عرض مشاركة واحدة

أحزان الشيعة
محـــــاور عقائدي
رقم العضوية : 50567
الإنتساب : May 2010
المشاركات : 8,348
بمعدل : 1.54 يوميا

أحزان الشيعة غير متصل

 عرض البوم صور أحزان الشيعة

  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : أحزان الشيعة المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-11-2011 الساعة : 01:24 AM


158 - قال أبو الوليد : وحدثني عبد الله بن شبيب الربعي قال : حدثنا عمرو بن بكر بن بكار قال : حدثني أحمد بن القاسم الربعي مولى قيس بن ثعلبة ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس قال : «لما ظفر سيف بن ذي يزن بالحبشة ، وذلك بعد مولد النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين ، أتاه وفود العرب وأشرافها وشعراؤها لتهنئه وتمدحه ، وتذكر ما كان من بلائه وطلبه بثأر قومه ، فأتاه وفد قريش وفيهم عبد المطلب بن هاشم ،

/


فدنا عبد المطلب فاستأذن في الكلام ، فقال له سيف بن ذي يزن : إن كنت ممن يتكلم بين يدي الملوك فقد أذنا لك . فقال له عبد المطلب : إن الله عز وجل قد أحلك أيها الملك محلا رفيعا ، صعبا منيعا ، شامخا باذخا ، وأنبتك منبتا طابت أرومته ، وعزت جرثومته ، وثبت أصله ، وبسق فرعه ، في أكرم معدن ، وأطيب موطن ، وأنت أبيت اللعن رأس العرب ، وربيعها الذي تخصب به ، وأنت أيها الملك رأس العرب الذي له تنقاد ، وعمودها الذي عليه العماد ، ومعقلها الذي تلجأ إليه العباد ، سلفك (8) خير سلف ، وأنت لنا منهم خير خلف . فلن يخمد ذكر من أنت سلفه ولن يهلك من أنت خلفه أيها الملك ، نحن أهل حرم الله وسدنة (9) بيته ، أشخصنا إليك الذي أبهجنا لكشفك الكرب الذي فدحنا ، فنحن وفد التهنئة لا وفد المرزئة . قال : وأيهم أنت أيها المتكلم ؟ قال : أنا عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف . قال : ابن أختنا ؟ قال : نعم . قال : ادن . فأدناه ، ثم أقبل عليه وعلى القوم ، فقال : مرحبا وأهلا ، وناقة ورحلا ، ومستناخا سهلا ، وملكا ربحلا ، يعطي عطاء جزلا ، قد سمع الملك مقالتكم ، وعرف قرابتكم ، وقبل وسيلتكم ، فأنتم أهل الليل والنهار ، ولكم الكرامة ما أقمتم ، والحباء إذا ظعنتم (10) . قال : ثم قال : انهضوا إلى دار الضيافة والوفود . فأقاموا شهرا لا يصلون إليه ولا يأذن لهم في الانصراف . قال : وأجرى عليهم الأنزال ، ثم انتبه لهم انتباهة ، فأرسل إلى عبد المطلب ، فأدناه وأخلى مجلسه ، ثم قال : يا عبد المطلب ، إني مفوض إليك من سر علمي أمرا ، لو غيرك يكون لم أبح به له ، ولكني وجدتك معدنه ؛ فأطلعتك طلعه ، وليكن عندك مطويا حتى يأذن الله فيه ، فإن الله بالغ فيه أمره ، إني أجد في الكتاب المكنون ، والعلم المخزون ، الذي اخترناه لأنفسنا ، واحتجناه دون غيرنا ، خبرا جسيما ، وخطرا عظيما ، فيه شرف للحياة ، وفضيلة للناس عامة ، ولرهطك كافة ، ولك خاصة . قال : أيها الملك ، مثلك سر وبر ، فما هو ؟ فداك أهل الوبر والمدر (11) ، زمرا بعد زمر . قال : فإذا ولد بتهامة ، غلام به علامة ، كانت له الإمامة ، ولكم به الزعامة ، إلى يوم القيامة . فقال له عبد المطلب : أبيت اللعن ، لقد أتيت بخبر ما آب بمثله وافد قوم ، ولولا هيبة (12) الملك وإعظامه وإجلاله ، لسألته من سارة آبائي ما أزداد به سرورا ، فإن رأى الملك أن يخبرني بإفصاح ، فقد أوضح لي بعض الإيضاح . قال : هذا حينه الذي يولد فيه ، أو قد ولد ، اسمه محمد ، بين كتفيه شامة (13) ، يموت أبوه وأمه ، ويكفله جده وعمه ، وقد وجدناه مرارا ، والله باعثه جهارا ، وجاعل له منا أنصارا ، يعز بهم أولياءه ، ويذل بهم أعداءه ، ويضرب بهم الناس عن عرض ، ويستبيح بهم كرائم الأرض ، يعبد الرحمن ، ويدحر الشيطان ، ويكسر الأوثان (14) ، ويخمد النيران ، قوله فصل (15) ، وحكمه عدل ، يأمر بالمعروف ويفعله ، وينهى عن المنكر ويبطله . قال : فخر عبد المطلب ساجدا ، فقال له : ارفع رأسك ، ثلج صدرك ، وعلا كعبك ، فهل أحسست من أمره شيئا ؟ قال : نعم أيها الملك ، كان لي ابن ، وكنت به معجبا ، وعليه رفيقا ، فزوجته كريمة من كرائم قومه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة ، فجاءت بغلام سميته محمدا ، مات أبوه وأمه ، وكفلته (16) أنا وعمه ، بين كتفيه شامة ، وفيه كل ما ذكرت من علامة . قال له : والبيت ذي الحجب ، والعلامات على النصب (17) ، إنك يا عبد المطلب لجده غير الكذب ، وإن الذي قلت لكما قلت ، فاحتفظ بابنك ، واحذر عليه من اليهود ، فإنهم له أعداء ، ولن يجعل الله تعالى لهم عليه سبيلا ، فاطو ما ذكرت لك دون هؤلاء الرهط (18) الذين معك ، فإني لست آمن أن تدخلهم النفاسة ، من أن تكون لك الرياسة ، فيبتغون لك الغوايل ، وينصبون لك الحبايل ، وهم فاعلون أو أبناؤهم ، ولولا أن الموت مجتاحي قبل مبعثه ، لسرت بخيلي ورجلي حتى أصير بيثرب دار مملكته ، فإني أجد في الكتاب الناطق ، والعلم السابق ، أن بيثرب استحكام أمره ، وأهل نصره ، وموضع قبره ، ولولا أني أقيه الآفات ، وأحذر عليه العاهات ، لأوطأت أسنان العرب كعبه ، ولأعليت على حداثة سنه ذكره ، ولكني صارف ذلك إليك ، عن غير تقصير بمن معك . ثم أمر لكل رجل منهم بمائة من الإبل ، وعشرة أعبد (19) ، وعشر إماء ، وعشرة أرطال ذهب ، وعشرة أرطال فضة ، وكرش مملوءة عنبرا (20) ، وأمر لعبد المطلب بعشرة أضعاف ذلك ، ثم قال له : ايتني بخبره وما يكون من أمره عند رأس الحول . فمات سيف بن ذي يزن من قبل أن يحول الحول (21) ، وكان عبد المطلب يقول : أيها الناس ، لا يغبطني (22) رجل منكم بجزيل عطاء الملك ؛ فإنه إلى نفاد ، ولكن ليغبطني بما يبقى لي ولعقبي (23) شرفه وذكره وفخره .
__________
(1/192)


أخبار مكة للأزرقي



توقيع : أحزان الشيعة
اللهم صل على محمد و آل محمد

من مواضيع : أحزان الشيعة 0 معارضة احاديث الصحاح لكتاب الله
0 البخاري : عائشة على جمل خرجت بالناس و كانت محور المعركة ! و لم يذكر شيئ عن الإصلاح
0 أعلمية عائشة
0 هكذا تحدث رسول الله صلى الله عليه و آله و هكذا رده ابن تيمية كعادته
0 ماذا يحدث ؟
رد مع اقتباس