عرض مشاركة واحدة

أحزان الشيعة
محـــــاور عقائدي
رقم العضوية : 50567
الإنتساب : May 2010
المشاركات : 8,348
بمعدل : 1.54 يوميا

أحزان الشيعة غير متصل

 عرض البوم صور أحزان الشيعة

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : أحزان الشيعة المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-11-2011 الساعة : 12:52 AM


117 - حدثني بعض أهل العلم قال : « كانت العماليق وهم ولاة الحكم بمكة فضيعوا حرمة البيت الحرام ، واستحلوا فيه أمورا عظاما ، ونالوا ما لم يكونوا ينالون ، فقام رجل منهم يقال له عموق ، فقال : يا قوم ، أبقوا على أنفسكم ، فقد رأيتم وسمعتم من هلك من صدر الأمم قبلكم قوم هود ، وصالح ، وشعيب ، فلا تفعلوا وتواصلوا فلا تستخفوا بحرم الله وموضع بيته ، وإياكم والظلم والإلحاد فيه ، فإنه ما سكنه أحد قط فظلم فيه وألحد إلا قطع الله دابرهم ، واستأصل شأفتهم ، وبدل أرضها غيرهم ، حتى لا يبقى لهم باقية . فلم يقبلوا ذلك منه ، وتمادوا في هلكة أنفسهم . قالوا : ثم إن جرهما وقطورا خرجوا سيارة من اليمن ، وأجدبت (1) بلادهم عليهم ، فساروا بذراريهم (2) ونعمهم (3) وأموالهم ، وقالوا : نطلب مكانا فيها ومرعى تسمن فيه ماشيتنا ، وإن أعجبنا أقمنا فيه ، فإن كل بلاد ينزلها أحد ومعه ذريته وماله فهي وطنه ، وإلا رجعنا إلى بلدنا . فلما قدموا مكة وجدوا فيها ماء طيبا ، وعضاها (4) ملتفة من سلم وسمر ، ونباتا يسمن مواشيهم ، وسعة من البلاد ، ودفئا من البرد في الشتاء ، فقالوا : إن هذا الموضع يجمع لنا ما نريد . فأقاموا مع العماليق ، وكان لا يخرج من اليمن قوم إلا ولهم ملك يقيم أمرهم ، وكان ذلك سنة فيهم ولو كانوا نفرا يسيرا ، فكان مضاض بن عمرو ملك جرهم والمطاع فيهم ، وكان السميدع ملك قطورا ، فنزل مضاض بن عمرو أعلى مكة ، وكان يعشر من دخلها من أعلاها ، وكان حوزهم وجه الكعبة والركن الأسود والمقام وموضع زمزم مصعدا يمينا وشمالا وقعيقعان إلى أعلى الوادي ، ونزل السميدع أسفل مكة وأجيادين ، وكان يعشر من دخل مكة من أسفلها ، وكان حوزهم المسفلة ظهر الكعبة والركن اليماني والغربي وأجيادين والثنية إلى الرمضة ، فبنيا فيها البيوت واتسعا في المنازل ، وكثروا على العماليق ، فنازعتهم العماليق ، فمنعتهم جرهم ، وأخرجوهم من الحرم كله ، فكانوا في أطرافه لا يدخلونه ، فقال لهم صاحبهم عموق : ألم أقل لكم لا تستخفوا بحرمة الحرم ، فغلبتموني . فجعل مضاض والسميدع يقطعان المنازل لمن ورد عليهما من قومهما ، وكثروا وربلوا ، وأعجبتهم البلاد ، وكانوا قوما عربا ، وكان اللسان عربيا ، فكان إبراهيم خليل الله عليه السلام يزور إسماعيل عليه السلام ، فلما سمع لسانهم وإعرابهم سمع لهم كلاما حسنا ، ورأى قوما عربا ، وكان إسماعيل قد أخذ بلسانهم ، أمر إسماعيل أن ينكح فيهم ، فخطب إلى مضاض بن عمرو ابنته رعلة ، فزوجه إياها ، فولدت له عشرة ذكور ، وهي أم البيت ، وهي زوجته التي غسلت رأس إبراهيم حين وضع رجله على المقام . قالوا : وتوفي إسماعيل ودفن في الحجر ، وكانت أمه قد دفنت في الحجر أيضا ، وترك ولدا من رعلة ابنة مضاض بن عمرو الجرهمي ، فقام مضاض بأمر ولد إسماعيل وكفلهم (5) ؛ لأنهم بنو ابنته ، فلم يزل أمر جرهم يعظم بمكة ويستفحل حتى ولوا (6) البيت ، فكانوا ولاته (7) وحجابه وولاة الأحكام بمكة ، فجاء سيل فدخل البيت فانهدم ، فأعادته جرهم على بناء إبراهيم عليه السلام ، وكان طوله في السماء تسعة أذرع . وقال بعض أهل العلم : كان الذي بنى البيت لجرهم أبو الجدرة ، فسمي عمرو الجادر ، وسموا بني الجدرة . قال : ثم إن جرهما استخفوا بأمر البيت والحرم ، وارتكبوا أمورا عظاما ، وأحدثوا فيها أحداثا لم تكن ، فقام مضاض بن عمرو بن الحارث فيهم ، فقال : يا قوم ، احذروا البغي (8) ، فإنه لا بقاء لأهله ، قد رأيتم من كان قبلكم من العماليق ، استخفوا بالحرم فلم يعظموه ، وتنازعوا بينهم واختلفوا حتى سلطكم الله عليهم فأخرجتموهم فتفرقوا في البلاد ، فلا تستخفوا بحق الحرم وحرمة بيت الله ، ولا تظلموا من دخله وجاءه معظما لحرمته ، أو آخر جاء بايعا لسلعته أو مرتغبا في جواركم ، فإنكم إن فعلتم ذلك تخوفت أن تخرجوا منه خروج ذل وصغار ، حتى لا يقدر أحد منكم أن يصل إلى الحرم ، لا إلى زيارة البيت الذي لكم حرز (9) وأمن ، والطير يأمن فيه . قال قائل منهم يقال له مجدع : من الذي يخرجنا منه ؟ ألسنا أعز العرب وأكثرهم رجالا وسلاحا ؟ فقال مضاض بن عمرو : إذا جاء الأمر بطل ما تقولون . فلم يقصروا عن شيء مما كانوا يصنعون ، وكان للبيت خزانة بئر في بطنه يلقى فيها الحلي والمتاع (10) الذي يهدى له ، وهو يومئذ لا سقف له ، فتواعد له خمسة نفر من جرهم أن يسرقوا ما فيه ، فقام على كل زاوية من البيت رجل منهم ، واقتحم الخامس ، فجعل الله عز وجل أعلاه أسفله ، وسقط منكسا فهلك ، وفر الأربعة الآخرون ، فعند ذلك مسحت الأركان الأربعة ، وقد بلغنا في الحديث أن إبراهيم خليل الله مسح الأركان الأربعة كلها أيضا ، وبلغنا في الحديث أن آدم مسح قبل ذلك الأركان الأربعة ، فلما كان من أمر هؤلاء الذين حاولوا سرقة ما في خزانة الكعبة ما كان بعث الله حية سوداء الظهر ، بيضاء البطن ، رأسها مثل رأس الجدي ، فحرست البيت خمسمائة سنة ، لا يقربه أحد بشيء من معاصي الله إلا أهلكه الله تعالى ، ولا يقدر أحد أن يروم (11) سرقة ما كان في الكعبة ، فلما أرادت قريش بناء البيت منعتهم الحية (12) هدمه ، فلما رأوا ذلك اعتزلوا عند المقام ، ثم دعوا الله تعالى ، فقالوا : اللهم ربنا إنما أردنا عمارة بيتك . فجاء طير أسود الظهر ، أبيض البطن ، أصفر الرجلين ، فأخذها فاحتملها حتى أدخلها أجيادا . وقال بعض أهل العلم : إن جرهما لما طغت في الحرم دخل رجل منهم وامرأة يقال لهما إساف ونائلة البيت ، ففجرا فيه ، فمسخهما (13) الله تعالى حجرين ، فأخرجا من الكعبة ، فنصبا على الصفا والمروة ؛ ليعتبر بهما من رآهما ، وليزدجر الناس عن مثل ما ارتكبا ، فلم يزل أمرهما يدرس (14) ويتقادم حتى صارا صنمين يعبدان » وقال بعض أهل العلم : إن عمرو بن لحي دعا الناس إلى عبادتهما ، وقال للناس : إنما نصبا هاهنا أن آباءكم ومن قبلكم كانوا يعبدونهما . وإنما ألقاه إبليس عليه ، وكان عمرو بن لحي فيها شريفا سيدا مطاعا ، ما قال لهم فهو دين متبع . قال : ثم حولهما قصي بن كلاب بعد ذلك ، فوضعهما يذبح عندهما وجاه الكعبة عند موضع زمزم ، وقد اختلف علينا في نسبهما ، فقال قائل : إساف بن بغا ، ونائلة بنت ذئب . فالذي ثبت عندنا من ذلك عمن نثق به منهم ، عبد الرحمن بن أبي الزناد ، كان يقول : هو إساف بن سهيل ، ونائلة بنت عمرو بن ذيب . وقال بعض أهل العلم : إنه لم يفجر بها في البيت ، وإنما قبلها . قالوا : فلم يزالا يعبدان حتى كان يوم الفتح ، فكسرا ، وكانت مكة لا يقر فيها ظالم ولا باغ ولا فاجر إلا نفي منها ، وكان نزلها بعهد العماليق وجرهم جبابرة ، فكل من أراد البيت بسوء أهلكه الله ، فكانت تسمى بذلك الباسة «
__________

