|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 67974
|
الإنتساب : Sep 2011
|
المشاركات : 2,555
|
بمعدل : 0.52 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
محمد الشرع
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 26-12-2011 الساعة : 04:19 AM
الصراع في السياسة ليس بالضرورة ان يكون بيد التيارات السياسية المتصارعة .. احيانا يكون الصراع السياسي نتيجة صراع ثقافات تفرضه تراكمات تأريخية وتتحكم فيه عدة عوامل اهمها عامل الوجود و طلب البقاء وفرض الارادة .. فتدخل التيارات السياسية دوامة الصراع السياسي لغرض الوصول الى حالة الاستقرار التي يولدها مبدأ التنافس السياسي المشروع .. وقد يكون الصراع السياسي متولدا نتيجة اجندة سياسية تحاول جهات فئوية فرضها على واقع اجتماعي معين بكل ماتتمكن عليه من وسائل سواء كانت مشروعة او غير مشروعة .. وهنا تدخل بعض التيارات السياسية المناوئة لها لأحداث توازن سياسي من خلال طرح عدة بدائل سياسية على الساحة .. فيحدث الصراع ..
والاحزاب الشيعية التي دخلت العملية السياسية لا تتحمل وزر الصراع السياسي الذي فرضه الارث التأريخي الغائر في القدم في العراق والاحزاب السياسية العروبية والتكفيرية المؤتلفة طائفيا والمتخندقة في معركة فرض ارادة الثقافة ذات اللون الواحد التي اوجدتها كعملية حتمية من اجل اقصاء الخصوم السياسيين ولجم التيار الشعبي الاكبر والاقوى ديموغرافيا ..وتدخل فيها الاحتلال الاميركي و مصالحه الغير مشروعة في العراق .. فلم تقسم حكومة المالكي او الجعفري ولا حتى علاوي الشعب العراقي الى شيعة وسنة وعرب وكورد كي يتصارع اطيافه بل تعامل الجميع مع واقع الحال كما هو منطلقين من خلفيات ايديولوجية و تجارب تأريخية بحسب التوجهات التي يؤمن بها كل تيار سياسي. وهنا لا يمكن اتهام المالكي بتأجيج الصراع السياسي فالرجل دخل الصراع ولم يصنعه .. اما ان يستطيع المالكي تقديم الرفعة المادية والمعنوية للشعب العراقي فلا توجد مؤشرات قريبة تنبئ بذلك.
وفي تصوري ان احداث تغيير حقيقي على المستوى الاجتماعي يجب ان يرتكز على تغيير حقيقي في النمط الايديولوجي في العقلية العراقية وتحديدا العقلية الشيعية حيث ان العقلية الاخرى لاتؤمن اطلاقا بالندية او التعددية .. فلحد الان لا يوجد رسوخ للهوية الشيعية في عقلية الانسان الشيعي في العراق والتي من المفترض ان يبدا بها للدخول في اي عمل سياسي حيث يعيش جميع الاطراف الاجتماعية والسياسية الاخرى حالة امتلاء بالشعور بالهوية الفئوية ..وهو ما يجعلهم كخصوم سياسيين او منافسين اجتماعيين يتقدمون خطوة الى الامام على المكون الشيعي في عملية فرض الارادات التي تتطلب التعريف بهوية قوية ذات ثقل وطني واقليمي و دولي لغرض دخول ساحة الصراع السياسي وبالتالي فرض التوازن بحسب الحجم الحقيقي لكل الاطراف الامر الذي سوف يولد استقرارا سياسيا قد يمكن العراق من النهوض مدنيا
|
|
|
|
|