عرض مشاركة واحدة

الاكاديمي العراقي
مــوقوف
رقم العضوية : 70946
الإنتساب : Feb 2012
المشاركات : 16
بمعدل : 0.00 يوميا

الاكاديمي العراقي غير متصل

 عرض البوم صور الاكاديمي العراقي

  مشاركة رقم : 8  
كاتب الموضوع : الاكاديمي العراقي المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 20-02-2012 الساعة : 11:57 PM



الطريق الثالث : المناظرات العلمية
تعد المناظرة واحد من اهم وادق واوضح الادلة العقلية التي يمكن ان تكون حجة على العالم والجاهل على حد سواء لانها بديهية يقتضيها العقل الانساني ويعتمد عليها في تقييماتها فحينما يريد ان يقيم بين امرين في حياته فانه يخضهما للاختبار ليرى ايهما اصلح وانفع ولا يتصور احدنا مثلما حاول البعض استغفالنا ان المناظرة بدعة وانها دين جديد اتى به محمد الصدر وتعقبه على ذلك تلميذه محمود الحسني وانما هي من قبليات العقل فكل واحد منا الان يقارن بين الوان ملابسه فيقول هذا اجمل من هذا وهذا انسب من هذا وطبعا هذا التقييم ناتج من الاختبار والتمحيص وكذلك عن الاجهزة الكهربائية وعن السيارات وعن البشر فتقول صديقي هذا افضل من صديقي الاخر ونقيم المسؤول والوزير فنقول هذا افهم وهذا انزه وهذا اورع من خلال التجربة والاختبار وما المحاكات الا مناظرة بشكل غير مباشر لتبيان من هو الافضل ومن هو الافهم ولقد شهد رسول الله صلى الله عليه واله لعلي انه الافقه وانه الاقضى وانه الاحكم بقوله (قال أخبرني أبو نصر محمد بن الحسين المقري قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الزراري قال حدثنا أبو عبد الله جعفر بن عبد الله العلوي المحمدي قال حدثنا يحيى بن هاشم الغساني قال حدثنا إسماعيل بن عياش عن معاذ بن رفاعة عن شهر بن حوشب قال سمعت أبا أمامة الباهلي يقول و الله لا يمنعني مكان معاوية أن أقول الحق في علي ع سمعت رسول الله ص يقول علي أفضلكم و في الدين أفقهكم و بسنتي أبصركم و لكتاب الله أقرؤكم اللهم إني أحب عليا فأحبه اللهم إني أحب عليا فأحبه ..)[1]
وقوله (صلى الله عليه وآله): (علي أقضاكم)
وقول أمير المؤمنين (عليه السلام): (ضرب رسول الله (صلى الله عليه وآله) يده على صدري وقال: اللهم اهد قلبه، وثبت لسانه، فما شككت في قضاء بين اثنين )[2]
ولم تجر بينهم أي مناظرة بين علي عليه السلام وبين بقية الصحابة الا ان المواقف كانت تعبر عن مناظرات واختبارات افهمت القاصي والداني فضل علي عليه السلام .
فالمناظرة لا تختص بالمذهب الشيعي ولا بالدين الاسلامي فحسب بل هو منهج وطريق عقلائي ومع هذا فكانت النصوص الشرعية ساندة ومؤيدة لهذا الطريق واسبغت عليه الشرعية ليكون حجة امام الله تعالى للمكلف يحتج بها ويمكن ضمان براءة ذمته منها . فكانت قصص الانبياء تعبر عن مواقف كثيرة للاحتجاج ولاسيما نبينا الاعظم صلى الله عليه واله اذ كان هو النبراس والمؤسس لكل طريق مشروع صالح لان يعول عليه ولهذا كانت محاورات ومناظرات الائمة عليهم السلام مع المخالفين من العلماء والحكام شواهد تتلوها شواهد على شرعية المناظرة ولا اريد الا ان اذكر بعض المناظرات الواردة في تاريخنا
