|
عضو نشط
|
رقم العضوية : 66999
|
الإنتساب : Jul 2011
|
المشاركات : 207
|
بمعدل : 0.04 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عراقي ابن عراقي
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 19-08-2011 الساعة : 07:52 AM
دير الزور : انسحب الجيش منها والعودة إليها مرهونة بتطور الأوضاع الأمنية
عساف عبودبي بي سي - دير الزوربعد عملية أمنية عسكرية واسعة استمرت لأكثر من عشرة أيام، انسحبت وحدات الجيش السوري من مدينة دير الزور، شرق سورية قرب الحدود معالعراق.
و أحصى مراسل بي بي سي خروج أكثر من أربعين مدرعة مزودة بالمدافع اضافة الى ناقلات جند وعشرات من الشاحنات التي تنقل جنوداً مسلحين عبر محورين، الأول مدخل المدينة قرب مدرسة الشرطة والثاني الطريق الموازي لمشفى الفرات.
وقال أحد قادة هذه الوحدات المنسحبة إن هذه القوات سوف تعود إلى ثكناتها بعد إنجازها (لمهامها)، حسب المصدر العسكري.
لكن المتجول في شوارع دير الزور والمختلط بسكانها، يلحظ التوتر بين السكان.
فالبعض يرى أن دخول الجيش لا مبرر له وأن المظاهرات كانت سلمية فلا وجود للمسلحين او لاسلحة، حسب أحد أصحاب المحال في الساحة الرئيسية لدير الزور، التي أطلق عليها المحتجون اسم ساحة الحرية، والتي بقيت على مدى أشهر مركزاً رئيسياً للتظاهرات الحاشدة المناهضة للنظام.
ويقول صاحب المحل لـ بي بي سي: "نحن نشعر بارتياح لانسحاب الجيش فلم يكن هنالك ضرورة لوجوده منذ البداية، فالتظاهرات كانت سلمية، تدعو إلى الحرية، وإن دخول الجيش جاء لوقف هذه التظاهرات" لافتاً إلى سقوط ضحايا وجرحى من المدنيين نتيجة العملية الأمنية العسكرية في المدينة، مشدداً على أنه لم يشاهد أي مسلحين في المدينة.
الأمر الذي تنفيه إحدى الساكنات في المدينة بقولها لـ بي بي سي إنه "على مدى عشرين يوماً لم نستطع مغادرة منازلنا وقام مسلحون بوضع الحواجز في الطرقات وأخفوا الأسلحة في المساجد التي حولوها إلى مشافي ميدانية" مشيرةً إلى أنهم هم الذين بادروا إلى إطلاق النار على الجيش لدى دخوله إلى المدينة.
ويقر محافظ دير الزور سمير الشيخ في رده على بي بي سي باستمرار التوتر في المدينة، معيداً ذلك إلى من وصفهم بالمجموعات (الإرهابية) التي ما زالت تهدد السكان في أرزاقهم وحياتهم وأعراضهم، مشدداً على أن هذا الأمر سيتابع من قبل الشرطة والأمن دون أن يستبعد عودة الجيش إذا استفحلت الأمور مجدداً.
"أبوابنا مفتوحة" ولم ينفِ محافظ المدينة وجود ارتكابات وأخطاء قام بها افراد من الجيش أثناء العملية الأمنية في المدينة، لكنه قال "إن أبوابنا مفتوحة لسماع أي شكوى" حسب قول المسؤول السوري.
وتقول منى، وهي إحدى ساكنات حي القصور في دير الزور، لـ بي بي سي: "نحن نخشى عودة المسلحين بعد انسحاب الجيش وقيامهم بأعمال انتقامية ضد من عارضوهم".
وتبدي منى قلقها متمنية أن يبقى الجيش في المدينة طوال الوقت، لشعورها بألامانٍ أكثر في ظل وجوده.
وخلال الجولة التي نظمتها وزارة الإعلام السورية لأكثر من سبعين صحفياً ومراسلاً في مدينة دير الزور، يلاحظ خلّو الشوارع من المارة مع حركة سير ضعيفة للسيارات.
ويُرجع السكان أسباب ذلك إلى أن المدينة تفتح أسواقها للمرة الأولى بعد انتهاء العملية العسكرية الأمنية فيها، علاوة على ارتفاع درجة الحرارة في شهر رمضان، كما يلاحظ أن بعض المحال في الساحة الرئيسية في المدينة مايزال مغلقا، في مؤشرٍ على التريث للتأكد من عودة الأمور إلى طبيعتها.
وتتوزع في بعض الطرقات والشوارع الحواجز الأمنية التي تدقق بهويات العابرين، بينما لوحظ في بعض الزوايا انتشار أكياس من الرمل على شكل سواتر كان يستعملها الجيش لحماية عناصره خلال تواجده في المدينة.
في الوقت الذي انتشرت فيه على الجدران في بعض شوارع المدينة شعارات تبدو أنها مناهضة للنظام تمت ازالتها بالدهان بينما انتشرت شعارات اخرى موالية.
بيع وشراء وفي تجوالنا في السوق الرئيسي للمدينة، تبدو حركة الشراء والبيع خفيفة حسب أحد أصحاب المحال الذي يقول إن الإقبال فقط هو على شراء المواد الغذائية و في فترة ما قبل الإفطار الرمضاني.
ويُعتبر الانسحاب من دير الزور الثالث الذي يقوم به الجيش السوري من مدينة سورية بعد حماة وإدلب.
وتعتبر مدينة دير الزور عاصمة محافظة دير الزور التي تضم إضافة إلى هذه المدينة، مدينة البوكمال، حيث شهدت هاتان المدينتان احتجاجات واسعة خلال الأشهر الماضية.
وتعدّ هذه المحافظة الأولى في إنتاج النفط في سورية وتطبع علاقاتها السكانية علاقات عشائرية حيث تسكنها عشائر البكارة والعقيدات وعشائر أخرى لها امتدادات في العراق والأردن.
وضمت هذه المدينة مع مدينة حماة أكبر احتجاجات مناهضة للنظام من حيث العدد، الأمر الذي دفع بالسلطات إلى إدخال الجيش إلى كل من دير الزور والبوكمال للسيطرة على الاحتجاجات فيهما.
و يبدو أن الانسحاب من ساحات دير الزور على المستوى الأمني لم يسحب القلق والتوتر من نفوس سكانها كما لم يلغِ حالة الانقسام في مواقفهم تجاه الأزمة التي تعيشها بلادهم منذ اكثر من أربعة أشهر.
|
|
|
|
|