|
محـــــاور عقائدي
|
رقم العضوية : 20228
|
الإنتساب : Jul 2008
|
المشاركات : 3,427
|
بمعدل : 0.56 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
كربلائية حسينية
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 09-04-2012 الساعة : 09:15 PM
بسمه تعالى
--1--
شرح و بيان لـ : أميرها و سيدها
قال أمير المؤمنين عليه السلام : "إن القرآن ظاهره أنيق، وباطنه عميق، لاتفنى عجائبه، ولا تنقضي غرائبه، ولا تكشف الظلمات إلاّ به."
نعم صحيح إن أميرها و شريفها هو علي أليس هو أميرا للمؤمنين ..
و معنى ذلك أن الفاروق علي هو السباق إلى العمل بأوامر الله و الانتهاء عن نواهيه التي هي للمؤمنين
وعلي بن أبي طالب أخلص المؤمنين في الإيمان والأعمال الصالحة ...
وتوجه النهي إلى المؤمنين وفي رأسهم وليهم علي بن أبي طالب لا يطعن بأمير المؤمنين فقد توجه النهي في القرآن إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نفسه
عندما خاطبه رب العباد و قال : { يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ }
و كذلك { وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }
فهل هذا به انتقاص لرسول الله و هل من الممكن أن يشرك و لا يتقي و العياذ بالله ..؟؟؟!!!!
و كذلك :
قال تعالى :
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً}
فهل كفر أمير المؤمنين علي ( حاشاه ) ؟
فالقول أن علي عليه السلام أميرها وشريفها يفسر بحسب توجه الآية بمعنى
إما يعني: أمير المؤمنين وشريف المؤمنين وإرجاع الضمير المؤنث المفردة إليهم باعتبارهم جماعة مثل آية { قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا }
وإما يعني: أمير تلك الآية وشريف تلك الآية باعتبارها آية نازلة في المؤمنين ..
فعندما تأتي آية في القرآن و فيها ذم أو توبيخ أو حتى عتب
هل يكون من قدحت فيه أو ذمته الآية أمير هذه الآية و أفضل من ذكر فيها ..؟؟
مثال :
دولة لنقول موزمبيق لها أميرها و رئيسها و شعبها فخرجت مجموعة من الشعب متمردين
فآتي أنا أريد مخاطبة هذه الدولة فأقول يا أيها الموزمبيقيين لن تفلحوا بعملكم هذا و سوف ننزل بكم عقوبات شديدة ..
أنا هنا خاطبيت الدولة ككل بأميرها و سيدها و شعبها الطائع و المجموعة المتمردة و خاطبتهم بيا موزمبيقيين و لكني خصصت بالتوعد و القدح لمن تمرد ..
فليس من العقل أن أوجه كلامي هذا لأمير موزمبيق فكيف يخرج و يتمرد على نفسه ..؟؟؟
فهل عندما خاطبتهم عنيت أمير و سيد موزمبيق و شريفها أم عنيت المتمردين ..؟؟؟
و هذا نفس المعنى في الآية { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ }
الوجه الآخر :
أخاطبهم و أقول :
يا أيها الموزمبيقيين التزموا بالمعاهدات لكي تحصلوا على جزاء كبير و مساعدات و عطاءات ...
و أنا هنا شملت أميرها بالمدح مع من يلتزم من شعبه ...
و هذا مثلما يخاطب الله المؤمنين هنا :
{ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ }
و بهذا المثل بسطنا للقارئ لفهم كون الامام علي أمير و سيد كل آية تبدأ بيا أيها الذين آمنوا ..
فالقول هو عن الآيات التي تأتي في سياق المدح و
الثناء فيكون علي سيد من قيلت فيه و أما آيات العتاب أو القدح و الوعيد فلا يقبل العقل و المنطق أن يكون من قيلت فيه (إن صح أنها قيلت فيه) أمير أو شريف تلك الآيات لأنها في مقام ذم .
ثم نقول هناك إذا آيات كثيرة تبدأ بيا أيها الذين آمنوا و بها نهي عن أفعال منها :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ }
فهل المخاطب هنا علي عليه السلام بالذات أو هو فعلا قال ما لم يفعل ..؟؟ الجواب لا طبعا و لكن هناك تخصيص لأشخاص معينين و علي أميرهم و السَّبّاقْ دوما للعمل بأوامر الله ...
و هناك آية صريحة بالقرآن { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا }
كيف يقول الله تعالى للذين آمنوا ... آمنوا بالله و رسوله ..؟؟؟
ألم يؤمنوا و انتهى الأمر ..؟؟
و هذا يعني بالضبط ما قلته أن لا يترك من يقول آمنا
بل وجب عليه الإيمان الباطني كما أبدى إيمانه الظاهري ..
و بنهاية هذا البيان أرفق من كتاب علي في القرآن لآية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دامت بركاته ..
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً).
النساء/ 19.
روى الحافظ الأصبهاني، أبو نعيم في حليته، عن ابن عباس، عن رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) أنه قال:
(ما أنزل الله آية فيها (يا أيها الذين آمنوا) إلاّ وعليّ رأسها وأميرها).
(أقول) نزول هذه الآية ونظائرها، من آيات النواهي في المؤمنين، وكون علي هو المصداق الأتم للمؤمن، لا يعارض كونه (عليه السلام) معصوماً غير محتمل فيه ارتكاب المنهي لأمرين:
(الأول) : أنه نظير آيات النواهي المتوجهة إلى شخص رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فما يقال هناك يقال هنا أيضاً، مثل قوله تعالى: (ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ) ونحو غيره أيضاً.
(الثاني) : توجه النهي لا يلازم ـ لا عقلا، ولا شرعاً، ولا عرفاً ـ لاحتمال المخالفة، إذ أنّ النهي كالأمر لبيان الحكم عرفاً، وعقلاً، وشرعاً، فكما لا مانع من الأمر كذلك النهي، ولولا الأوامر والنواهي الواردة من الله تعالى لم تعرف أحكام الإسلام.
_______________
يتبع
|
|
|
|
|