|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 480
|
الإنتساب : Oct 2006
|
المشاركات : 18,076
|
بمعدل : 2.69 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عاشقة النجف
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 03-06-2007 الساعة : 10:24 AM
تقدّم أمير المؤمنين عليه السلام في علم التفسير
ومنهم: المفسّرون كعبد الله بن عبّاس، وعبد الله بن مسعود، وأُبيّ ابنكعب، وزيدبن ثابت. وهم معترفون له عليه السلام بالتقدّم. [15]
وورد في تفسير النقّاش أنّ ابن عبّاس قال: جُلُّ مَا تَعَلَّمْتُ مِنَ التَّفْسِيرِ مِنْ علی بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَابْنِ مَسْعُودٍ. إنَّ القُرْآنَ أُنْزِلَ علی سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، مَا مِنْهَا إلاَّ وَلَهُ ظَهْرٌ وَبَطْنٌ. وَإنَّ عَلِيَّبْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلِمَ الظَّاهِرَ وَالبَاطِنَ.
وجـاء في « الفضـائل » للعكبريّ أنّ الشـعبيّ قال: مَا أَحَـدٌ أَعْلَمَ بِكِتَابِ اللَهِ بَعْدَ نَبِيِّ اللَهِ مِنْ عَلِيِّبْنِ أَبِيطَالِبٍ.
وفي « تاريخ البلاذريّ »، و « حِلْيَة الاولياء »: قال علی عليه السلام: وَاللَهِ مَا نَزَلَتْ آيَةٌ إلاَّ وَقَدْ عَلِمْتُ فِيمَا نَزَلَتْ وَأَيْنَ نَزَلَتْ، أَبِلَيْلٍ نَزَلَتْ أَوْ بِنَهَارٍ نَزَلَتْ، فِي سَهْلٍ أَوْ جَبَلٍ؟ إنَّ رَبِّي وَهَبَ لِي قَلْبَاً عَقُولاً وَلِسَانَاً سَؤُولاً. [16]
وورد في « قوت القلوب »: قال علی عليه السلام: لَوْ شِئْتُ لاَوْقَرْتُ سَبْعِينَ بَعِيرَاً فِي تَفْسِيرِ فَاتِحَةِ الكِتَابِ. [17]
ولمّا وجد المفسّرون قوله عليه السلام، لم يرجعوا إلی قول غيره في التفسير. وسأله ابن الكوّاء، وهو علی المنبر: مَا «الذَّ ' رِيَـ'تِ ذَرْوًا»؟ فقال: الرِّيَاحُ. فقال: وَمَا «الْحَـ'مِلَـ'تِ وِقْرًا»؟ فقال: السَّحَابُ. فقال: وَمَا «الْجَـ'رِيَـ'تِ يُسْرًا»؟ فقال: الفُلْكُ. فقال: مَا «الْمُقَسِّمَـ'تِ أَمْرًا»؟ فقال: المَلاَئِكَةُ. فالمفسّرون كلّهم علی قوله عليه السلام. [18]
هذه الآيات في أوّل سورة الذاريات: بِسْمِ اللَهِ الرَّحْمَـ'نِ الرَّحِيمِ* وَالَّذَ ' رِيـ'تِ ذَرْوًا * فَالْحَـ'مِلَـ'تِ وِقْرًا * فَالْجَـ'رِيَـ'تِ يُسْرًا * فَالْمُقَسِّمَـ'تِ أَمْرًا * إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ * وَإِنَّ الدِّينَ لَوَ ' قِعٌ. [19]
قال العلاّمة الطباطبائيّ قدّس الله نفسه الزكيّة في التفسير: الذَّارِيَاتُ جمع الذَّارِيَة من قولهم: ذَرَتِ الرِّيحُ التُّرَابَ تَذْرُوهُ ذَرْوَاً إذا أطارته. و الوِقْرُ بالكسر فالسكون ثقل الحمل في الظهر أو في البطن. وفي الآيات إقسام بعد إقسام يفيد التأكيد بعد التأكيد للمقسم عليه وهو الجزاء علی الاعمال. فقوله: وَالذَّ ' رِيـ'تٍ ذَرْوًا إقسام بالرياح المثيرة للتراب.
