|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 63250
|
الإنتساب : Dec 2010
|
المشاركات : 6,772
|
بمعدل : 1.30 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عابر سبيل سني
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 03-08-2011 الساعة : 02:13 AM
الحلقة الخامسة: أطباء عالقون بين المرفأ والدوار وجامعة البحرين
أطباء البحرين وممرضوها... كما لم نرهم من قبل
مرآة البحرين (خاص): الأطباء الذين قضوا معظم حياتهم مغمورين بين كتب الدراسة وأروقة المستشفيات وحالات المرضى، بشكل أبعد الكثير منهم عن الانخراط في الفضاء المجتمعي والميدان العام، وجدوا أنفسهم اليوم داخل هذا الفضاء، بل محرك رئيس فيه. وعي جديد بالمجتمع وبالناس بدأ يتشكل في غضون هذه الأزمة. الخروج من ضيق المهنة إلى رحابة الميدان العام، ومن عزلتها بين جدران المستشفى وأروقتها إلى الشوارع الضاجة بالناس، والبيوت التي تخفي الجرحى عن أعين رجال الأمن. صار الطبيب معنياً أكثر بحركة المجتمع وما يجري فيه، صار وجوده جزءاً من تفاصيل حركته اليومية.
هل كان يمكن للأطباء أن يقفوا خارج المشهد الدموي الذي عايشوه منذ 14 فبراير؟ هل كان يمكن لهم أن يقفوا مكتوفي الأيدي بانتظار ما يُسمح لهم بممارسته أو معالجته أو التعامل معه؟ هل كان يمكن لهم أن ينسحبوا من المشهد ويتركوا المصابين والجرحى ينزفون في المشهد لوحدهم؟ هل كان يمكن ألا يصرخوا بوجه النظام: "كفى، أنت تقتل شعبنا"؟ لم يكن هذا ممكناً. إنه وعي مختلف، وربما جديد، بالذات الفردية وبالمجتمع. التصاق أكثر بالناس، بقضاياهم، بآهاتهم ووناتهم، واحتراق أكثر من أجلهم.
هناك تحول في الوعي الفردي والجمعي، الأحداث ليست فقط تصنع المجتمعات والدول، هي تصنع الأفراد أيضاً وتعيد رسم خارطة أولوياتهم وعلاقاتهم بالآخرين. "لقد حولتنا حركة 14 فبراير من أناس منعزلين عن وقع المجتمع، إلى ملتصقين بالحدث والناس، بالقدر الذي يسمع أحدنا همس الناس وكأنه وجعه" يخبر الأطباء عن هذا الوعي اليوم، ويخبرون عن القيمة التي أضافتها أحداث 14 فبراير لوجودهم ووظيفتهم والإنسان الذي في داخلهم. الأطباء المفرج عنهم يتحدثون بمعنويات عالية وباعتزاز شديد بما قاموا به، كذلك باقى أفراد الكادر الطبي، "ولو عادت الأيام لما ترددت أن أقوم بالواجب الإنساني نفسه" يقول أحدهم.
جعلنا هذا الحدث، نرى الكادر الطبي بلباسه الأبيض يغادر أسوار المستشفى ويركض في الشوارع ويسعف ويتعرض للتهديد والموت، لم يوقفه أن حياته معرضة للموت، لم يمنع البعض أن يقتحموا الأماكن الأكثر خطورة. في هذه الحلقة وفي الحلقة القادمة، سنرى كيف عاش أفراد من الطاقم الطبي لحظاتهم على شفا حفرة من الموت. لكنهم اقتحموها دون تردد، وكيف أنهم كانوا خلالها يعاينون الموت كل لحظه، لكنهم لم يفكروا أن يعاينوا الانسحاب.
يتبع
|
|
|
|
|