عرض مشاركة واحدة

غلا ناصر
مــوقوف
رقم العضوية : 67769
الإنتساب : Sep 2011
المشاركات : 10
بمعدل : 0.00 يوميا

غلا ناصر غير متصل

 عرض البوم صور غلا ناصر

  مشاركة رقم : 30  
كاتب الموضوع : غلا ناصر المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-09-2011 الساعة : 07:38 AM


اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تلميذ جعفري [ مشاهدة المشاركة ]
لا تعرف التفريق بين العبادة والتوسل وتريد ان تحجنا ؟!

ومادخلها بما قلت ؟؟

دليل لو سمحت على ان الشفاعة للحيت دون الميت

حسنآآآآ



هداك الله

اجمعين ..

هذا دليل وااضح من .. شرح كتاب التوحيد لفضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ


قَالَ -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى-: باب الشفاعة، وقول الله -تعالى-: ﴿ وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾(1) وقوله: ﴿ قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ﴾(2) وقوله: ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ﴾(3) وقوله: ﴿ وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى ﴾(4) .

وقوله: ﴿ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ﴾(5) .
وقال أبو العباس -رحمه الله تعالى-: نفى الله عما سواه كل ما يتعلق به المشركون فنفى أن يكون لغيره ملك، أو قسط منه، أو يكون عونا لله، ولم يبق إلا الشفاعة فبين أنها لا تنفع إلا لمن أذن له الرب كما قال تعالى: ﴿ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى ﴾(6) .

فهذه الشفاعة التي يظنها المشركون، هي منتفية يوم القيامة كما نفاها القرآن، وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه يأتي فيسجد لربه ويحمده لا يبدأ بالشفاعة أولا، ثم يقال له: « ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعط واشفع تشفع »(7) .
وقال له أبو هريرة: « من أسعد الناس بشفاعتك؟ قال: من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه »(8) فتلك الشفاعة لأهل الإخلاص بإذن الله تعالى، ولا تكون لمن أشرك بالله.
وحقيقته أن الله -سبحانه- هو الذي يتفضل على أهل الإخلاص فيغفر لهم بواسطة دعاء من أذن له أن يشفع ليكرمه وينال المقام المحمود، فالشفاعة التي نفاها القرآن ما كان فيها شرك، ولهذا أثبت الشفاعة بإذنه في مواضع، وقد بين النبي -صلى الله عليه وسلم- أنها لا تكون إلا لأهل التوحيد والإخلاص. انتهى كلامه، رحمه الله.