مناظرات امير المؤمنين عليه السلام مع اليهود
ومناظراته واحتجاجاته لاثبات حقه في الخلافة
مناظراته واحتجاته على الخوارج وعلى معاوية
مناظرة الامام الصادق عليه السلام مع مختلف العلماء
مناظرات الامام الجواد والتي منها مناظرته مع ابن اكثم
وغيرها الكثير الكثير ولهذا داب العلماء والفقهاء ممن اسسوا اساسيات مذهبنا الشريف الى جعل المناظرة من ضمن ادبياتنا الفكرية فقد ورد عنها في الباب الثالث من كتاب منية المريد ((في المناظرة وشروطها وآدابها وآفاتها وفيه فصلان: [
الفصل الاول فيشروطها وآدابها
الفصل الثاني في آفاتها وما يتولد منها من مهلكات الاخلاق
[ الفصل ] الاول في شروطها وآدابها اعلم أن المناظرة في أحكام الدين من الدين، ولكن
لها شروط ومحل ووقت، فمن اشتغل بها على وجهها وقام بشروطها، فقد قام بحدودها واقتدى بالسلف فيها، فإنهم تناظروا في مسائل، وما تناظروا إلا الله، ولطلب ما هو حق عند الله تعالى. ولمن يناظر الله وفي الله علامات، بها تتبين الشروط والآداب )[3]
وقد ورد في تعريف السيد علم الهدى بقلم تلميذه الشيخ الطوسي (كنيته أبو القاسم، لقبه علم الهدى، الاَجل المرتضى......إنّ نواحي فضل سيدنا المبجّل لا تنحصر بواحدة ولا انّمآثره معدودة فإلى أي فضيلة نحوت فله فيها الموقف الاَسمى، فهو إمام الفقه، وموَسس أُصوله، وأُستاذ الكلام، ونابغة الشعر، وراوية الحديث، وبطل المناظرة، والقدوة في اللغة، والاَُسوة في العلوم العربية كلّها، وهو المرجع في تفسير كتاب اللّه العزيز، وجماع القول إنّك لا تجد فضيلة إلاّ وهو ابن بجدتها. ([4])
وهنا شاهد اخر (يحكي المحدّث القمي عن الحاج كريم أحد سدنة الروضة الحسينية المقدسة انّه كانيقوم بخدمة الحرم في شبابه، وذات ليلة التقى بالشيخ يوسف البحراني و الوحيد البهبهاني داخل الحرم و هما واقفان يتحاوران، وطال حوارهما حتى حان وقت إغلاق أبواب الحرم، فانتقلا إلى الرواق المحيط بالحرم، واستمرا في حوارهما وهما واقفان، فلمّا أراد السدنة إغلاق أبواب الرواق انتقلا إلى الصحن وهما يتحاوران، فلما حان وقت إغلاق أبواب الصحن انتقلا خارج الصحن من الباب الذي ينفتح على القبلة، واستمرا في حوارهما و هما واقفان، فتركهما وذهب إلى بيته ونام، فلمّا حلّ الفجر ورجع إلى الحرم صباح اليوم الثاني سمع صوت حوار الشيخين من بعيد، فلمّا اقترب منهما وجدهما على نفس الهيئة التي تركهما عليها في الليلة الماضية مستمرين في الحوار والنقاش، فلمّا أذّن الموَذن لصلاة الصبح رجع الشيخ يوسف إلى الحرم ليقيم الصلاة جماعة، ورجع الوحيد البهبهاني إلى الصحن وافترش عباءته على طرف مدخل باب القبلة، وأذّن وأقام وصلّى صلاة الصبح.)[5]


[1] - امالي الشيخ المفيد : 90/6.

[2] -بحار الأنوار / جزء 10 / صفحة[ 445 ]

[3] -منية المريد الشهيد الثاني ص311

[4] -الاَميني: الغدير:4|264 ـ 265.

[5] -تاريخ الفقه الاسلامي وادواره ص430






من مواضيع : الاكاديمي العراقي 0 الادلة العلمية لمرجعية السيد الحسني الصرخي
رد مع اقتباس