عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية melika
melika
شيعي حسيني
رقم العضوية : 480
الإنتساب : Oct 2006
المشاركات : 18,076
بمعدل : 2.69 يوميا

melika غير متصل

 عرض البوم صور melika

  مشاركة رقم : 19  
كاتب الموضوع : عاشقة النجف المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 03-06-2007 الساعة : 10:29 AM


محن و مصائب أمیرالمؤمنین کانت أکثر من جمیع الأنبیاء

ولكن‌ ينبغي‌ أن‌ نعلم‌ بأنّ هذه‌ الصفات‌ الإلهيّة‌ و الكمالات‌ النفسانيّة‌، و القدرة‌ الربّانيّة‌ لم‌ تمنح‌ للإمام‌ مجّاناً، بل‌ منحت‌ له‌ مكافأة‌ لما مرّ به‌ من‌ مخاطر جسمية‌ و محن‌ عظيمة‌، و ما لاقاه‌ من‌ أذي‌ لم‌ يؤذ به‌ أيّ نبيّ من‌ الانبياء. إنّ كلّ ما عاناه‌ الانبياء و ما قاسوه‌ من‌ محن‌ كإرهاق‌ الاُمّة‌ لهم‌، و الشماتة‌، و الاستهزاء، و الطرد من‌ البلاد، و القتل‌، و الإبعاد، و ارتداد الناس‌ عن‌ الدين‌، و ابتلائهم‌ بالجهلاء، و غيرها من‌ ضروب‌ المعاناة‌، كلّها قد كابدها و قاساها رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ و لذلك‌ قال‌: مَا أُوذِي‌َ نَبِيُّ مِثْلَ ما أُوذيتُ. و ورث‌ ذلك‌ كلّه‌ سيّد المتّقين‌ علی بن‌ أبي‌ طالب‌ عليه‌ السلام‌ فلم‌ تتركه‌ المحن‌ يوماً منذ طفولته‌ حتّي‌ انفلاق‌ هامته‌ المقدّسة‌ و استشهاده‌ في‌ محراب‌ العبادة‌.
لقد عاني‌ ذلك‌ الإمام‌ العظيم‌ أشدّ المعاناة‌، و تجرّع‌ الغصص‌ التي‌ لاتطاق‌ سواء في‌ مكّة‌ المكرّمة‌ أبان‌ البعثة‌ النبويّة‌، أو في‌ المدينة‌ بعد الهجرة‌ أو بعد وفاة‌ رسول‌ الله‌ حيث‌ الفترة‌ المظلمة‌ السوداء التي‌ دامت‌ خمس‌ وعشرين‌ سنة‌، أو أبّان‌ حكومته‌ الظاهريّة‌. فلم‌ يسترح‌ ساعة‌ واحدة‌. و إن‌ كان‌ إسماعيل‌ الذبيح‌ قد مرّ ببلاء القتل‌، و لم‌ يتحقق‌ ذلك‌ عمليّاً، فإنّ عليّاً بات‌ علی فراش‌ النبيّ ليلة‌ الهجرة‌ مضحيّاً بنفسه‌ بعد توطينها علی مواجهة‌ صوارم‌ قريش‌ البتّارة‌. و كانت‌ كلّ لحظة‌ من‌ لحظات‌ تلك‌ الليلة‌ لحظة‌ قتل‌ واستشهاد. و إن‌ كان‌ إبراهيم‌ الخليل‌ قد مرّ بأربعة‌ و عشرين‌ بلاءً أشدّها قتل‌ ولده‌ العزيز إسماعيل‌، فإنّ رسول‌ الله‌ كان‌ يعلم‌ علم‌ اليقين‌ بما سيجري‌ علی ولد فاطمة‌ من‌ قتل‌ و تعذيب‌، و كان‌ يعلم‌ بقتل‌ الحسن‌، والحسين‌، عليهما السلام‌ و واقعة‌ الطفّ، و طالما كان‌ يتحدّث‌ عن‌ تلك‌ القضايا المروّعة‌ ويبكي‌، و لكنّه‌ عهد الله‌ و رسوله‌ له‌، و قد قبل‌ به‌ و أقرّه‌ إحياءً للدّين‌ وكذلك‌ المحن‌ الاُخري‌ التي‌ كابدها. و في‌ ضوء القول‌ المعروف‌: اَلْبَلاءُ بِقَدْرِ الْوِلاءِ فإنّ مصيبة‌ علی في‌ الدنيا كانت‌ أعظم‌ من‌ مصائب‌ جميع‌ الانبياء، و صبره‌ كان‌ أكثر من‌ صبرهم‌، و جهاده‌ أكبر من‌ جهادهم‌. صَلَّي‌ اللهُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ.