هذا باب الشفاعة، وإيراد هذا الباب بعد البابين قبله مناسب جدا؛ ذلك أن الذين يسألون النبي -عليه الصلاة والسلام- ويستغيثون به ويطلبون منه، أو يسألون غيره من الأولياء، أو الأنبياء، إذا أقمت عليهم الحجة بما ذكر من توحيد الربوبية.
قالوا: نحن نعتقد ذلك، ولكن هؤلاء مقرَّبُون عند الله معظَّمُون، ورفعهم الله -جل وعلا- عنده، ولهم الجاه عند الرب جل وعلا، وإذا كانوا كذلك فهم يشفعون عند الله؛ لأن لهم جاها عنده؛ فمن توجه إليهم أرضوه بالشفاعة، وهم ممن رفعهم الله؛ ولهذا يقبل شفاعاتهم.
فكأن الشيخ -رحمه الله- رأى حال المشركين، وحال الخرافيين واستحضر حججهم، وهو كذلك؛ إذ هو أَخْبَرُ أهلِ هذه العصورِ المتأخرةِ بحجج المشركين، استحضر ذلك فقال: لم يبق إلا الشفاعة لهم، إذا حاججتهم.
فهذا باب الشفاعة، والشفاعة في الأصل مأخوذة من الشفع، والشفع هو الزوج؛ لأن الشافع طالب، فصار مع صاحب الطلب الأصلي شفعا، فواحد يريد شيئا فأتى الثاني يشفع له فصار شفعا له، فسميت شفاعة؛ لأنه بعد أن كان صاحب الطلب واحدا صار شفعا، بعد أن كان فردا، فسميت شفاعة لذلك.
والشفاعة هي الدعاء، وطلب الشفاعة هو طلب، فإذا قال قائل: استشفع برسول الله، كأنه قال: أطلب من الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يدعو لي عند الله، فالشفاعة طلب؛ ولهذا من استشفع فقد طلب الشفاعة، فالشفاعة دعاء؛ وهي طلب الدعاء أيضا.
فلهذا صار كل دليل تقدم لنا؛ وكل دليل في الكتاب؛ أو في السنة فيه إبطال أن يُدْعَى مع الله -جل وعلا- إله آخر يصلح أن يكون دليلا للشفاعة يعني: لإبطال الاستشفاع بالموتى، وبالذين غابوا عن دار التكليف؛ لأن حقيقة الشافع أنه طالب؛ ولأن حقيقة المستشفع أنه طالب، فالشافع في ظن المستشفع يدعو، والمستشفع يدعو من أراد منه الشفاعة.
يعني: إذا أتى آت إلى قبر النبي أو قبر ولي أو نحو ذلك فقال: أستشفع بك، أو أسألك الشفاعة، يعني: طلب منه ودعاه أن يدعو له، فلهذا صار صرفها، أو صار التوجه بها إلى غير الله -جل وعلا- شركا أكبر؛ لأنها في الحقيقة دعوة لغير الله؛ لأنها في الحقيقة سؤال من هذا الميت سؤال وتوجه بالطلب والدعاء من غير الله -جل وعلا- فيتوجه إلى غير الله في السؤال والطلب والدعاء.
إذن فالشفاعة عرفت معناها، وأن التوجه إلى غير الله بالشفاعة يعني بطلب الشفاعة شرك أكبر؛ إذا كان هذا المتوجه إليه من الأموات، أما إذا كان حيا فإنه في دار التكليف يطلب منه أن يشفع عند الله بمعنى أن يدعوه، وقد يجاب دعاؤه، وقد لا يجاب، أو كما يحصل أن يشفع بعض الناس لبعض بالشفاعة الحسنة أو بالشفاعة السيئة ﴿ مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً ﴾(9)
﴿ وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً ﴾(9) .

