عرض مشاركة واحدة

زهــــــير
عضو جديد
رقم العضوية : 69380
الإنتساب : Nov 2011
المشاركات : 12
بمعدل : 0.00 يوميا

زهــــــير غير متصل

 عرض البوم صور زهــــــير

  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : زهــــــير المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 28-11-2011 الساعة : 07:32 PM


التوحيد عند الشيعة

التوحيد عند الإمام علي عليه السلام:
يمثل طرح الإمام علي عليه السلام حول قضية التوحيد الأصل الذي تعتمد عليه الشيعة في تحديد رؤيتها تجاه هذه القضية..
وطرح الإمام دقيق في مدلولاته مطابق في كل جوانبه القرآن والأحاديث المروية عن طريق آل البيت عليهم السلام..
ويعد الإمام علي أول من خاض في المعارف الإلهية من أمة محمد وأول من أوضح معالمها والمتأمل في نهج البلاغة يكتشف أن هذا الكتاب يحوي طرحا فلسفيا بالنسبة للإلهيات لا يفوقه أي طرح آخر..
وقد أخذت منه المدارس الفلسفية الإسلامية وارتوت من معينه وأسست عليه تصوراتها وأطروحتها..
ولا يزال أصحاب العقول يقفون في انبهار أمام هذا الكتاب ولسان حالهم يقول: إن مثل هذا الكتاب لا يمكن أن يكون منسوبا إلا للإمام علي..
وإن ما يحويه هذا الكتاب بين دفتيه لا يمكن أن يكون إلا نتاج مدرسة النبوة.. والإمام في طرحه أعطى مساحة للعقل وألزمه بالنص في آن واحد وهذا من وجوه الإعجاز البلاغي في طرحه..
فعندما يتحدث الإمام عن استحالة رؤية الله عقلا يقول: وامتنع على عين البصير ثم يقول ولا تحيط به الأبصار.. ولا تراه النواظر (1).
وكلامه هذا يطابق العقل كما يطابق النص الواضح من قوله تعالى: (لا تدركه الأبصار) وقوله (لن تراني).

____________
(1) نهج البلاغة، ج 1.
وكل ما خلق الله للانسان من أدوات إنما تؤكد الاستحالة العقلية، فإن هذه الأدوات المادية وهي الحواس لا تدرك إلا المادة من جنسها..
والإمام بقوله هذا قد أرسى قاعدة عدم الرؤية إلا أن هذا لا يعني إطلاقا عدم وجوده سبحانه: فهو المعروف من غير رؤية وأحق وأبين مما ترى العيون.. (1).
ويؤكد الإمام وحدانية الله وتفرده سبحانه، في وصيته للإمام الحسن عليه السلام بقوله: واعلم يا بني أنه لو كان لربك شريك لأتتك رسله ولرأيت آثار ملكه وسلطانه ولعرفت أفعاله وصفاته ولكنه إله واحد كما وصف نفسه لا يضاده في ملكه أحد ولا يزول أبدا ولم يزل.. (2).
وبأدق الألفاظ وأكمل العبارات وأوجز الكلمات يطرح الإمام قضية توحيد صفات الله بقوله: فمن وصفه فقد حده ومن حده فقد عده..
فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه ومن قرنه فقد ثناه..
فلسنا نعلم من كنه عظمتك إلا أنا نعلم أنك حي قيوم لا تأخذك سنة ولا نوم.. لم ينته إليك نظر ولم يدركك بصر.. (3).
وقد سئل الإمام: هل رأيت ربك يا أمير المؤمنين..؟
فقال: أفأعبد ما لا أرى..؟
فقال السائل: وكيف تراه..؟
قال: لا تدركه العيون بمشاهدة العيان ولكن تدركه القلوب بحقائق الإيمان.. قريب من الأشياء غير ملامس، بعيد منها غير مباين، متكلم بلا روية مريد لا بهمة. صانع لا بجارحة. لطيف لا يوصف بالخفاء كبير لا يوصف بالجفاء بصير لا يوصف بالحاسة. رحيم لا يوصف بالرقة تعنو الوجوه لعظمته، وتجب القلوب من مخافته.. (4).

