المستكبرين، ومن قبل الضالّين، هذا شيء أيضاً واضح جدّاً في هذه المسيرة، يعني لا يشك أحد حتى أعداؤنا أيضاً لا يشكون في أنهم كانوا يقمعون ويقتلون ويتقرّبون أحياناً إلى الله سبحانه وتعالى إذا كانوا يعرفون الله، والكثير منهم لم يكن يعرف الله سبحانه وتعالى، فقد كان منهم جهلة، يتقرّبون بقتل أتباع أهل البيت عليهم السلام، وهذه المسيرة كانت بهذا الشكل، وتتعرض على مر التأريخ إلى عمليات قمع واسعة من قبل دول عظمى وكبيرة، ومع ذلك هذه المسيرة ليست فقط تقف عند حالها بل تكبر وتكبر وتكبر، تنمو وتنمو وتنمو حتى أصبحت الآن وهي القوة البارزة التي تخافها أمريكا، تخافها أوربا الغربيّة، يخافها كل الطغاة في العالم، كل المستكبرين في العالم.
فما هو التفسير الطبيعي لهذه الظاهرة؟ فإنّ أي جماعة عندما تكون قليلة وتتعرّض إلى قمع تنتهي هذه الجماعة، كما انتهت الكثير من الجماعات، أمّا أن تستمر فترة طويلة من الزمن وبالرغم من ذلك تكبر وتنمو هذه الجماعة كيف!!
لا يوجد هناك تفسير لهذه الحقيقة إلاّ هذا المضمون أن هذه الجماعة أمامها شعار وهدف، هذا الهدف هو لمسيرة الإنسان، فإن كل إنسان وضعه الله منذ اليوم الأوّل هدفاً للمسيرة التكاملية للإنسان، هذه الجماعة وضعت هذا الشعار أمامها شعار العدل، شعار إقامة العدل.
وأيضاً هذه الجماعة تستمد الروح المعنويّة من تضحيات أولئك الذين يمثلون رموز العدل، الإمام عليّ عليه السلام، الإمام الحسن عليه السلام، الإمام الحسين عليه السلام، أئمة أهل البيت، أصحاب أهل البيت الذين تأثّروا بمدرستهم، تأثروا بأخلاقهم، تأثروا بروحهم، وهكذا استمرت المسيرة بهذه الروح، وبهذه النفس، حتى تمكنت أن تكبر وتنمو وتصبح بهذا الحجم القائم الموجود.
الآن لا يشك أحد في عالمنا اليوم أنّ هذا الخط الإسلامي الأصيل الذي تقوده الجمهورية الإسلامية في إيران يتولّى أموره (ولي أمر المسلمين) حفظه الله تعالى وأطال الله في عمره الشريف، أن هذا الخط هو خط يرعب الولايات المتحدّة الأمريكية، خط يرعب أوربا الغربية، يرعب كل الطغاة الموجودين في المنطقة، ولذلك تجد التآمر الآن على هذا الخط في مصر.
وهذه قضية من القضايا، فإنّه على أكثر تقدير _ في إحصاءاتهم _ يقولون أنّ أكثر تقدير لشيعة أهل البيت في مصر مائة ألف نفر، جيد؛ مائة ألف نفر مقارنين بستين أو سبعين مليون مصري ماذا يمثلون من عدد! لا يمثلون شيئاً، فلماذا يخاف المصريون من هذا العدد وجوارهم إسرائيل لا يخافون منها، جوارهم المسيحية العالمية، الوثنية الموجودة في بعض المناطق المحيطة بالحبشة، في المناطق الأخرى الموجودة لا يخافون منها، ويخافون من مائة ألف شيعي وتصبح قضية التشيع في مصر قضية كبيرة ويطرحونها من خلال أجهزة الدولة والإعلام، ويتحدثون عنها في كل مكان.
وهكذا يلاحظ هذا الشيء في الجزائر، ونلاحظ أيضاً هذا النوع من التآمر على شيعة أهل البيت عليهم السلام في مناطق الخليج، نلاحظ هذا الشيء في العراق، نلاحظ هذا الشيء في مناطق أخرى من العالم، يطول الحديث عنها والكلام عنها، لماذا؟ لأنّ هذا الخط له هذه الأصالة، له هذا التجذّر، له هذا العمق في حركته، خط العدل يتحرك باتجاه العدل.
