لا يخفى عليك أيضاً بأنّ الأئمة صلوات الله و سلامه عليهم لم يعيشوا نفس الظروف و نفس الحياة ...
فالتضييق و الأذى اللذان أحاطا بالإمام السجّاد عليه السلام ... خفّ أثرهما في زمن الإمام الباقر و الإمام الصادق عليهما السلام ... فانتشرت العلوم في زمنهما أكثر من أزمنة غيرهما من الأئمة ... ثمّ عاد التضيق أكثر فأكثر في زمن الأئمة الكاظم و الرضا و الجواد ... و بدأ الإمام الهادي و من بعده الإمام العسكري
عليهما السلام بزيادة الحذر و الحيطة و الحرص ... و ربّما تضييق دائرة الموثوقين ... و بعض العزلة ... فقد اقترب مولد المهدي الذي بشّر به جدّهم الأعظم ( صلى الله عليه و آله ) و الذي يتربّصه الأعداء ... أعداء الإسلام ... أعداء الخير ... أعداء البشرية ... كيف لا و هو من سيحارب الكفر و الظلم و الطغيان ... و سيملأ هذه الأرض قسطاً و عدلا ... و هو أمر لم يقم به نبيّ مقرّب و لا رسولٌ مُرسل ... شخص عظيم ... لأمرٍ جلل تنتظره الأمم ... لك أن تتخيلي حجم العداء له ... فكيف لا يُحاط الأمر بالسرية و الحذر و الحيطة ؟!
|