عرض مشاركة واحدة

أحزان الشيعة
محـــــاور عقائدي
رقم العضوية : 50567
الإنتساب : May 2010
المشاركات : 8,348
بمعدل : 1.54 يوميا

أحزان الشيعة غير متصل

 عرض البوم صور أحزان الشيعة

  مشاركة رقم : 9  
كاتب الموضوع : أحزان الشيعة المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-11-2011 الساعة : 01:47 AM


و انتقلت السقاية و الوفادة و الرياسة إلى عبد المطلب و أخذ نوفل عهدا من أكاسرة العراق و صارت رحلته إليها و أخذ عبد المطلب عهدا من ملوك الشام و أقيال حمير باليمن و صارت رحلته إليها و حفر عبد المطلب حين قوي و اشتد بئر زمزم و أخرج منها ما كان ألقاه فيها عامر بن الحرث الجرهمي من غزالي الكعبة و حجر الركن فضرب الغزالين صفائح ذهب على باب الكعبة و وضع الحجر في الركن
و صار عبد المطلب سيدا عظيم القدر مطاع الأمر نجيب النسل حتى مر به أعرابي و هو جالس في الحجر و حوله بنوه كالأسد فقال :

إذا أحب الله إنشاء دولة خلق لها أمثال هؤلاء فأنشأ الله لهم بالنبوة دولة خلد بها ذكرهم و رفع لها قدرهم حتى سادوا الأنام و صاروا الأعلام و صار كل من قرب إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم من آياته أعظم رياسة و تنوها و أكثر فضلا و تألها

