|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 54354
|
الإنتساب : Aug 2010
|
المشاركات : 254
|
بمعدل : 0.05 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
فارس اللواء
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 06-05-2012 الساعة : 05:42 PM
التوسل خلاف ما يرى الصوفية والسلفية
الإصلاح بالبناء وليس بالهدم"فكرة أخلاقية"
عندما يتجرأ الإنسان على الإقدام على فِعلٍ فهو إما عالم به وبعواقبه وحينها سيتحرز قدر إمكانه، أو يجهل الفعل وعواقبه وحينها سيُقدم على التبرير له بقصد قطع الطُرق لإدانته..-ربما يكون لنا عودة بإذن الله مع التبرير-فهو في هذه الحالة يرى في خصمه ذلك الكيان العاصي الشرير الذي يجب نحره فكريا حتى يطمس لديه أصل معاصيه وشروره ، يفعل ذلك الإنسان ما فعل في تصرفٍ شائع بين الناس تحت مسمى "الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر".
لكن فكرة الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر لابد لها من ممارسات مفيدة ،ولو أدت هذه الفكرة إلى ضرر فلا فائدة منها وينبغي إعادة فهمها من جديد، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه المُعضلة عند البعض بقوله تعالى.."وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"..ولا بر ولا تقوى في وجود الضرر، ولا إثم وعدوان مع منفعة..هكذا يُفهم الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر بسهولة ويُسر،أن التعاون على البر والتقوى سمة الجماعات الصالحة وأن التشرذم والتفكك الناتج عن الإثم والعدوان هو سمة الجماعات الضالة.
حقيقة المخالف في الإسلام أن له قُدسية يلمسها العارفون، تتضمن هذه القدسية في وجوب العدل معه وإنصافه مصداقاً لقوله تعالى في مواضع عِدّة.. "اعدلوا هو أقرب للتقوى".."وأمرت لأعدل بينكم".."واقسطوا إن الله يحب المقسطين".."قل أمر ربي بالقسط".."وإذا قلتم فاعدلوا"..فالمخالف في الإسلام مُحصّناً تحصيناً مانعاً لأي اعتداءٍ على كرامته وخصوصياته وأملاكه فضلا عن اعتقاده وحرياته....أيضا فالإنسان المخالف أيا كان منهجه او اعتقاده لا ينبغي التفريط فيه بحال، فهو كالثروة القومية التي لا ينضب معينها عند العُقلاء، بمعنى أن وجود المُخالف في حد ذاته يخلق دافعاً للإنجاز والمنافسة على المستوي العملي ودافعا للتطوير والتجديد على المستوى النظري والفكري، ومن يظن في مخالفه أنه شر من الشرور الكثيرة في هذا العالم فقد قدم أولى استمارات نهايته ونهاية مشروعه في هذا العالم.
إذاً فالفكرة الأخلاقية تبدأ من قبول الآخر قبولاً وجوديا على أقل تقدير، وأن العمل على قهر هذا المخالف هو إيذانٌ بنهاية أخلاقية مأساوية على جميع المستويات الفردية منها والجماعية-عدا المعتدي..، وقديما قال شوقي.." انما الأمم الأخلاق ما بقيت فان هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا"...فالأخلاق عِماد الأمم وبدونها تفنى .
|
|
|
|
|