عرض مشاركة واحدة

مرآة التواريخ
عضو نشط
رقم العضوية : 50298
الإنتساب : May 2010
المشاركات : 236
بمعدل : 0.04 يوميا

مرآة التواريخ غير متصل

 عرض البوم صور مرآة التواريخ

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : مرآة التواريخ المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 15-08-2011 الساعة : 06:10 AM


رأيتُ نفسي أملك قليلاً من الوقت ، فقلت لأكتب هذا التعقيب على بعض ما ذكره ابن حجر العسقلاني (المُحرِّف) في ترجمة السيد رضوان الله عليه.

فأقول :

المثير للمضحك أن ابن حجر يكذب قصة احتضار السيد الحميري التي فيها أنه وجهه أصبح أبيضاً بعد أن كان مسوداً ... بقوله :
(قلت : هذه حكاية مختلقة ، والمتهم بها هذا الرافضي وحفيده إسحاق لا أعرف حاله ) .

والحال أن محقق الكتاب أبا غدة اكتشف أن الذي في سند القصة شخص آخر غير الذي اتهمه ابن حجر باختلاق القصة ! نهياً عن عدم معرفته بحال الحفيد (إسحاق) !!

فبمثل هذا التخابط والقيح الذي يحمله على السيد رضوان الله عليه يتجرأ بالقول باختلاق القصة ، ويرمي بها شخصاً لا علاقة له بالقصة !!
أليس هذا هو قمة الخذلان ؟!

بينما يقول بعد تعقبه على القصة مباشرة :
لسان الميزان لابن حجر - ت: أبو غدة (2/ 174)
( وأصح من هذا ما قرأت بخط الصفدي قال : قال أبو ريحانة وكان من أهل الورع : حدثني جار السيد الحميري قال : جاءنا رجل فقال : إن هذا وإن كان مخلِّطًا فهو من أهل التوحيد وجاركم فادخلوا لقِّنُوه وكان في الموت ففعلنا فقلنا له وهو يجود بنفسه : قل لا إله إلا الله فاسود وجهه وفتح عينيه وقال لنا : {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ} ومات من ساعته.) انتهى

إذن هو يريد أن يثبت أن السيد عليه الرحمة والرضوان مات على عدم الايمان مسوداً وجهه ..إلخ !!
طيب لو حاكمنا هذه القصة بنفس منطق ابن حجر الذي حكم بمقتضاه على اختلاق القصة المتقدمة ...
فهل تصح هذه القصة !!
فمن هو أبو ريحانة الذي هو من أهل الورع ؟!
ومن هو جار السيد الحميري الذي روى عنه القصة ؟!!
(بل وأسقط ابن حجر ابن هذا الجار كما هو موجود في الوافي بالوفيات للصفدي 9 / 202) الذي روى عن أبيه (جار السيد) أو كان حضر مع أبيه القصة مع فرض صحتها جدلاً !!
فمن هم هؤلاء الثلاثة ؟! وما هو حالهم ؟!
ألا تخجل من نفسك يا بن حجر ؟!
ربما يقال : هو قال (وأصح) ولم يقل (والصحيح) ! وقوله (وأصح) لا يلزم منه صحة السند ضرورة! فلا يلزمه حينئذ شيء !

قلت : حنانيكم ! .. حتى لو التزمنا بذلك ، فحتى أجهل الجهلاء يعرف ويعي أن ابن حجر ما ساق هذه القصة بعد القصة التي حكم باختلاقها إلا ليريد القول أن الصحيح من أمر السيد (عليه الرحمة) واللائق به هو الموت بهذه الطريقة ، فالقلب يميل إلى ترجيح هذه القصة ، فهو يريد صرف ذهن القارئ إلى أن أمثال (هؤلاء الروافض) هكذا يجب أن يموتون ..
فلا أقل من أنه يميل إلى هذه القصة ويرجحها على التي حكم باختلاقها.

إن كان كذلك ، فما الذي جعله يميل _ إن قلنا فقط مجرد ميل_ إلى هذه القصة ؟!
ألصحة سندها ؟! أو حسنه ؟! أم ماذا ؟!

أم القلب له دور ، والحقد له دور ، والاضطراب له دور ، والهوى له دور ... إلى ما شئت من أسباب.

مع أنه لا عذر له بالقول باختلاق الأولى ، فجهالة حال أحد الرواة لا يعني بالضرورة اختلاق الرواية ، وهذا يعرفه المبتدؤن في علوم الحديث .
فمال هؤلاء ينقلبون إلى أجهل من إصبع رِجل هبنقة عندما يتعلق الأمر بأمير المؤمنين وشيعته ؟!.


الأحلام الحنبلية:
لا يتوقف الأمر عند هذه المفارقة العجيبة لدى ابن حجر ، بل ينقل عن البلاذري حلماً يُعرف من متنه اختلاقه ، وذلك في محاولة للطعن بالسيد الحميري ، فيقول بآخر ترجمته رضوان الله تعالى عليه:

لسان الميزان لابن حجر - ت: أبو غدة (2/ 175)
(قال البلاذري في تاريخه : حدثني عبد الأعلى النرسي قال : رأيتُ النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام فقال : شر من ينتحل قبلتي الخوارج والروافض ، وشرهم قاتل علي والسيد الحميري.) انتهى.

