[الروح]

هاجمني الخريفُ في مُقتبلِ الطريق ..!!
زرعني وجعاً في خصرِ زنبقةٍ بيضاء ..؛
تمايلت وأنّت واستسلمت للموتِ بلونهِ الأصفر ..!!
لَم أَكُن تِلك الزنبقة ..!!
لا لا ..!!
كُنتُ الوجع الذي يسكُنها ..!
آه ...
رُبما كنتُ ذاك الموت الذي كلما طالعت وجهي في المرآة
تمثل لي بغيومٍ عائمةٌ في أعلى قمةِ اليأس ..!!
ثلاثون بعد الموت مازلت أقاوم الشتاء متمسكة بالخريف وأوجاعه..!!
احبُ تعلقي بالأشياء وتعلقي بالحُزن كان الأحبّ لقلبي
والخريف من توابع حزني موسمي المفضل ..!
الذي فيه تبكي كل نوافذي وجدراني وملابسي التي لاتنتمي للصيف..!
وطردها الشتاء من معطفه .. ونبذها الربيع من الوان الطيف الشمسي..!!
فقررت المكوث بين أوراق الخريف لعلها ترتديني أو أرتديها
قبل أن ألملم حقيبتي والقيها في محطتي الأخيرة وأسافر بلا متاع ..!!
ملتحفة أوراق تلك الزنبقة التي تحتضر مني وأحتضر فيها ..؛

سيد النثر أعذر هذياني ..!!
كلمات لا أعرف لماذا كتبتها ..!؟
ربما لاتعني غير هلوسات قلم يحتضر ..؛
ربما وربما ..!

إلا أني أعلنُ أن حضوري هنا خجول
أمام هذه القامة الشامخة لقلمكم الفذ..؛

أما المطر فهو عقدتي الكُبرى فالأمطار عندي مواسم
وكان موسم السراب أطولها على الروح ..!!
إلا أني أعشقهُ كما أعشق أمطار الحزن
التي تهطلُ من أعلى قمةِ الرؤية الرماديّة
دمتَ بودٍّ وسرور..؛