____________
(1) المرجع السابق: ج 1 / 158، ج 2 / 280.
(2) المرجع السابق: ج 2 / 44.
(3) المرجع السابق: ج 1 / 290.
(4) المرجع السابق: ج 2 / 534.
إن الإمام يؤكد الصفات الثبوتية لله سبحانه وتعالى مثل الإرادة والبصر ويؤكد تباينه تعالى عن الأشياء وعدم تشبيهه بالمخلوقات وصفة الإرادة والبصر من الصفات الذاتية لله والتي هي عين ذاته ولا يجوز فصلها عنه سبحانه، فهي أساس كمال الذات ونفيها يعني نفص الذات أما اللطف والصنع والرحمة فهي من صفات الأفعال الحادثة على ذاته مثل الرزق.. ولا يجوز القول بأنها عين الذات لأن ذلك يستلزم حدوث الذات..
وقول الإمام هذا إنما يلخص عقيدة الشيعة في الأسماء والصفات والتي تقول بأن صفات الله هي عين ذاته وتعتبر صفات الذات أصلا وصفات الأفعال فرعا مشتقا من هذا الأصل فالصنع والرزق فرع مشتق من الأصل وهو القدرة..
والسمع والبصر فرع مشتق من الأصل وهو العلم..
وقول الإمام: قريب من الأشياء غير ملامس بعيد عنها غير مباين. صانع لا بجارحة لطيف لا يوصف.. بصير لا يوصف.. رحيم لا يوصف.. إنما يؤكد عقيدة الشيعة التي ترفض التشبيه والتجسيم والتي دفعتها إلى رفض الأحاديث المنسوبة للرسول صلى الله عليه وآله والتي تشير في ظاهرها إلى التشبيه والتجسيم مثل حديث نزول الله وحديث رؤية الله وحديث ضحك الله وفرحه ووضع قدمه في النار وغيرها..
ثم يقول الإمام عليه السلام: كل شئ خاشع له. كل شئ قائم به. غنى كل فقير وعز كل ذليل وقوة كل ضعيف ومفزع كل ملهوف. من تكلم سمع نطقه ومن سكت علم سره ومن عاش فعليه رزقه ومن مات فإليه منقلبه، لم ترك العيون فتخبر عنك بل كنت قبل الواصفين من خلقك. لم تخلق الخلق لوحشة ولا استعملتهم لمنفعة ولا يسبقك من طلبت ولا يفلتك من أخرت ولا ينقص سلطانك من عصاك ولا يزيد في ملكك من أطاعك. ولا يرد أمرك من سخط قضاءك ولا يستغني عنك من تولى عن أمرك. كل سر عنك علانية. وكل غيب عندك شهادة. أنت الأبد فلا أمد لك وأنت المنتهى فلا محيص عنك وأنت الموعد فلا منجى منك إلا إليك. بيدك ناصية كل دابة وإليك مصير كل نسمة سبحانك ما أعظم شأنك سبحانك ما أعظم ما نرى من خلقك وما أصغر عظيمة </span>في جانب قدرتك وما أهون ما نرى من ملكوتك وما أحقر ذلك فيما غاب عنا من سلطانك وما أسبغ نعمك في الدنيا وأصغرها في نعم الآخرة.. (1).
ولأن الظلم أحد مداخل الشرك وسلم الوصول إلى الشك في حكمة الله وقضائه وقدره ركز الإمام عليه وحدد معالمه كاشفا حقيقة العدل ودوره في توطيد الاعتقاد الصحيح وتحقيق الاستقرار الايماني..
يقول الإمام عن الله سبحانه وتعالى: وارتفع عن ظلم عباده وقام بالقسط في خلقه وعدل عليهم في حكمه.. (2).
يقول الدكتور اليحفوفي: ومن الضروري جدا أن يكون الله عادلا والأدلة العقلية على هذه الضرورة كثيرة نذكر منها دليلا واحدا مفاده أن الباعث للظلم - الذي هو ضد العدل - أحد أشياء. إما الجهل بقبح الظلم أو الحاجة إليه لتثبيت ملك أو سلطان أو العجز عن تفاديه وكل هذه الأمور ممتنعة عليه تعالى. لأن كونه عالما يقتضي علمه بقبح القبيح. وكونه غنيا مطلقا يقتضي عدم حاجته للغير وكونه القادر على كل شئ يقتضي قدرته على تفادي الظلم وإذا كان الظلم مستحيلا عليه تعالى فإن العدل يكون ضروريا.. (3).
من هنا اعتبر الشيعة العدل أحد مشتقات التوحيد وأصلا من أصول العقيدة مما ميزهم عن أهل السنة الذين جوزوا على الله سبحانه ما ينافي العدل.. (4).