روي‌ أبو نعيم‌ الاصفهانيّ في‌ «حلية‌ الاولياء» [1] بإسناده‌ عن‌ أبي‌ بُرزة‌، قال‌: قالَ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ ] وآله‌ [ وسلّم‌: إنَّ اللَهَ عَهِدَ إلَيَّ عَهْداً فِي‌ علی، فَقُلْتُ: يَا رَبِّ بَيّنْهُ لِي‌، فَقَالَ: اسْمَعْ، فَقُلْتُ: سَمِعْتُ. فَقَالَ: إنَّ عَلِيّاً رَايَةُ الْهُدَي‌ وَ إمَامُ أَوْلِيائِي‌ وَ نُورُ مَنْ أَطَاعَنِي‌، وَ هُوَ الْكَلِمَةُ الَّتِي‌ أَلْزَمْتُهَا الْمُتَّقِينَ، مَنْ أَحَبَّهُ أَحَبَّنِي‌، وَ مَنْ أَبْغَضَهُ أَبْغَضَنِي‌، فَبَشِّرْهُ بِذَلِكَ. فَجَاءَ علی فَبَشَّرْتُهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَهِ أَنَا عَبْدُ اللَهِ وَ فِي‌ قَبْضَتِهِ، فَإنْ يُعَذِّبْنِي‌ فَبِذَنْبِي‌. وَ إنْ يُتِمَّ لِي‌ الَّذِي‌ بَشَّرْتَنِي‌ بِهِ فَاللَهُ أَولَي‌ بِي‌. قَالَ: قُلْتُ: اللَهُمَّ اجْلُ قَلْبَهُ وَاجْعَلْ رَبيعَهُ الإيمَانَ. فَقَالَ اللهُ: قَدْ فَعَلْتُ بِهِ ذَلِكَ. ثُمَّ إنـَّهُ رَفَعَ إلَيَّ أَنـَّهُ سَيَخُصُّهُ مِنَ الْبَلاءِ بِشَيْءِ لَمْ يَخُصَّ بِهِ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِي‌، فَقُلْتُ: يَا رَبِّ أَخي‌ وَ صَاحِبي‌! فَقَالَ: إنَّ هَـذَا شَيْءٌ قَدْ سَبَقَ أَنـَّهُ مُبْتَليً وَ مُبْتَليً بِهِ.
نقل‌ ابن‌ شهرآشوب‌ [2] القصّة‌ المتعلّقة‌ بهجرة‌ رسول‌ الله‌ من‌ مكّة‌ إلی المدينة‌، و كذلك‌ نقلها المظفّر في‌ «دلائل‌ الصدق‌». [3] و نحن‌ هنا نذكرها بالالفاظ‌ التي‌ رواها ابن‌ شهرآشوب‌. قال‌: قال‌ رسول‌ الله‌ لاميرالمؤمنين‌ علی: إِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعالَي‌ أوْصي‌ إلَيَّ أنْ أَهْجُرَ دَارَ قَوْمِي‌ وَ أَنْ أَنْطَلِقَ إلی غَارِ ثُوْرٍ، فَارْقَدْ علی فِرَاشِي‌ وَاشْتَمِلْ بِبُرْدِيَ الْحَضرَمِي‌ِّ، وَ اعْلَمْ أَنَّ اللَهَ يَمْتَحِنُ أَوْلِياءَهُ علی قَدْرِ إيمَانِهِمْ وَ مَنَازِلِهِمْ مِنْ دِينِهِ فَأَشَدُّ النَّاسِ بَلاءً الانْبِيَاءُ ثُمَّ الاَمْثَلُ فَالاَمْثَلُ. وَ قَدِ امْتَحَنَكَ يَا ابْنُ أُمَّ وَامْتَحَنِني‌ بِمِثْلِ ما امْتَحَنَ بِهِ خَلِيلَهُ إبْرَاهِيمَ وَ الذَّبيحَ إسْمَاعِيلَ، فَصَبْراً صَبْراً فَإنَّ رَحْمَةَ اللَهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ. ثُمَّ ضَمَّهُ إلی صَدْرِهِ وَ أَوصَاهُ بِقَضَاءِ دُيُونِهِ وَ إنْجَازِ عِدَاتِهِ وَ رَدِّ الْوَدائِعِ إلی أَهْلِهَا ثُمَّ خَرَجَ ـ الحديث‌. و من‌ خلال‌ المواضيع‌ التي‌ طرحناها آنفاً تمّ تحليل‌ ثلاثة‌ أشياء هي‌:
أوّلاً: عظمة‌ رسول‌ الله‌ و سعة‌ علمه‌ بكتاب‌ الله‌، القرآن‌ الكريم‌. ثانياً: عظمته‌ و سعته‌ الروحيّة‌ فيما يتعلّق‌ بكتاب‌ التكوين‌ و ظهور المعجزات‌ و التصرّف‌ في‌ شؤون‌ الكائنات‌ و عناصرها. ثالثاً: عظمة‌ البلاءات‌ و المحن‌.

من مواضيع : melika 0 سلیمانی فینا ونحن ....................فیه
0 بكل وقاحة ... أكاديمي كويتي يحرّض السعودية للتدخل عسكرياَ في العراق !
0 استنكار شديد لاستهتار شاعر سعودي بالقرأن الكريم
0 هنیئا لکل العرب والمسلمین ...
0 هذه الفيتامينات تعزّز القدرات العقلية…لا تهملوها!
رد مع اقتباس