فهذا يحصل؛ لأنهم في دار تكليف ويقدرون على الإجابة، وقد أذن الله في طلب الشفاعة منهم بأن يدعو؛ لهذا كان الصحابة في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- ربما أتى بعضهم النبي -عليه الصلاة والسلام- وطلب أن يشفع له يعني: أن يدعو له.
مسألة الشفاعة من المسائل التي تخفى على كثيرين؛ ولهذا وقع بعض أهل العلم في أغلاط من جهة طلب الشفاعة من النبي -عليه الصلاة والسلام- فأوردوا قصصا في كتبهم فيها استشفاع بالنبي -عليه الصلاة والسلام- دون إنكار، كما فعل النووي وكما فعل ابن قدامة في المغني ونحو ذلك، وهذا لا يعد خلافا في المسألة؛ لأن هذا الخلاف راجع إلى عدم فهم حقيقة هذا الأمر.
ومسألة الشفاعة مسألة فيها خفاء؛ ولهذا يقول أهل العلم من أئمة الدعوة -رحمهم الله-: إقامة الحجة في مسائل التوحيد تختلف بحسب قوة الشبهة، فأقل الشبهات ورودا، وأيسر الحجج قدوما على المخالف فيما يتعلق بأصل دعوة غير الله معه، وبالاستغاثة بغير الله، وفي الذبح لغير الله، ونحو ذلك.
ومن أكثرها اشتباها إلا على المحقق من أهل العلم مسألة الشفاعة ولهذا الشيخ -رحمه الله- أتى بهذا الباب، وقال: باب الشفاعة، وبيَّن لك بما ساق من الأدلة من الكتاب والسنة أن الشفاعة لا تصح إلا بشروط، الشفاعة التي تنفع فإنها لا تصح إلا بشروط، وكذلك هناك شفاعة منفية ليست كل شفاعة تقبل، وإنما هناك شفاعة تُقبل، وهناك شفاعة تُرد، تُقبل بشروط وتُرد أيضا بأوصاف.
فإذن صار عندنا أن الشفاعة قسمان في القرآن والسنة، شفاعة منفية وشفاعة مثبتة، أما الشفاعة المنفية فهي التي نفاها الله -جل وعلا- عن أهل الإشراك، كما ساق الشيخ -رحمه الله- أول دليل قال: وقول الله عز وجل: ﴿ وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ ﴾(1) .
فهذه الشفاعة منفية، وهي منفية عن الجميع عن الذين يخافون، عن أهل التوحيد وعن غيرهم، أما عن أهل التوحيد فهي منفية إلا بشروط وهي: إذن الله للشافع أن يشفع، ورضاه جل وعلا عن الشافع، وعن المشفوع له، فإذن قوله هنا: ﴿ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ ﴾(1) يعني: أن الشفيع في الحقيقة هو الله -جل جلاله- دونما سواه.
ولهذا أعقبها بالآية الأخرى ﴿ قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ﴾(2) فالشفاعة جميعا ملك لله، وأهل الإيمان وغيرهم في الحقيقة ليس لهم من دون الله ولي ولا شفيع، ليس أحد يشفع لهم من دون الله -جل وعلا- بل لا بد أن تكون الشفاعة بالله يعني: بإذنه وبرضاه.
فإذن، إذا تقرر ذلك فإنه إذا نُفِيَتْ الشفاعة عن أحد سوى الله -جل وعلا- وأن الذي يملك الشفاعة إنما هو الله -جل وعلا- وحده؛ فإذن بطل التعلق، تعلق قلوب أهل الشفاعة الذين يسألون الموتى الشفاعة، بطل تعلقهم بمسألة الشفاعة؛ لأن الشفاعة ملك لله، وهذا لا يملكها.
هل تنفع الشفاعة مطلقا أم لا بد أيضا من قيود؟ نعم، الشفاعة تنفع لكن لا بد من شروط؛ ولهذا أورد الآيتين بعدها قال -جل وعلا-: ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ﴾(3) قال: وقوله: ﴿ وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى ﴾(4) .
ووجه الاستدلال من الآية الأولى أن فيها قيد الإذن؛ فليس أحد يشفع إلا بشرط أن يأذن الله له ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ﴾(3) يعني: لا أحد يشفع عند الله إلا بإذنه؛ لا الملائكة ولا الأنبياء، ولا المقربون، وإنما الله -جل وعلا- هو الذي يملك الشفاعة.

إذا كان كذلك وأنه لا بد من إذنه -جل وعلا- فمن الذين يأذن الله -جل وعلا- لهم؟ لا أحد إذن يبتدئ في الشفاعة دون أن يُؤْذَن له، فإذا كان كذلك، فإذن رجع الأمر إلى أن الله هو الذي يوفق للشفاعة، وهو الذي يأذن بها، ولا أحد يبتدئ بالشفاعة. كذلك الآية الأخرى قال: ﴿ إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾(4) يعني من الشافعين ﴿ ويرضى ﴾(4) يرضى قول الشافع، ويرضى أيضا عن المشفوع لهم.
هذه الشروط فائدتها -وهي فائدة هذا الباب- أنه لا أحد يتعلق إذن بأن هذا الذي طلبت منه الشفاعة أن له مقاما عند الله يملك به أن يشفع كما يعتقد أهل الشرك في أن آلهتهم تشفع، ولا بد أن تشفع.
فاعتقاد المشركين الذين بعث إليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سواء أكانوا من الأميين، أم من أهل الكتاب يعتقدون أن من توجهوا له بالشفاعة من الآلهة أنه يشفع جزما إذا توجه إليه، وتذلل له، وتقرب إليه بالعبادات وطلبت منه الشفاعة عند الله، فإنه يشفع جزما، وأن الله -جل وعلا- لا يرد شفاعته.
فهذه الآيات فيها إبطال لدعوى أولئك المشركين في أنه ثم أحد يملك الشفاعة بدون إذن الله وبدون رضاه عن المشفوع له، وإذا ثبت أنه لا أحد يملكها، وأن من يشفع إنما يشفع بإكرام الله له، وبإذنه -جل وعلا- له، فإذن كيف يتعلق المتعلق بهذا المخلوق؟ إنما يتعلق بالذي يملك الشفاعة.
ولهذا شفاعة النبي -عليه الصلاة والسلام- يوم القيامة حاصلة، لكن نطلبها ممن نطلبها؟ من الله، فنقول: اللهم شَفِّعْ فينا نبيك؛ لأنه هو الذي يفتح ويلهم النبي -عليه الصلاة والسلام- أن يشفع في فلان، وفي فلان، فيمن سألوا الله أن يشفع لهم النبي -عليه الصلاة والسلام- لهذا أعقبها الشيخ -رحمه الله- بآية سبأ.
قال: وقوله: ﴿ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ ﴾(10)
.

