|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 480
|
الإنتساب : Oct 2006
|
المشاركات : 18,076
|
بمعدل : 2.69 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عاشقة النجف
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 03-06-2007 الساعة : 10:21 AM
تقدّم الإمام عليه السلام في الفصاحة والبلاغة
ثمّ عرض ابن أبي الحديد شرحاً لفضائل الإمام عليه السلام، إلی أن قال:
وأمّا الفصاحة، فهو عليه السلام إمام الفصحاء وسيّد البلغاء. وفي كلامه قيل: دُونَ كَلاَمِ الخَالِقِ وَفَوْقَ كَلاَمِ المَخْلُوقِ. ومنه تعلّم الناس الخطابة والكتابة. قال عبد الحميد بن يحيي: حَفِظْتُ سَبْعِينَ خُطْبَةً مِنْ خُطَبِ الاَصْلَعِ، فَفَاضَتْ ثُمَّ فَاضَتْ.
وقال ابن نُباتة: حَفِظْتُ مِنَ الخِطَابَةِ كَنْزَاً لاَ يَزِيدُهُ الإنْفَاقُ إلاَّ سَعَةً وَكَثْرَةً، حَفِظْتُ مِائَةَ فَصْلٍ مِنْ مَوَاعِظِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.
ولمّا قال مِحْفَن بنُ أبي مِحْفَن لمعاوية: جِئْتُكَ مِنْ عِنْدِ أَعْيَا النَّاسِ، قال له: وَيْحَكَ كَيْفَ يَكُونُ أَعْيَا النَّاسِ؟ فَوَاللَهِ مَا سَنَّ الفَصَاحَةَ لِقُرَيْش غَيْرُهُ.
ويكفي هذا الكتاب « نهج البلاغة » الذي نحن شارحوه دلالة علی أ نّه لايُجَارَي في الفصاحة، ولا يبارَي في البلاغة. وحسبك أ نّه لميدوّن لاحد من فصحاء الصحابة العُشر، ولا نصف العُشر ممّا دُوِّن له. وكفاك في هذا الباب ما يقوله أبو عثمان الجاحظ في مدحه في كتاب « البيان والتبيين » وفي غيرهمنكتبه.[1]
ثمّ قال ابن أبي الحديد بعد شرح مشبع تناول فيه سماحة أخلاق الإمام، وزهده، وعبادته:
وأمّا قراءة علی القرآن واشتغاله به، فهو المنظور إليه في هذا الباب. اتّفق جميع العلماء والفقهاء من العامّة والخاصّة علی أ نّه كان يحفظ القرآن علی عهد رسولالله صلّي الله عليه وآله، ولم يكن غيره يحفظه. ثمّ هو أوّل من جمعه.
نقلوا كلّهم أ نّه تأخّر عن بيعة أبي بكر. فأهل الحديث لا يقولون ما تقوله الشيعة من أ نّه تأخّر مخالفة للبيعة، بل يقولون: تشاغل بجمع القرآن. فهذا يدلّ علی أ نّه أوّل من جمع القرآن، لا نّه لو كان مجموعاً في حياة رسولالله صلّي الله عليه وآله، لما احتاج إلی أن يتشاغل بجمعه بعد وفاته صلّيالله عليه وآله.
وإذا رجعتَ إلی كتب القراءات، وجدتَ أئمّة القرّاء كلّهم يرجعون إليه، كأبيعمروبن العلاء، وعاصم بن أبي النَّجود، وغيرهما. لا نّهم يرجعون إلی أبي عبدالرحمن السُّلَمِيّ القاري. وأبوعبدالرحمن كان تلميذه، وعنه أخذ القرآن. فقد صار هذا الفن من الفنون التي تنتهي إليه أيضاً، مثل كثير ممّا سبق. [2]
هذه مطالب ذكرها ابن أبي الحديد في مقدّمة شرحه علی « نهج البلاغة » في سياق عدّه سائرَ فضائل الإمام عليه السلام.
وأمّا ابن شهرآشوب: فقد عقد فصلاً في كتابه « مناقب آل أبي طالب » تحت عنـوان: في المسـابقة بالعلـم. وأحصـي فيه العلـوم التـي كان أميرالمؤمنين عليه السلام سبّاقاً فيها. قال: أفلا يكون ( علی عليه السلام ) أعلم الناس، وكان مع النبيّ صلّي الله عليه وآله في البيت والمسجد، يكتب وحيه ومسائله، ويسمع فتاواه، ويسأله؟
وروي أ نّه كان رسول الله صلّي الله عليه وآله إذا نزل عليه الوحي ليلاً لميصبح حتّي يخبر به عليّاً عليه السلام. وإذا نزل عليه الوحي نهاراً لميُمسِ حتّي يخبر به عليّاً. ومن المشهور إنفاقه الدينار قبل مناجاة الرسول، وسأله عن عشر مسائل، فتح له منها ألف باب، فتح كلّ باب ألف باب. وفي ذلك قال الشريف الرضيّ: [3]
يَا بَنِي أَحْمَـدَ أُنَادِيكُـمُ اليَـوْمَ وَأَنْـتُــمْ غَـدَاً لِـرَدِّ جَـــوَابِـي
أَلْـفَ بَابٍ أُعطِيتُـمُ ثُـمَّ أَفْضَي كُلُّ بَابٍ مِنْهَـا إلی أَلْـفِ بَابِ
لَـكُـمُ الاَمْــرُ كُـلُّـهُ وَإلَـيْـكُـمْ وَلَدَيْكُمْ يُؤُولُ فَصْلُ الخِطَابِ[4] ومن عجيب أمره عليه السلام في هذا الباب أ نّه لا شيء من العلوم إلاّ وأهلة يجعلون عليّاً عليه السلام قدوة، فصار قوله قبلة في الشريعة يتوجّه إليها كلّ الناس.
|
|
|
|
|