قضية الإمام المهدي عجل الله فرجه تعني هذه المضامين، هذا المحتوى، هذه الروح، وهي قضية طبيعية تماماً وتنسجم مع حركة البشريّة باتجاه العدل، ولولا هذا الانسجام لم يكن من الممكن أن يصمد شيعة أهل البيت طيلة هذه القرون من الزمن، وفي ظروف قمعية وهم قلّة ومطاردون في كل مكان، وتحت كل حجر ومدر.
واقعاً كان شيعة أهل البيت وما زالوا بهذه الطريقة، وبهذا الشكل يتحولون إلى هذا الشيء، ثم بعد ذلك الآن نلاحظ هذا الشيء الطبيعي الذي نقوله أنّ العالم _ وهذا لا أقوله من باب التحليل، وإنما من باب التجربة لأن عندي معلومات وعندي شواهد وعندي اطّلاع على هذه الحقيقة الآن _ كثير من شعوب العالم يتطلّعون إلى المنقذ، المنقذ الذي يتطلعون اليه كأملٍ هو الإمام المهدي عجل الله فرجه.
هذا المنقذ يتطلّع إليه العالم كأمل، ويتطلعون إلى المنقذ كحقيقة متحركة يشاهدونها ويحسّونها ويشاهدونها في خط أتباع أهل البيت عليهم السلام.
أنا أذكر لكم بعض الشواهد البسيطة جداً الآن، فمثلاً في بلجيكا يوجد عدد كبير جدّاً من المغاربة الذين هاجروا بعد الحرب العالمية الثانية إلى بلجيكا في الأربعينات، يعني قبل خمسين سنة هاجروا إلى تلك المناطق، وأبناؤهم نشؤوا هناك في أوربا، وبلجيكا تعتبر بلداً ثقافته فرنسية ولغتها لغة فرنسية وتقع في وسط أوربا، ومن البلاد المتقدمة الأوربية، الآن بدأت حركة واسعة جدّاً للتشيع وللأخذ بمذهب أهل البيت سلام الله عليهم في أوساط الشباب المغاربة البلجيكيين، لا لشيء إلاّ من خلال القراءة والمطالعة والفحص للحالة الموجودة من ناحية، والشعور بأن الملجأ الذي يمكن أن يلجؤوا إليه في هذه الحياة في المستنقع الأوروبي، سفينة النجاة التي يمكن أن يركبوا فيها في المستنقع الأوروبي إنما هو مذهب أهل البيت سلام الله عليهم، والآن يوجد أكثر من ألف مغربي جنسيته بلجيكية تشيّع وأصبح من أتباع أهل البيت عليهم السلام.
أذكر لكم أرقاماً أخرى أيضاً تثير الدهشة، فمثلاً عندما يسجّل الناس في الدنمارك، وهي دولة صغيرة أوربية تعتبر من أكثر الدول الأوربية تقدماً في الحالة المادية والرفاه المادي، اخواننا العراقيون المهاجرون الذين ضاقت بهم المعيشة وذهبوا إلى الدنمارك واستقرّوا فيها _ كما تعرفون _ يقولون بأنّ الناس هناك عندما يُسألون في الإحصاءات: «ما هي الديانة»؟؟، تسجّل 92 بالمائة من أبناء الدنمارك أنهم بلا دين، أي عندما نأتي إلى سؤال الديانة: ما هي ديانتك؟ يقول: بلا دين!! بمعنى أنّ الناس بهذا الشكل يعيشون الفراغ.
في إحصاء آخر في جامعة من أهم الجامعات البريطانية كان هناك إحصاء للطلبة الذين يشكلون طبقة مثقفة عادة في هذا المجتمع، طلبة الجامعة كان 75 بالمائة منهم عندما جاء الإحصاء لتسجيل ديانته يقول إنه بلا دين.
هذا النوع من الفراغ الذي تعيشه أوربا والذي تعيشه أمريكا الآن.
