|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 67675
|
الإنتساب : Aug 2011
|
المشاركات : 82
|
بمعدل : 0.02 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
محمد الشرع
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 05-09-2011 الساعة : 02:37 PM
ايها السيد الكريم محمد الشرع ..
احيي فيك هذا المستوى الرفيع من الادراك والوعي الذي يليق حقا بمستوى الشيعي المثقف..
سيدنا ..
يطرح القرآن الكريم منهجا علميا لكيفية الحوار وطرح الافكار وادارة النقاشات بما يلائم الشخصية الرسالية التي اراد الله سبحانه للمسلم ان يظهر بها ورسمها اهل البيت من خلال ممارساتهم الحياتية وسلوكهم العلمي ..
ومنهج الحوار القرآني والذي يمكن متابعة تركيبته البنائية من خلال مجموعة من الآيات الكريمة التي تصب في نفس المسار الا اننا نجد تجلياته في قوله تعالى ...
ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن ..
والآية الكريمة يستفاد من خلال التدبر فيها وجود ثلاثة صنوف من الحوارات بحسب طبقات المتلقين ومستوياتهم الفكرية والعلمية والذوقية والنفسية ..
فمنهم من يعدون من اصحاب الحكمة العالية والعلوم المتقدمة فيجب التعاطي معهم على اساس ما تحمله عقولهم من حكمة.. ومنهم من هم على مستوى علمي متقدم لكن دون المستوى الحكمي والتعاطي معهم بإيجابية قد يفضي الى الحصول على نتائج مثمرة من الحوار.. ومنهم من هم على مستوىً اقل فيثيرون الجدال لدى نقاشهم ومع ذلك فأن الكتاب الكريم يشدد على محاورتهم بالتي هي احسن ومبادلة جدالهم بجدال مهذب ..
وهو ما تسنده آيات بينات في نفس السياق البنائي لفكرة الحوار والدعوة القرآنية حيث يقول سبحانه ..
ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن... وكذلك قوله سبحانه .. وقولوا للناس حسنا .. كما يبينه التدبر الموضوعي لتلكم الآيات الكريمة .. وكما هو بين فأن الله سبحانه قد وضع لنا ذلك المنهج العظيم دون ان يشير الى نبذ ومهاجمة اي طرح يوجهه الاخرون من غير ان يكون هنالك تبيان علمي ومنطقي للحقائق التي قد تعارضه وقد تؤيده ..
فحتى حوارات الانبياء مع الطواغيت كانت مبنية على الاساس العلمي والمنطقي مهما تجبر الطواغيت وتكبروا.. كما في حوار ابراهيم عليه السلام مع النمرود وحوار موسى عليه السلام مع فرعون. . ومن الحوارات الالهية التي آتت اكلها هو حوار نبي الله يوسف مع ملك مصر الذي كان قبل لقائه بنبي الله وثنيا او على الاقل عابدا لغير الله ..فلما كلمه قال انك اليوم لدينا مكين امين قال اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم..
وقد هاجم المنهج القرآني الاستهزاء بالآخرين واصفا ذلك السلوك بأنه جهل ( اعاذنا الله واياكم) قال تعالى واصفا الحوار بين موسى وبني اسرائيل .. واذ قال موسى لقومه ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة قالوا اتتخذنا هزوا قال اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين.. فوصف الكتاب الكريم عن لسان كليم الله اللجوء الى الاستخفاف بالآخرين والاستهزاء بهم بأنه جهل ..
وفي كل الحوارات التي يكون فيها طرفان ( بغض النظر عن جانب الحق في جوهر الموضوع بينهما ) احدهما يستند الى الطرح الهادئ والمؤدب والمتزن والفصيح الواضح مهما كان الطرف الاخر مهتاجا و غير منضبط بينما الطرف الاخر متشنج مستخف بالآخر مستهزئ يلجأ الى الهجوم الفارغ الغير مبرر ويوجه الاهانات والعبارات الجارحة لمحاورة بغية سحبه الى الخروج عن المسار العقلائي للموضوع لعدم قدرته على مجاراته علميا وفكريا ولا حتى لفظيا ويحاول التقليل من شأنه امام الاخرين مصورا نفسه بصورة البطل المنتصر والمحاور الفذ الذي لا يرتقي اليه احد الساخر بكل اقرانه .. فأن مسار الحوار دائما يسير باتجاه الخذلان والهزيمة للطرف المستهزئ .. ((على اعتبار ان القرآن الكريم قد اعتبر الاستخفاف بالغير هو قاعدة الجهل كما في الحوار بين موسى وقومه)) .. وكلما تكلم الطرفان كلما بانت عورات الجهل لدى الطرف المستخف بمحاوره فيقع في فخ المحاور الآخر الذي يجره الى الاعتراف الضمني والاقرار بكل ما يريد منه الاقرار به مخرجا للجميع كل مواطن الخلل في نفسية محاوره من استعلاء فارغ وادعاء اجوف وعدم استقرار فكري وذهان تتزاحم فيه التصورات والاوهام ثم ينتهي النقاش بهزيمة منكرة يتحول فيها الطرف المستخف بالنقاش الى اضحوكة امام الجميع ..ومثل للتندر بين اصحاب الثقافة الواعية.. وما يكتب على صفحات النت ينتشر بين الناس بسرعة كما النار في الهشيم.
لذا فلنكن جميعنا بمستوى النقاش والحوار ولنعبر عن افكارنا وعقائدنا بما يليق بنا كشيعة ونجعل من المنهج القرآني الرفيع اسلوبا يميزنا عن غيرنا
اشكرك سيد محمد الشرع على تبيانك الرائع لحقائق الامور وانا اؤيدك فيما ذهبت اليه.
|
|
|
|
|