|
المراقب العام
|
رقم العضوية : 51892
|
الإنتساب : Jun 2010
|
المشاركات : 1,731
|
بمعدل : 0.32 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
كتاب بلا عنوان
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 30-09-2011 الساعة : 04:11 PM
السلام عليكم ..
أحسنت فأحكمت وأجدت فأتممت ، مولانا النابه كتاب أبقاه الله ..
لا شك ولا ريب في أن سند حديث أبي سعيد - في نفسه - مخدوش واه ، كما أوضحتم باتقان وإحكام ..
بل -والإنصاف يقال- مختلق موضوع كما ألمختم ، وكما أعلن -بحدة ذكائه- مولانا الفاضل النجف الأشرف ، ويكفي دليلا على ذلك أن الصحابة تضاربوا بالعصي والنعال فيما بينهم يوم السقيفة وما تلاه ، والحديث تناسى ذلك كله ، بل حسبنا أنه تغافل بالتواء عن هجوم القوم على دار الطاهرة المطهرة سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها ..
لكن حتى لو أغمضنا النظر عن سنده ، يبقى لا يصلح لما افتراه الدمشقية على شيء ؛ لأنه حديث مجمل مبهم ، وحديث عائشة في البخاري مبين مفصل ، والمبين المفصل هو الراجح المقدم بإجماع العماء سنة وشيعة ، وبيان ذلك بحسب القواعد كالآتي :
والمقصود من أنّ حديث عائشة الذي أخرجه البخاري مُبَيّن ؛ هو أنّ أحداثه المختصة بأمير المؤمنين عليه السلام وبقية بني هاشم مفصلة موضحة بالأرقام على لسان عائشة ، ففيه مثلاً أنّه عليه السلام لم يبايع إلاّ بعد ستة أشهر ، تحديداً بعد استشهاد فاطمة صلوات الله عليهما ، لا هو لا أحد من بني هاشم ، أمّا حديث أبي سعيد الذي أخرجه الحاكم والذي تمسك به الدمشقية تمسك الغريق بالقشة ، فهو حديث مجمل جداً من هذه الجهة ؛ إذ لم يخبرنا متى بايع أمير المؤمنين ؛ إذ لم يتعرض لأي من هذه التفاصيل ، كما لم يتعرض لبني هاشم ولا لموقف الزبير ...، غاية ما قاله أن عليا عليه السلام بايع ، لكن متى وكيف ؟!
سكت عن هذا حديث ابي سعيد فبات مجملاً ، وأفصح عنه حديث عائشة فأصبح مبينا ، وقد أجمع العلماء سنة وشيعة على تقديم المبين المفصل على المجمل المبهم ..
ومن الأدلة اليقينية على إجماله ، أنّه طوى كل أحداث السقيفة بخمسة أسطر لا أكثر ؛ في حين أننا لو راجعنا المصادر المعتمدة من مثل تاريخ الطبري وتاريخ المدينة وكتب السير وغيرها ، لا استغرق أسرعنا قراءة ساعات حتى يأتي على بعض أحداث السقيفة ؛ فالحديث يصور لنا -وبمنتهى السخف- أنّ كل الصحابة في المدينة ، وهم آلافا مؤلفة ، ومنهم أمير المؤمنين عليه السلام ، قد بايعوا أبا بكر خلال نصف ساعة لا أكثر ، وهذه علة قادحة في الحديث من هذه الجهة (=التوقيت) ؛ لأنّ الواقع خلافه بيقين ، وممّا يشير إلى ذلك مثلاً أنّ عليا عليه السلام وبقية بني هاشم كان مشغولين بتجهيز النبي ، من تغسيل وتكفين وصلاة ناهيك عن ذهول الصحابة وغير ذلك ، فهل فعلوا ذلك حلال ربع ساعة ثم جاؤوا فبايعوا عتيقا ؟!.
وزبدة القول : فحديث أبي سعيد -لو أغمضنا النظر عن سنده الواه- وقلنا بأن مضمونه الإجمالي صحيح ، من أنّ عليا عليه السلام بايع أبي بكر ، إلاّ الاستدلال به على وقت البيعة كما فعل الدمشقية فاسد غاية الفساد ؛ لوضوح أنّه مجمل مبهم ؛ إذ لا دلالة فيه على وقت البيعة فلعلّها بعد شهر أو شهرين أو سنة ..
فإن قلت : الظاهر من الحديث أن البيعة وقعت مباشرة ، والظاهر حجة ؟!
قلنا : الظهور في التوقيت ممتوع في حديث اختصر أحداث لا يسعها كتاب كامل بخمسة أسطر ، وهذه علة قادحة في المقام .
الهاد
|
التعديل الأخير تم بواسطة الشيخ الهاد ; 30-09-2011 الساعة 04:17 PM.
|
|
|
|
|