يوجد من الشواهد على هذا الموضوع _ العنوان والشعار _ أنّ المرأة أخذت حريتها، وأخذت مواقعها، وتتحرك بشكل واسع وكبير وتساوي الرجل، وأحياناً كأنها متقدّمة على الرجل في هذه الحركة، ومع ذلك نجد أن الكثير من النساء يقبلن على الإسلام، علماً أن الإسلام فيه _ كما تعرفون _ الكثير من القيود التي يفرضها على المرأة، مثل الحجاب الإسلامي، أقصد هكذا ينظر إلى الإسلام، أنه يفرض قيوداً على حركة المرأة، وعلى سلوك المرأة، وخصوصاً المرأة التي تكون في المجتمع الأوربي، أي أنّ قيوده كثيرة جداً، ففي المجتمع الشرقي توجد قيود ناشئة من المجتمع اجتماعية وعرفية وقضايا عادات وتقاليد إلى غير ذلك، أما في المجتمع الأوربي المرأة آخذة حريتها تماماً، والإسلام يفرض عليها الكثير من القيود الطبيعية الاجتماعية، فهي لا تصافح، لا تتكشف... أشياء كثيرة جدّاً يفرضها الإسلام عليها.
فما هو التفسير لهذه الظاهرة؟ فيكون إقبال النساء في أوربا الغربية على الإسلام أكثر من إقبال الرجال، ويوماً بعد يوم ينمو هذا الأمر! لا يوجد له تفسير إلا هذا الموضوع، موضوع الإحساس بالفراغ والتطلع إلى المنقذ.
بعض الأشخاص أنا سألتهم، وهم على مستوى عالٍ جداً من الثقافة، فبعضهم أساتذة في الجامعة، كان عنده زوجة قال: زوجاتنا هكذا تقول: نحن عرفنا شخصيتنا الإنسانية كمرأة _ وهن مثقفات وعلى مستويات عالية يعني ليس فقط ليسانس بل عند بعضهم ماجستير أو دكتوراه _ يقلن: نحن عرفنا شخصيتنا كمرأة في الإسلام، فهمنا معنى المرأة وشخصية المرأة وخصوصية المرأة، من خلال الالتزام بالإسلام والأخذ بالإسلام.
بالأمس كنت أتحدث مع بعض السادة الأفاضل من العلماء الكبار كنت أقول لهم: الإسلام الذي يمكن أن يطلع على الغرب، ويمكن أن يفتح الفتوح ويفتح الطريق أمام ظهور المهدي عجل الله فرجه إنما هو إسلام أهل البيت سلام الله عليهم، لا الإسلام المتحلل الضائع الذي لا يتقيد بقيود ويصبح حالة من التميّع والاستعداد للركض وراء الحضارة الغربية كما يقع في ذلك بعض المتميعين، ولا الإسلام المتحجّر الجامد الذي يعبّرون عنه بإسلام أهل الحديث.
سابقاً كان يوجد تعبير عن كلا هذين الإسلامين عند أهل البيت عليهم السلام:
الإسلام الأول المتحلل، ويعبرون عنه «إسلام الرأي» فإنّ أهل الرأي كلما يأتي بذوقهم واستحسانهم يأخذونه ويعتبرونه إسلاماً.
والنوع الثاني من الإسلام كان يعبّر عنه أهل البيت سلام الله عليهم: إسلام أهل الحديث، هؤلاء جامدون على الحديث، هو شيء جيد، أهل البيت كانوا يدعون إلى تدوين الحديث، لكن يقصدون من ذلك أولئك الذين يجمدون على الكلمات والنصوص دون أن يستخدموا عقولهم ودون أن يستخدموا الأسس والقواعد التي وضعها الله سبحانه وتعالى أمام هذا الإنسان، ودون أن يتدبّروا في الأمر، فهؤلاء أناس يجمدون على لفظ الحديث دون أن يكون لهم هذا التدبّر.
الآن أيضاً نحن نعاصر هذا النوع من الخطين في حركة فهم الإسلام، القسم الأوّل خط متحلل، ولا أحب أن أذكر أسماء، وهذا القسم موجود عندنا وفي مصر موجود، وقسم منها في أوربا، وقسم منها في شمال أفريقيا، وموجودة قسم منها في المنطقة، فهؤلاء يتحدثون كلاماً باسم الإسلام لكن ليس له أي صلة بالإسلام، يعملون أذواقهم وآراءهم وتصوراتهم الشخصية واستحساناتهم ويفترضون أنه هو الإسلام.