____________
(1) المرجع السابق: ج 2 / 227.
(2) المرجع السابق: ج 1 / 35.
(3) بحوث في نهج البلاغة، ج 1 الفلسفة الإلهية. بيروت.
(4) يرفض أهل السنة وعلى رأسهم الأشعري الحسن والقبح العقليين ويعتبرون الحسن ما حسنه الشرع والقبح ما قبحه الشرع وقد انبنى على هذه القاعدة جواز وقوع العبد في الشر والقبيح بتوجيه من الله تعالى باعتبار أن الخالق لا يخلق شيئا إلا وله عاقبة حميدة وإن لم نطلع عليها فجزمنا بأن ما نستقبحه من الأفعال قد يكون فيها حكم ومصالح كما في خلق الأجسام الخبيثة الضارة بخلاف الكسب فإنه قد يفعل الحسن وقد يفعل القبيح على حد قول التفتازاني في شرح العقائد النسفية وتذهب الأشاعرة إلى أن كل المعاصي الواقعة في الوجود من الشرك والظلم والجور والعدوان وأنواع الشرور تتم برضا الله.

=>
ويحدد الإمام المفهوم الحق للقضاء والقدر مبددا ذلك الفهم الخاطئ الذي طرأ على ذهن أحد أتباعه في مسيره إلى أهل الشام: ويحك ظننت قضاء لازما وقدرا حاتما ولو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب وسقط الوعد والوعيد.
إن الله سبحانه أمر عباده تخييرا ونهاهم تحذيرا.. (1).
والمتواتر عن أهل البيت الذي تلتزم به الشيعة الإمامية هو لا جبر ولا تفويض ولكن أمر بين أمرين..
وكما يقول الإمام أن الله سبحانه أمر عباده تخييرا ونهاهم تحذيرا.. ولم يعص مغلوبا ولم يطع مكرها.. (2).

التوحيد عند الشيعة:

- الأسماء والصفات:
يعتقد الشيعة أن الله تعالى متصف بجميع صفات الكمال منزه عن جميع صفات النقص وعن كل ما يقتضي الحدوث..
وأن صفاته الثبوتية ثمان:
قادر مختار..
عالم..
حي..
مريد كاره..
مدرك..
قديم أزلي باق أبدي..
متكلم..

____________

<=
انظر مقالات الاسلاميين والابانة في أصول الديانة وكتب العقائد عند أهل السنة..
(1) الكافي للكليني.
(2) نهج البلاغة: ج 2 / 153...
الصفحة 67
صادق..
أما الخالق والرازق والمحيي والمميت وأمثالهما فهي من صفات الأفعال..
وصفاته السلبية سبع:
ليس بمركب..
ليس بجسم..
ليس محلا للحوادث..
ليس بمرئي لا في الدنيا ولا في الآخرة..
ليس له شريك..
ليس بمحتاج..
نفي المعاني والصفات عنه..
ومعنى حياته أنه ليس مثل الجمادات لا أنه ذو روح.
ومعنى مدرك أنه يبصر لا بعين ويسمع لا بأذن بل يدرك جميع المبصرات والمسموعات..
ومعنى متكلم أنه ينطق لا بلسان بل يوجد الكلام في بعض مخلوقاته كالشجرة حين كلم موسى وكجبريل حين أنزله بالقرآن..
ومعنى أنه ليس محلا للحوادث أو للأمور الصفات الحادثة..
ومعنى نفي المعاني والصفات عنه أن صفاته ليست مغايرة لذاته بل هي عين ذاته لئلا يلزم تعدد القدماء.
ويعتقدون أن الله تعالى منزه عن المكان والجهة والأعضاء والجوارح والشم والذوق واللون وكل لوازم الجسم وعن اللذة والألم..
ويعتقدون أن كل ما ورد من النقل مما ظاهره خلاف ذلك مثل قوله تعالى:
(الرحمن على العرش استوى) (إلى ربها ناظرة) (وجاء ربك) (يد الله فوق أيديهم) (ومكروا ومكر الله) (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض) (ولو شاء الله ما اقتتلوا) وغير ذلك. يجب تأويله ورده إلى ما حكم به العقل أو يكال علمه إليه تعالى (1).

