[أحزان الشيعة]

قبل البدء احب ان انوه الى ان محمد عبدالحسين فرحان هو طفل عمره 6 سنوات توفي بعد القاء الغازات المسيلة للدموع بكثافة على المنازل في قريته سترة وقد فارق الحياة في مستشفى السلمانية ، و ينقل بأنه كان يناشد أبويه بعدم تركه وحيدا في المستشفى خوفا من ان تقتله القوات العسكرية هناك .

وخطابي هذا موجه لمحمد في عالمه العلوي

أقول لمحمد نم قرير العين في خلودك الأبدي فقد ارتاحت روحك للابد .
محمد ما كانت الحياة هنا هنيئة لتحيا فيها بل ان غدك هناك أفضل .
يا ترى الم ترتح من العيش هنا لترى الذل بعينيك يجوب انحاء القرى .
طفولتك صعدت الى السماء لكي ترفرف بجنحان البراءة هناك في اعالي الملكوت .
لتوصل رسالة هنالك مفادها ان الطغيان اغتال حتى الطفولة .
أوصل رسالتك هنالك للعلى أخبرهم لقد ضجت الأرض بمن فيها هنا تقول و اظلماه فلا مغيث و لاناصر ؟
قل للعلى هنالك ان دمائنا في الارض باتت رخيصة اعراضنا كذلك مقدساتنا ايضا .
قل للعلى ان دمائنا باتت نزفا كل يوم تراق وتمتلئ بها الطرقات و العالم يتفرج .
هناك الحياة افضل محمد لن يبرز لك شيخ ينتحل آيات التقوى و الرحمانية ليضع السكين على عنقك بدعوى انك كافر .
هنالك يا محمد ستقدر لك روح البراءة و لن تكون دموع
لن تكون دموع على وطن يحترق بالأوباش من كل مكان .
لن تكون دموع على آيات الطهر تداس بأرجل الأدناس .

ستنام حتما هناك و ليس في قريتك الصغيرة التي لم يهنأ لك فيها نوم .
هنالك لن نتنظر زوار الفجر كل ساعة و دقيقة .
هناك لن ترى ابيك و أو اخيك أو حتى أختك يقادون من قبل الغيارى وتسيل دمائهم أمام ناظريك .
لن تقاد كبيرا هناك لمراكز التعذيب لينسى ذكرك في الطوامير .
لن تصاب بالمطاط في انحاء جسمك أو رصاص الطيور ( الشوزن ) أو حتى ذلك الحي ليشوه جسمك طول الحياة سيظل جسمك سليما هناك .
لن تدخل زنازينهم و ترسم لوحات التعذيب على جسمك الصغير .
لن تسمع العديد من صرخات العويل و البكاء هنا من جراء ما جرى و سيجرى .
ستظل هناك حرا ألقا ترفرف بجناحيك على عالمنا الادنى .

فنم نم قرير العين يا محمد
هنيئا للطفولة و البراءة بشهادتك ولا عزاء لضمير الانسانية و ادعياء الحرية .

الوطن الجزائري


http://www.elwatandz.com/watanarabi/1146.html