وقسم آخر هو الإسلام المتحجر، الذي يعتبر أفضل مثال له «الوهابية»، وهؤلاء هم المتحجّرون في فهم الإسلام، ترون أنه لا يمكن لمثل هذا الإسلام أن يعرّف إلى العالم أو أن ينقذ العالم، ولذلك تجد الوهابيين بالرغم من الإمكانات الواسعة الكبيرة التي تملكها المملكة العربية السعودية، وبالرغم من الانسجام الموجود في سياساتها مع أمريكا والغرب، وأعني بالانسجام هنا أنّه لا يوجد هناك صراع، وبالتالي أمريكا والغرب يفتحون أبوابهم لهذه الحركة الدينية(12)، وبالرغم من وجود عدد كبير جداً من المبلّغين منتشرين في مختلف أنحاء أوربا، ووجود إمكانات سياسية ودعم مستمر بشعارات يطرحونها لكن الآن بدأ هذا الإسلام يتراجع في أوربا وفي أمريكا الشمالية وفي أمريكا الجنوبية، وتتحول بالتدريج كثير من المساجد التي بناها الوهابيون من أجل أن تصبح مراكز لهم تتحول إلى إسلام أهل البيت سلام الله عليهم وتدافع عن هذا الإسلام وعن هذا المنظور. شواهد كثيرة، أنا لا أريد أن أطيل الحديث الآن في الشواهد، فعندما أقول: استنتاج، ليس استنتاجاً يعبّر عن رغبة وميل، كلنا نرغب في أن الإمام المهدي عجل الله فرجه يكون هو المنقذ الفعلي لكن في هذه القضية توجد أرقام، «التفسير الطبيعي» لهذه الأرقام هو أن هذه الحركة _ حركة العدل _ هي حركة تكاملية منسجمة مع حركة الكون، ومع الحركة التكاملية للمجتمع الإنساني، ولا بد أن تصل إلى نهاياتها وتصل إلى تحقيق هذا الهدف الكبير.
وشيعة أهل البيت سلام الله عليهم إنما نموا وتمكنوا من هذه الأرض وسوف يتمكنون أكثر بعون الله وبإذن الله أيضاً بهذا السبب.
وعندنا شاهد واضح على هذه الحقيقة في العراق، ونجد أكثر الاخوة الآن من الحاضرين عراقيين وإن كان فيهم من اخواننا الأعزاء من الأنصار والمحبين والموالين والمعتقدين بالعراق كنجف، وكمركز، وكإمام علي عليه السلام باعتباره يمثل هدفاً كبيراً، لكن أكثر الاخوة يعرفون ماذا جرى في العراق من عمليات القمع، وعمليات المطاردة، حتى صار الأمر من الوقاحة عند النظام أن يرفع شعاراً «لا شيعة بعد اليوم»(13) ويبدأ بتنفيذ هذا الشعار، فيهدم المساجد والمؤسسات والمدارس والمكتبات، ويقوم بحملة واسعة لقتل العلماء، ويطارد المبلّغين والخطباء، وقبل قليل كنت أتحدث مع أحد الاخوة الأعزاء الحاضرين في هذا المجلس من الخطباء يقول: أنا لحد الآن أحصيت 130 خطيباً في العراق قتلوا واستشهدوا على يد هذا النظام في هذه الفترة الأخيرة. ليس قليلاً هذا الرقم 130 خطيباً، نظام قمعي قام بعمليات واسعة من أجل أن يقمع هؤلاء الناس، وبالرغم من هذا القمع الآن تجد هذا التبدل العظيم الذي يحصل في العراق باتجاه الإسلام، حتى وصل الرقم في زيارة الإمام الحسين سلام الله عليه بين ستة إلى ثمانية ملايين زائر كانوا موجودين في كربلاء في زيارة الأربعين.(14) طبعاً النظام حاول أن يمنع الناس من هذه الزيارة أيضاً، ولكن كربلاء غصّت بهؤلاء الزوار فهي لا تستوعب ثمانية ملايين، بعض الأشخاص من الزائرين كان يقول: سابقاً كان الازدحام الذي لا يطاق في داخل الحرم، أمّا عندما ذهبت في زيارة الأربعين فإنّ كربلاء كلها كانت حرماً في ذلك الوقت بسبب الزحام والإقبال على زيارة الإمام الحسين عليه السلام.
وهذا الشيء في الواقع يعبّر عن هذه الحقيقة.
ونحن أيها الاخوة لا بدّ لنا من الالتفات إلى أمور:
الأوّل: أن يكون إيماننا بالإمام المهدي عجل الله فرجه إيماناً عميقاً.
والثاني: أن نعرف أن عنوان الإمام المهدي عجل الله فرجه هو قضية العدل، وهذا العدل قضية أوصي نفسي بها وأوصي بها كل إخواني الأعزاء، فالعدل يدخل في كل التفاصيل، فالإمام عليه السلام يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.