إن الشيعة ينفون التشبيه والتجسيم والرؤية ونسبة القبح إلى الله كما ينفون الجهة والتكلم..
يقول الإمام علي عن الرؤية: " لم تره العيون بمشاهدة الأبصار. ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان " (2).
وقال الصادق عليه السلام: " لا جسم ولا صورة.. ولا يحس ولا يجس. ولا يدرك بالحواس الخمس. لا تدركه الأوهام، ولا تنقصه الدهور ولا تغيره الأزمان..
إن الله تعالى لا يشبه شيئا. ولا يشبهه شئ. وكل ما وقع في الوهم فهو بخلافه " (3).
وقال: " هو سميع بصير. سميع بغير جارحة وبصير بغير آلة، بل يسمع بنفسه ويبصر بنفسه " (4).
وقال الرضا عليه السلام: " كلام الخالق لمخلوق ليس ككلام المخلوق لمخلوق. ولا يلفظ بشق فم ولسان " (5).
وقال الإمام علي عليه السلام حين سمع رجلا يقول والذي احتجب بسبع طباق.
فعلاه بالدرة. ثم قال: " يا ويلك، إن الله أجل من أن يحتجب عن شئ سبحان الذي لا يحويه مكان، ولا يخفى عليه شئ في الأرض ولا في السماء (6).

____________
(1) أعيان الشيعة، المجلد الأول، ق 2 ص 3: 4.
(2) العقائد الإسلامية.. محمد مهدي الشيرازي.
(3) المرجع السابق.
(4) المرجع السابق.
(5) المرجع السابق.
(6) المرجع السابق.
وقال الصادق عليه السلام: " إن الله تبارك وتعالى لا يوصف بزمان. ولا مكان. ولا حركة. ولا انتقال. ولا سكون. بل هو خالق الزمان. والمكان. والحركة.
والسكون والانتقال " (1).
وقال الكاظم عليه السلام: " إن الله تبارك وتعالى أجل وأعظم من أن يحد بيد. أو رجل. أو حركة أو سكون. أو يوصف بطول أو قصر. أو تبلغه الأوهام. أو تحيط بصفته العقول " (2).
وهذه الأقوال الواردة على لسان الأئمة إنما تحدد موقف الشيعة من النصوص التي تتحدث عن أسماء وصفات الله سبحانه، وهو موقف على ما هو واضح يختلف مع موقف أهل السنة اختلافا جذريا..
يقول الشيخ محمد جواد مغنية: وأما قوله تعالى: (إلى ربها ناظرة) فالمراد به النظر بالعقل والبصيرة لا بالعين البصر.. إن الله سميع بصير. ولكن لا بآلة، ولا جارحة. ومعنى سمعه وبصره أنه محيط بما يصلح أن يسمع ويبصر.. وأن التكلم من صفات الله الإضافية كالخلق والرزق. لا من الصفات الذاتية القديمة كالعلم والقدرة والحياة.. والإمامية ينكرون التجسيم أشد الإنكار ويؤولون اليد في الآيات بالقدرة والعرش بالاستيلاء والوجه بالذات ومجئ الله بمجيئ أمره.. (3).
إن صفاته عين ذاته فالله قادر بالذات لا بقدرة زائدة. وعالم بالذات لا بعلم زائد. وحي بالذات لا بغيرها. وعلى هذا قياس سائر الصفات الذاتية..
ولو افترض أن صفاته غير ذاته فإما أن تكون قديمة. وإما حادثة. وعلى الأول يلزم تعدد القديم. وعلى الثاني يلزم أن يكون الله قد وجد في الأزل بدون علم ولا حياة ولا قدرة. ولا شئ أبدا، لأن المفروض أن هذه الصفات قد حدثت
____________
(1) المرجع السابق.
(2) المرجع السابق.
(3) معالم الفلسفة الإسلامية.. محمد جواد مغنية.. بعده. وكلاهما محال، فتعين أن صفاته عين ذاته ونفس حقيقته ولا شئ زائد عليها وقائم بها.. المرجع السابق.


توقيع : زهــــــير
لا عذب الله امي انها شربت
حب الوصي وغذتنيه فاللبني
وكان لي والدآ يهوى ابا حسنآ
فصرت من ذي وذا اهوا اباحسني
من مواضيع : زهــــــير 0 زدني بيانآ (عقائد اهل السنة والشيعة)
رد مع اقتباس