عبد المطلب ينذر نذرا خطيرا :
فحكى الزهري و يزيد بن رومان و صالح بن كيسان أن المطلب بن هاشم نذر أنه متى رزق عشرة أولاد ذكور و رآهم بين يديه رجالا إن ينحر أحدهم للكعبة شكرا لربه حين أعلم أن إبراهيم أمر بذبح ولده تصورا من أنه أفضل قربة فلما استكمل ولده العدد و صاروا له من أظهر العدد قال لهم : يا بني كنت نذرت نذرا علمتموه قبل اليوم فما تقولون ؟ قالوا : الأمر لك و إليك و نحن بين يديك فقال : لينطلق كل واحد منكم إلى قدحه و ليكتب عليه اسمه ففعلوا ثم أتوا بالقداح فأخذها و جعل يرتجز و بقول :
( عاهدته و أنا موف عهده ... و الله لا يحمد شيء حمده )
( إذ كان مولاي و كنت عبده ... نظرت نظرا لا أحب رده )
( و لا أحب أن أعيش بعده )
ثم دعا بالأمين الذي يضرب بالقداح فدفع إليه قداحهم و قال : حرك و لا تعجل و كان أحب ولد عبد المطلب إليه عبد الله فضرب صاحب القداح السهم على عبد الله فأخذ عبد المطلب الشفرة و أتى بعبد الله و أضجعه بين أساف و نائلة و أنشأ مرتجزا يقول :
( عاهدته و أنا موف نذره ... و الله لا يقدر شيء قدره )
( هذا بني قد أريد نحره ... و أن يؤخره يقبل عذره )
و هم بذبحه فوثب إليه ابنه أبو طالب و كان أخا عبد الله لأبيه و أمه و أمسك يد عبد المطلب عن أخيه و أنشأ مرتجزا يقول :
( كلا و رب البيت ذي الأنصاب ... ما ذبح عبد الله بالتلعاب )
( يا شيب إن الريح ذو عقاب ... إن لنا جرة في الخطاب )
( أخوال صدق كأسود الغاب )
فلما سمعت بنو مخزوم هذا من أبي طالب ـ و كانوا أخواله ـ قالوا : صدق ابن أختنا و وثبوا إلى عبد المطلب فقالوا : يا أبا الحرث إنا لا نسلم ابن أختنا للذبح فاذبح من شئت من ولدك غيره فقال : إني نذرت نذرا و قد خرج القدح و لا بد من ذبحه قالوا : كلا لا يكون ذلك أبدا و فينا ذو روح و إنا لنفديه بجميع أموالنا من طارف و تالد و أنشأ المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم مرتجزا يقول :
( يا عجبا من فعل عبد المطلب ... و ذبحه ابنا كتمثال الذهب )
( كلا و بيت الله مستور الحجب ... ما ذبح عبد الله فينا باللعب )
( فدون ما يبغي خطوب تضطرب )
ثم وثب السادات من قريش إلى عبد المطلب فقالوا : يا أبا الحرث إن هذا الذي عزمت عليه عظيم و إنك إن ذبحت ابنك لم تتهن بالعيش من بعده و لكن لا عليك أنت على رأس أمرك تثبت حتى نسير معك إلى كاهنة بني سعد فما أمرتك من شيء فامتثله فقال عبد المطلب لكم ذلك و كانوا يرون الكهانة حقا ثم خرج في جماعة من بني مخزوم نحو الشام إلى الكاهنة فلما دخلوا عليها أخبرها عبد المطلب بما عزم عليه من ذبح ولده و ارتجز يقول :
( يا رب إني فاعل لما ترد ... إن شئت ألهمت الصواب و الرشد )
( يا سائق الخير إلى كل بلد ... قد زدت في المال و أكثرت العدد )
فقالت الكاهنة : انصرفوا عني اليوم فانصرفوا و عادوا في الغد فقالت : كم دية الرجل عندكم ؟ قالوا : عشرة من الإبل قالت : فارجعوا إلى بلدكم و قدموا هذا الغلام الذي عزمتم على ذبحه و قدموا معه عشرة من الإبل ثم اضربوا عليه و على الإبل القداح فإن خرج القدح على الإبل فانحروها و إن خرج على صاحبكم فزيدوا في الإبل عشرة عشرة حتى يرضى ربكم
فانصرف القوم إلى مكة و أقبلوا عليه يقولون : يا أبا الحرث إن لك في إبراهيم أسوة فقد علمت ما كان من عزمه في ذبح ابنه إسماعيل و أنت سيد ولد إسماعيل فقدم مالك دون ولدك
فلما أصبح عبد المطلب غدا بابنه عبد الله إلى الذبح و قرب معه عشرة من الإبل ثم دعا بأمين القداح و جعل لابنه قدحا و قال : اضرب ولا تعجل فخرج القدح على عبد الله فجعلها عشرين فضرب فخرج القدح على عبد الله فجعلها ثلاثين فضرب فخرج القدح على عبد الله فجعلها أربعين فضرب فخرج القدح على عبد الله فجعلها خمسين
فضرب فخرج القدح على عبد الله فجعلها ستين فضرب فخرج القدح على عبد الله فجعلها سبعين فضرب فخرج القدح على عبد الله فجعلها ثمانين فضرب فخرج القدح على عبد الله فجعلها تسعين فضرب فخرج القدح على عبد الله فجعلها مائة و ضرب فخرج القدح على الإبل فكبر عبد الله و كبرت قريش و قالت : يا أبا الحارث إنه قد أنهى رضاء ربك و قد نجا ابنك من الذبح فقال : لا و الله حتى أضرب عليه ثلاثا فضرب الثانية فخرج على الإبل فضرب الثالثة فخرج على الإبل فعلم عبد المطلب أنه قد أنهى رضاء ربه في فداء ابنه فارتجز يقول :
( دعوت ربي مخلصا و جهرايا رب لا تنحر بني نحرا )
( و فاد بالمال تجد لي و فرا أعطيك من كل سوام عشرا )
( عفوا و لا تشمت عيونا حزرا بالواضح الوجه المغشى بدرا )
( فالحمد لله الأجل شكرا ... فلست و البيت المغطى سترا )
( مبدلا نعمة ربي كفرا ... ما دمت حيا أو أزور القبرا )
ثم قربت الإبل و هي مائة من جملة إبل عبد المطلب فنحرت كلها فداء لعبد الله و تركت في مواضعها لا يصد عنها أحد يتناوبها من دب و درج فجرت السنة في الدية بمائة من الإبل إلى يومنا هذا و انصرف عبد المطلب بابنه عبد الله فرحا فكان عبد الله يعرف بالذبيح
محمد ابن الذبيحين :
و لذلك قال النبي صلى الله تعالى عليه و سلم : [ أنا ابن الذبيحين يعني إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام و أباه عبد الله بن عبد المطلب ] و هذا من صنع الله تعالى لرسوله لما قدره من رسالته و قضاه من آيات نبوته فما يخلو نبي من بلوى منذرة و لا ملك من بلية زاجرة

(1/215)


أعلام النبوة
المؤلف : أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي




http://islamport.com/d/1/aqd/1/15/55...2%E3%D2%E3+%22





توقيع : أحزان الشيعة
اللهم صل على محمد و آل محمد

من مواضيع : أحزان الشيعة 0 معارضة احاديث الصحاح لكتاب الله
0 البخاري : عائشة على جمل خرجت بالناس و كانت محور المعركة ! و لم يذكر شيئ عن الإصلاح
0 أعلمية عائشة
0 هكذا تحدث رسول الله صلى الله عليه و آله و هكذا رده ابن تيمية كعادته
0 ماذا يحدث ؟
رد مع اقتباس