يجب أن ننتبه إلى سلوكنا، إلى حركاتنا، إلى كلماتنا، إلى عواطفنا ومشاعرنا ومواقفنا، ويجب أن نعرضها على الله سبحانه وتعالى وعلى الحكم الشرعي، من أجل أن نعرف العدل فيها، وإلاّ قد تكون كلمة أو سلوك أو عمل، يكون متسماً بالظلم، والإنسان في غفلة عنه.
طبعاً الله سبحانه وتعالى هو أرحم الراحمين، وهو غفور رحيم، وهذه الليلة المباركة ليلة دعاء _ كما ذكرت _ وإنابة وتوبة إلى الله سبحانه وتعالى ليغفر الذنوب (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَإِسْرافَنا فِي أَمْرِنا وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ) نرجو من الله سبحانه وتعالى أن يغفر لنا.
يجب أن نأخذ قضية العدل مأخذاً جدّياً في حركتنا.
والثالث: أن نكون من المنتظرين حقاً لتحقق هذه الدولة الشريفة، والمساهمين في تحققها ولو بخطوة أو خطوتين في هذه المسيرة، حتى نكتب في جنود الإمام المهدي عجل الله فرجه.
نحن الآن نتمنى رضاه..نتمنى أن نكون في موضع الرضى من الله سبحانه وتعالى، ثم في موضع الرضى منه، ولكن لا شك أنه عندما يسجّلنا في دفاتره بأننا جنود له فإنّ هذا أعظم شرف، وأعظم رضى منه صلوات الله وسلامه عليه.
أنا بعض الأحيان أذهب إلى مناطق المخيمات وتجمعات العراقيين فيأتون ويلحّون عليّ ويقدّمون العرائض، يطلبون التطوع في فيلق بدر، بعضهم يقول: ولو سجّل اسمنا، يعني أنّه عنده حب أن يسجّل في قوائم المجاهدين، في قوائم الشهداء، في قوائم المؤمنين، في قوائم الصالحين، فكيف إذا كان التسجيل في قائمة الإمام المهدي عجل الله فرجه..واقعاً نحن نعتقد بأنه إمام عصرنا إمامنا يرعى مسيرتنا، فكيف يمكن أن يسجّلنا من جنوده ما لم يكن لنا عمل أو فعل يصب في خدمة أهدافه، ويصب في خدمة هذه المسيرة؟!
نسأل الله تعالى أن نكون من هؤلاء الجنود.. أن نكون من هؤلاء المؤمنين المرتبطين بهذه المسيرة..أسأل الله لكم ذلك من صميم القلب.
اللهم صلّ على محمد وآل محمد واجعل اخواني المؤمنين نصيبهم من هذه الدنيا أن يكونوا جنوداً للإمام المهدي عجل الله فرجه.
اللهم صلّ على محمد وآل محمد واغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاًّ للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم.
اللهم تغمّد شهداءنا الماضين برحمتك الواسعة.
اللهم تغمد علماءنا و مراجعنا برحمتك الواسعة.
اللهم تغمّد سلفنا الصالح برحمتك الواسعة.
اللهم نسألك أن تمنّ علينا بالإجابة في هذه الليلة الشريفة..توفقنا للعمل الصالح..توفقنا للدعاء، للإقبال عليك، للتوسل بك، ثم نسألك يا ربنا أن تستجيب دعانا وأن تبلغنا منانا.
اللهم انتقم من الطاغية صدام انتقاماً عاجلاً سريعاً، اللهم خذه أخذ عزيزٍ مقتدر.
اللهم اثأر لشهدائنا إنك أنت القوي، أنت العزيز، أنت القادر، أنت العالم بأمورنا، أنت الرحمن الرحيم الرؤوف.
اللهم إنّا نسألك بكل أسمائك الحسنى أن تنتقم من هذا الطاغية، وأن تفرّج عنّا وعن اخواننا المؤمنين.
اللهم فرّج عن اخواننا في العراق.
اللهم احفظ اخواني الحاضرين..اللهم بلّغهم مناهم.
اللهم تغمّد إمام الأمة برحمتك(15)، احفظ هذه الدولة الشريفة، احفظ ولي أمر المسلمين، احفظ علماءنا ومراجعنا واحرسهم بحراستك. وإلى أرواح الشهداء وسلفنا الصالح خصوصاً الشهيد الصدر وإمام الأمة، رحم الله من قرأ الفاتحة قبلها الصلاة على محمد وآل محمد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الهوامش