[آمالٌ بددتها السنونْ]

يقول غاندي : أينما يوجد الحب تتواجد الحياة
وأنا اقول: أينما تتواجد القهوة تتواجد الرفقة و
الأحاديث الطيبة...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
ومسـائكم معطر برائحة الـورد والفل واليـاسمين
رواداً ومتصفحين..
لم تطأ قدمي المقهى منذ حادثة الحجب ليس لأن
المكان يخلو من الرواد ولكن لأني اردت ان
امنح نفسي وامنحكم استراحة نقضيها بعيداً عن
القضايا ومايؤرق البال.....
من الأفضل أن اتوقف قليلاً قبل متابعة الحديث
وهذا التوقف سيكون من أجل أعداد ابريق من
القهوة الطيبه، فكل شيء يبدو خاملاً من حولي و
أنا بحاجة لمفعـولها السحري الذي يجعل المكان
يدبُ بالحيــاة في ثوان ٍ..........




لقد صارت القهوة جاهزة ومحبرتي كذلك......
بالأمس انهيت كتاب النوادر والطرائف في الشعر
العربي لسراج الدين محمد، الكتاب خفيف وفيه
الكثير من الأشياء الممتعة احد النوادر التي وردت
فيه كانت عن ( قراقوش) الحكاية اذهلتني وأثارت
فضولي حول شخصه ، فأنا لا اعرف عنه شيئاً
سوى انـه يُضرب به المثل في الظلم والحكم الجائر
لذا قمت بعمل بحث واكتشفت أن الأجيال على مر
العصورظلموا جنابه وتسرعوا في الحكم عليه...
اسمهُ الحقيقي بهاء الدين بن عبد الله الأسدي حكم
مصر في عهد صلاح الدين الأيوبي كان من
الكرماء وله مواقف معروفة في الغزوات والفتوحات
أما كيف اسودت سيرته ووصم بالجورفهذا بفضل
أديب مصري يدعى اسعد مماتي الذي كان ناقماً
على الحاكم بهاء الدين نتيجه لموقف حصل بينهما
فألف عنه كتاب اسماه :
( الفاشوش في حكم قراقوش )
الكتاب فيه الكثير من القصص والنوادر الملفقه والتي
تتسم بلا عقلانية أليكم هذه القصة مثلاً :
جاء فلاح إلى قراقوش يشكو لصاً سرق من داره
دجاجة ، وقدَّم شاهداً وعند استجواب اللص واعترافه
أعلن قراقوش الحكم التالي:
يدفع كلٌّ من اللص وصاحب الدجاجة والشاهد غرامه
وقدرها دينار.عندما سُأل عن السبب قال معللاً: حكمت
على اللص لأنه معتدٍ على مال غيره ، وعلى صاحب
الدجاجة لأنه قصَّرَ في حفظها، ولما سئل ما ذنب الشاهد
يا مولانا؟
أجاب قراقوش : لأنه تدخَّلَ فيما لا يعنيه !!
هل رأيتم مدى تأثير الكلمة على المتلقي وخصوصاً إن
صدرت ممن يدعون انهم أدباء واصحاب أقلام في الختام
تحياتي الى جميع رواد مقهى انا شيعي والى الملتقى...