|
المراقب العام
|
رقم العضوية : 51892
|
الإنتساب : Jun 2010
|
المشاركات : 1,731
|
بمعدل : 0.32 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الشيخ الهاد
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 11-04-2011 الساعة : 09:05 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
جناب الاستاذ الفاضل النجف الأشرف حفظه الله من كل سوء ..
ما شاء الله عليك ، تعليقتك الشريفة أعلاه غاية في الروعة ، تامة الاتقان ، محيطة بكلّ الملابسات في القيل والقال ، ولقد وضعت يدك على الجرح ، أحسنت والله ، زادك الله وإيّانا علماً وفهماً بحق محمد وال محمد ..
نعم مولانا أحسنتم فيما تفظلتم به من الاستطراد ، وكذلك ما يسمّيه علماء البلاغة بالاعتراض ؛ فحتّى لو سلمنا جدلاً أنّ آية التطهير هي جزء آية وليست آية كاملة ، فلا يوجد أدنى إشكال بلاغي في اختصاصها بأهل البيت الخمسة عليهم السلام دون نساء النبي ، ووجه ذلك أنّها حينئذ جملة اعتراضيّة ، ولقد أجمع علماء البلاغة والمفسرون والفقهاء والمحدثون على وقوع أصل ذلك في القرآن وكلام النبي ناهيك عن العرب الأوائل ..
حتى قال إمام اللغة المعروف ابن فارس 395هـ (في كتاب الصاحبي: 209) إنّ من سنن العرب أن يعترض بين الكلام وتمامه ، كلام لا يكون إلاّ مفيداً.انتهى .
وقال إمام اللغة الكبير ابو هلال العسكري 395هـ في تعريفه : هو اعتراض كلام في كلام لم يتم ، ثم يرجع إليه فيتمه.
ومن الامثلة عليه في كتاب الله تعالى قوله تعالى من سورة النساء : َمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً{125} وَللّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطاً..
فقوله تعالى : واتخذ الله ابراهيم خليلا جملة اعتراضية كما نص الزمخشري وغيره .
والحاصل فلو طبقنا هذا الكلام على ما نحن فيه لكان الحاصل هكذا :
َقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً..
فآية التطهير جملة اعتراضيّة ، اعترضت بين مقدّم الكلام ومؤخّره ، تنبيهاً وتأكيداً وتشديداً وتمييزاً لأهل بيت النبي الشرعيين وهم الخمسة عن بقيّة أهل بيته العرفيين ، وهذا هو الغرض من الاعتراض عند علماء البلاغة والعرب الأوائل ؛ إنّه لا يعدو التاكيد والتشديد والبيان والتنبيه على امر مهم ، حسبما ما ذكروا ..
ولكننا كما قلت استاذنا النجف نجاري بني وهبان على ذلك من باب سلمنا ، والا فاية التطهير اية مستقلة وليست جزء آية ..
الهاد
|
|
|
|
|