هذه ثلاث حالات: الحالة الأولى أن يدعو الذين زعموهم من دون الله، وأن ينظروا هل يملكون مثقال ذرة في السماوات، أو في الأرض، قال جل وعلا: ﴿ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ﴾(10) فإذن الملك الاستقلالي لهم نُفِيَ، وهذه هي الحالة الأولى.
والثانية قال: ﴿ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ ﴾(10) أيضا نفى أن يكونوا شركاء لله في الملك في تدبير السماوات والأرض، في ملك شيء من السماوات والأرض، فنفى أولا أن يملكوا استقلالا، ونفى ثانيا أن يملكوا شركة قال جل وعلا بعدها: ﴿ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ ﴾(10) .
الظهير هو المعاون والمؤازر والوزير، قال: ما له جل وعلا منهم يعني: من تلك الآلهة من وزير ولا معاون؛ لأنه قد يتبادر إلى ذهن بعض الناس أن ثمة مَن يعين الله على أمره، مثل الملائكة أو مثل الأنبياء، فإذا توجه إلى أولئك بالدعاء وبالطلب، كان التوجه إلى مَن يعين الله، فيكون إذا طلب من الله، فإن الله لا يرده؛ لأنه يعينه.
بنوا ذلك على تشبيه الخالق -جل وعلا- بما يحصل من المخلوقين، فإن الملك في هذه الدنيا أو الحاكم أو الأمير إذا كان من يعينه ومن يظاهره وشفع لأحد فإنه لا يرد شفاعته؛ لأنه يحتاجه؛ فلأجل هذه الحاجة لا يرد الأمير أو الملك شفاعة مَن له ظهير، من كان له ظهيرا.
فيظن المشركون أن بعض تلك الآلهة معاونة لله -جل وعلا- فنفى الله -جل وعلا- هذا الاعتقاد الجاهلي، ونفى أخيرا اعتقادا آخر، وهو أن تلك الآلهة تملك الشفاعة، قال جل وعلا: ﴿ وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴾(11) فنفى آخر ما نفى الشفاعةَ، وأثبتها بشرط قال: ﴿ وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ﴾(11) .
فالشفاعة تنفع بشرط أن يأذن الله، فإذن لا يبتدئ هذا الشافع فيشفع، فإذا كان كذلك توجه السؤال إذن الآن: مَن الذين يأذن الله لهم؟ إذا كان ليس له شريك، وليس له ظهير، وليس له أيضا شفيع عنده، ليس عنده شفيع إلا بإذنه، فمن ذا الذي إذن يشفع عنده بإذنه؟ من هم؟ ومن الذي يأذن له الله جل وعلا ؟
الجواب في ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية، فيما ساقه الشيخ -رحمه الله- بعد ذلك إذن؛ فالآيات التي سبقت من أول الباب إلى هنا رتبها الإمام -رحمه الله- ترتيبا موضوعيا فالآيات، الأول وجه الاستدلال منها أن الشفاعة ملك لله. الآية الأولى والثانية، وأنه ليس لأحد شيء من الشفاعة يعني: ليس أحد يملك شيئا من الشفاعة، فإذا كان لا يملك إذن من يشفع؟ كيف يشفع؟
يشفع بأن يُعْطَى الشفاعة، يُؤْذَن له بالشفاعة، يُكْرَم بالشفاعة من يشفع؟ هل يشفع استقلالا؟ نفى شفاعة الاستقلال، وأثبت الشفاعة بشرطٍ وهو شرط الإذن والرضا، إذا كان كذلك فمن الذي يؤذن له؟ ومن الذي يرضى له أن يشفع؟ ومن الذي يرضى عنه أن يشفع فيه ؟
