منه رزمة كرزمة الأندر الذي لا يضره السوس شيئا و كذلك أنتم تمحصكم الفتن حتى لا يبقى منكم إلا عصابة لا تضرها الفتن شيئا) - الغيبة للنعماني ص : 26
- • عن الحسن بن علي (ع) : (لا يكون هذا الأمر الذي تنتظرون حتى يبرا بعضكم من بعض ويلعن بعضكم بعضاً ويتفل بعضكم في وجه بعض وحتى يشهد بعضكم بالكفر على بعض قلت: ما في ذلك خير ، قال : الخير كله في ذلك يقوم قائمنا فيرفع ذلك كله) : بحار الأنوار ج 52 ص
ولهذا لا تقلق أخي العزيز فالمذهب والشيعه هنا بعين الله وبرعاية كريمة من صاحب الزمان و مراجعنا وعلماؤنا العظام والملايين من المؤمنين والمؤمنات الصادقين المخلصين لله ورسوله وأهل بيته الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين ..
وما تراهُ وتسمع عنه من خلافات سياسية تنخفض تارة وتعلو تارة أخرى هي من عداد الفتن التي يمر بها البلاد والعباد !! وهي غربلة لتبيان وفرز المخلصين من المنافقين ..
أسأل الله لكل من والى محمد وآل محمد الهداية والفلاح وأن يرزقنا وإياك الثبات على هذا النهج الرباني القويم ولا يزغ قلوبنا بعد إذ هدانا لهذا الفوز العظيم ..
شكرا لك أيها الغيور الشهم ولمشاعرك النبيلة ..