أقول :
1- كما قلت ، فهذا حلم حنبلي _ كما يظهر _ فما أكثر أحلامهم ورؤياهم التي من هذه النوعيات السمجة ، والتي تصيب المرء بالغثيان !! ، ومتونها خير شاهد على اختلاقها (وخير دليل على ذلك كتاب مناقب أحمد بن حنبل لابن الجوزي وغيره) .
والمعروف عن الحنابلة أنهم أشد الناس استعداءً على خصومهم بأمرين :
السلطات + والأحلام !.
2-عبدالأعلى النرسي ، بصري ، ومعلوم أن النصب كان سمة أهل البصرة في ذلك الزمن ، فلا يبعد اختلاقه لهذا الحلم للطعن بالسيد ، والكذب على الخصوم أشرب من الماء لديهم، فما بالك لو كان الخصم رافضياً !!!.
3-يؤكد قولي السابق : أن النرسي هذا من الذي كانوا يتمسحون بأعتاب أعتى النواصب وأحقدهم على أئمة أهل البيت وشيعتهم .. أعني به الناصبي الشهير شارب الخمر ، صاحب ميتة السوء (المتوكل العباسي) عليه من لعائن الله واللاعنين ما يستحق به العذاب الأليم !!
يقول الخطيب البغدادي :
تاريخ بغداد ت بشار (12/ 355) ترجمة عبد الأعلى النرسي:
أَخْبَرَنِي الأزهري، قال: حَدَّثَنَا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقرئ، ومحمد بن عبد الله الشيباني، قالا: حَدَّثَنَا الحسن بن علي بن زكريا أبو سعيد، قال: حَدَّثَنَا عبد الأعلى بن حماد النرسي، قال: قدمت على المتوكل بسر من رأى فدخلت عليه يوما، فقال لي: يا أبا يحيى، قد كنا هممنا لك بأمر، فتدافعت الأيام به، فقلت: يا أمير المؤمنين، سمعت مسلم بن خالد المكي، يقول: سمعت جعفر بن محمد، يقول:
من لم يشكر الهمة لم يشكر النعمة وأنشدته:
لأشكرنك معروفا هممت به إن اهتمامك بالمعروف معروف
ولا أذمك إن لم يمضه قدر فالشيء بالقدر المحتوم مصروف
فجذب الدواة فكتبها، ثم قال: ينجز لأبي يحيى ما كنا هممنا له به، وهو كذا ويضعف لخبره هذا ".
واللفظ للشيباني ولم يذكر المقرئ حديث جعفر بن محمد. انتهى.

أقول : نعم ، فهذا مبلغ طموح هذا النرسي ، أن يتمسَّح بأعتاب وقصاع هذا الناصبي اللعين ، حشره الله معه حيثما يُحشر.

طريفة:
والطريف أن ابن حجر ينقل في ترجمة السيد بعد قصة احتضاره الثانية (المختلقة) بستة أسطر فقط رؤيا فيها بشارة له رضوان الله عليه من النبي صلى الله عليه وآله ، دونما تعقيب منه ، ما يشعر أنها صحيحه لديه. فكأن الله أعمى بصره ، أو خالف بين قلبه ولسانه ، فلله الحكمة ، والله بالغ أمره.
وهي هذه :
لسان الميزان لابن حجر - ت: أبو غدة (2/ 174)
قال أبو الفرج : وروى الحسن بن علي بن المغيرة ، عَن أبيه ، عن السيد قال : رأيت النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النوم وكأنَّه في حديقة سبخة فيها نخل طوال وإلى جانبها أرض كأنها الكافور وليس فيها شيء فقال : أتدري لمن هذا النخل ؟ قلت : لا يا رسول الله قال : لامرىء القيس بن حُجْر فاقلعها واغرسها في هذه الأرض ففعلت.
فأتيت ابن سيرين فقصصت عليه رؤياي فقال : أتقول الشعر ؟ قلت : لا ، قال : أما إنك ستقول الشعر مثل شعر امرىء القيس إلا أنك تقوله في قوم بررة أطهار قال : فما انصرفت إلا وأنا أقول الشعر. انتهى [ الأغاني (7/ 257) ]

وأخيراً :
لو سأل سائل : ايمكن لابن حجر أن يقع في مثل هذا التهافت الواضح في علوم الحديث؟!
قلت : نعم ، فمثلما الحب يعمي ويصم، فكذلك البغض يعمي ويصم ، وقد رأيتم نماذجاً من تحريفه لبعض النصوص التي في فضائل أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، وكذلك رأيتم استشهاده بشطر قصة _ في فضل الشافعي_ وهو بنفسه قد حكم على كامل القصة بالاختلاق في مورد آخر. وقد كنتُ أفردتُ مواضيع لهذا وذاك .


{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف: 21].

مرآة التواريخ : (فَكِدْ كَيْدَكْ، وَاسْعَ سَعْيَكْ ، ونَاصِبْ جُهْدَكْ ، فَوَاللَّه لَنْ تَمْحُو أثَرنَا وَلَنْ تُمِيْتُ وَحْينَا)


توقيع : مرآة التواريخ
من مواضيع : مرآة التواريخ 0 مؤمنة مريضة بحاجة ماسة لدعاء المؤمنين والمؤمنات .. فلاتنسوها رحم الله والديكم
0 بحوث في الفقه المعاصر - للشيخ حسن الجواهري - للشاملة.
0 لماذا نقلد ؟ كيف ؟ ومن ؟ - الشيخ أكرم بركات pdf
0 إثبات الحدِّ لله وبأنه قاعد وجالس على عرشه/للمجسم الحنبلي الدشتي pdf
0 المناوي : ان ابن تيمية (متهوّر ، مجازف ، معاند ، متعصّب) في نفي الأحاديث.
رد مع اقتباس