هذه ثلاثة أسئلة جوابها في كلام شيخ الإسلام حيث قال المصنف -رحمه الله-: قال أبو العباس: نفى الله عما سواه كل ما يتعلق به المشركون، فنفى أن يكون لغيره ملك، أو قسط منه، أو يكون عونا لله، ولم يبق إلا الشفاعة، فبين أنها لا تنفع إلا لمن أذن له الرب كما قال: ﴿ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى ﴾(6) .
فهذه الشفاعة التي يظنها المشركون، هي منتفية يوم القيامة، كما نفاها القرآن، منتفية يوم القيامة يعني: عن جميع الخلق إلا لمن أثبت الله -جل وعلا- له بالاستحقاق، أو أن يكون نائلا تلك الشفاعة. يعني: الأصل ألا شفاعة إلا لمن رضي الله قوله، أو أذن له جل وعلا.
قال كما نفاها القرآن، وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه يأتي فيسجد لربه ويحمده، قول الشيخ -رحمه الله-: فهذه الشفاعة التي يظنها المشركون هي منتفية يوم القيامة، كما نفاها القرآن، يعني: منتفية بدون شروط؛ لأن المشركين يعتقدون أنها تحصل بدون إذن من الله، ولا رضاه؛ لأن الشافع عندهم يملك الشفاعة، ولكن هي تحصل بالشرط، كما أثبت ذلك الكتاب والسنة.
قال: يأتي فيسجد لربه ويحمده لا يبدأ بالشفاعة أولا، ثم يقال له: « ارفع رأسك، وقل يسمع، وسل تعط، واشفع تشفع »(7) وقال له أبو هريرة: « من أسعد الناس بشفاعتك؟ قال: من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه »(8) .
فالدليل الأول من السنة في أن النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو سيد ولد آدم لا يشفع حتى يؤذن له. « يا محمد ارفع رأسك، وقل يسمع، وسل تعط، واشفع تشفع »(12) هذا في دليل الإذن، من الذي يُؤْذَن له؟ يؤذن للنبي -عليه الصلاة والسلام- ويؤذن لغيره لا يَبْتَدِئُون، وإنما يستأذنون في الشفاعة فيؤذن لهم لِمَ؟ لأنهم لا يملكونها، وإنما الذي يملكها عند الله إنما هو الله، جل وعلا، سبحانه وتعالى.
من الذي يؤذن في الشفاعة فيه؟ من الذي يرضى عنه في الشفاعة؟ جاء بالحديث الآخر حيث قال أبو هريرة للنبي -صلى الله عليه وسلم-: « من أسعد الناس بشفاعتك؟ قال: من قال: لا إله إلا الله خالصا من قلبه »(8) فهذا الذي يرضى عنه فيشفع فيه بعد إذن الله -جل وعلا- هو صاحب الإخلاص، هم أهل التوحيد.

فإذن تلك الشفاعة منتفية عن أهل الشرك؛ لهذا قال: فتلك الشفاعة لأهل الإخلاص بإذن الله، ولا تكون لمن أشرك بالله، فإذا كان كذلك فيكون الذي توجه إلى الموتى، إلى الرسل، أو إلى الأنبياء، أو إلى الصالحين، أو إلى الطالحين، يطلب منهم الشفاعة، فإنه مشرك؛ لأنه توجه بالدعاء لغير الله، وأولئك لا يملكون الشفاعة، وإنما يشفعون بعد الإذن والرضا.
والرضا يكون عن أهل التوحيد، وأهل التوحيد هم الذين لا يسألون الشفاعة أحدا من الموتى، فإذن كل من سأل ميتا الشفاعة، فقد حرم نفسه الشفاعة؛ لأنه أشرك بالله -جل وعلا- والشفاعة المثبتة إنما هي لأهل الإخلاص، ليس لأهل الشرك فيها نصيب. ونقف عند هذا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

من مواضيع : غلا ناصر 0 سؤال .................................................؟
رد مع اقتباس