(1/138)

ما ذكر من ولاية خزاعة الكعبة بعد جرهم وأمر مكة
(1/144)



فقام مضاض بن عمرو وبعض ولده في ليلة مظلمة ، فحفر في موضع بئر زمزم وأعمق ، ثم دفن فيه الأسياف والغزالين ، فبينا هم على ذلك إذ كان من أمر أهل مأرب ما ذكر أنه ألقت طريفة الكاهنة إلى عمرو بن عامر الذي يقال له مزيقياء بن ماء السماء ، وهو عمرو بن عامر بن حارثة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبا بن يشجب بن يعرب بن قحطان ، وكانت قد رأت في كهانتها أن سد مأرب سيخرب ، وأنه سيأتي سيل العرم فيخرب الجنتين ، فباع عمرو بن عامر أمواله ، وسار هو وقومه من بلد إلى

(1/145)

أخبار مكة للأزرقي
يتبع ان شاء الله


توقيع : أحزان الشيعة
اللهم صل على محمد و آل محمد

من مواضيع : أحزان الشيعة 0 معارضة احاديث الصحاح لكتاب الله
0 البخاري : عائشة على جمل خرجت بالناس و كانت محور المعركة ! و لم يذكر شيئ عن الإصلاح
0 أعلمية عائشة
0 هكذا تحدث رسول الله صلى الله عليه و آله و هكذا رده ابن تيمية كعادته
0 ماذا يحدث ؟
رد مع اقتباس