وقوله: فَالحَـ'مِلَـ'تِ وِقْرًا بالفاء المفيدة للتأخير والترتيب معطوف علی الذَّ ' رِيَـ'تِ وإقسام بالسحب الحاملة لثقل الماء، وقوله: فَالجَـ'رِيـ'تِ يُسْرًا عطف عليه وإقسام بالسفن الجارية في البحار بيُسر وسهولة. وقوله: فَالْمُقَسِّمَـ'تِ أَمْرًا عطف علی ما سبقه وإقسام بالملائكة الذين يعملون بأمره فيقسمونه باختلاف مقاماتهم. فإنّ أمر ذي العرش بالخلق والتدبير واحد. فإذا حمله طائفة من الملائكة علی اختلاف أعمالهم، انشعب الامر وتقسّم بتقسّمهم. ثمّ إذا حمله طائفة هي دون الطائفة الاُولي، تقسّم ثانياً بتقسّمهم، وهكذا حتّي ينتهي إلی الملائكة المباشرين للحوادث الكونيّة الجزئيّة فينقسم بانقسامها ويتكثّر بتكثّرها.
والآيات الاربع ـ كما تري ـ تشير إلی عامّة التدبير حيث ذكرت أُنموذجاً ممّا يدبّر به الامر في البرّ، وهو الذَّ ' رِيَـ'تِ ذَرْوًا. وأُنموذجاً ممّا يدبّر به الامر في البحر، وهو الجَـ'رِيَـ'تِ يُسْرًا. وأُنموذجاً ممّا يدبّر به الامر في الجوّ، وهو الْحَـ'مِلَـ'تِ وِقْرًا. وتمّم الجميع بالملائكة الذين هم وسائط التدبير، وهم الْمُقَسِّمَـ'تِ أَمْرًا.
فالآيات في معني أن يقال: أُقسم بعامّة الاسباب التي يتمّم بها أمر التدبير في العالم إنّ كذا كذا، وقد ورد من طرق الخاصّة والعامّة عن علی عليه أفضل السلام تفسير الآيات الاربع بما تقدّم. [20]
وروي ابن كثير الدمشقيّ في تفسيره عن شعبة بن الحجّاج، عن السمّاك، عن خالد بن عرعرة، وكذلك روي بسند آخر عن شعبة، عن القاسمبن أبيبزة، عن أبي الطفيل أ نّهم سمعوا عليّبن أبيطالب، وثبت أيضاً من طرق أُخري غير هذين السندين، عن أميرالمؤمنين عليّبن أبيطالب أ نّه صعد منبر الكوفة فقال: لاَ تَسْأَ لُونِي عَنْ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللَهِ تَعَالَي وَلاَ عَنْ سُنَّةٍ عَنْ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ إلاَّ أَنْبَأْتُكُمْ بِذَلِكَ.
فقام إليه ابن الكوّاء، وقال: يا أمير المؤمنين! ما معني قوله تعالي: وَالذَّ ' رِيـ'تِ ذَرْوًا؟ فقال علی رضي الله عنه: الرِّيحُ. فقال: ما معني فَالْحَـ'مِلَـ'تِ وِقْرًا؟ فقال علی رضي الله عنه: السَّحَابُ. قال: فما معني فَالْجَـ'رِيَـ'تِ يُسْرًا؟ قال علی رضي الله عنه: السُّفن. قال: فما معني فَالْمُقَسِّمَـ'تِ أَمْرًا؟ قال علی رضي الله عنه: المَلاَئِكَةُ. [21]
وأخرج السيوطيّ في تفسير « الدرّ المنثور » تفسير هذه المعاني الاربعة في الآيات الاربع عن علی بن أبي طالب عليه أفضل الصلاة والسلام عن عبدالرزّاق، والفريابيّ، وسعيد بن منصور، والحارث بن أبيأُسامة، وابنجرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن الانباريّ في « المصاحف » والحاكم وصحّحه، والبيهقيّ في « شعب الإيمان » من طرق مختلفة. [22]
|
|
|
|
|