[السید الامینی]

وارثو علم الأنبياء
117 ـ رسول الله صلّى الله عليه وآله: إنّ أوّل وصيّ كان على وجه الأرض هبة الله بن آدم، و ما من نبيّ مضى إلاّ وله وصيّ، وكان جميع الأنبياء مائة ألف نبيّ وعشرين ألف نبيّ، منهم خمسة اُولوالعزم: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمّد عليهم السّلام، وإنّ عليّ بن أبي طالب كان هبة الله لمحمّد، وورث علم الأوصياء وعلم من كان قبله، أما إنّ محمّداً ورث علم من كان قبله من الأنبياء والمرسلين.(95)

* * *
118 ـ الإمام عليّ عليه السّلام: ألا إنّ العلم الذي هبط به آدم و جميع ما فُضّلت به النبيّون إلى خاتم النبيّين في عترة خاتم النبيّين والمرسلين محمّد صلّى الله عليه وآله، فأين يُتاه بكم وأين تذهبون ؟!(96)

* * *
119 ـ الإمام الباقر عليه السّلام: إنّ العلم الذي نزل مع آدم عليه السّلام لم يُرفع، والعلم يُتوارَث، وكان عليّ عليه السّلام عالم هذه الاُمّة، وإنّه لم يهلك منّا عالم قطّ إلاّ خلفه من أهله مَن علم مثل علمه، أو ماشاءالله.(97)

* * *
120 ـ الإمام الهادي عليه السّلام ـ في الزيارة الجامعة التي يُزار بها الأئمّة عليهم السّلام ـ: السّلام على أئمّة الهدى، ومصابيح الدُّجى، وأعلام التقى، وذوي النُّهى، واُولي الحِجى، وكهف الورى، وورثة الأنبياء، والمثل الأعلى، والدعوة الحسنى، وحجج الله على أهل الدنيا والآخرة والاُولى، ورحمة الله وبركاته.(98)

* * *

الراسخون في العلم
121 ـ الإمام عليّ عليه السّلام: أين الذين زعموا أنّهم الراسخون في العلم دوننا، كَذِباً وبَغياً علينا أن رفعنا الله ووضعهم، وأعطانا وحرمهم، وأدخلنا وأخرجهم؟! بنا يُستعطى الهُدى، ويُستجلى العَمى.(99)

* * *
122 ـ بُريد بن معاوية: قلت لأبي جعفر عليه السّلام قول الله: وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ في العِلْمِ قال: يعني [لا يعلم] تأويلَ القرآن كلّه إلاّ اللهُ والراسخون في العلم، فرسول الله أفضل الراسخين، قد علّمه الله جميع ما اُنزل عليه من التنزيل والتأويل، وما كان الله منزلاً عليه شيئاً لم يعلِّمه تأويله، واُوصياؤه من بعده يعلمونه كلّه، فقال الذين لا يعلمون: ما نقول إذا لم نعلم تأويله؟ فأجابهم الله يَقُوْلُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا والقرآن له خاصّ وعامّ، وناسخ ومنسوخ، ومحكَم ومتشابِه، فالراسخون في العلم يعلمونه.(100)

* * *
123 ـ الإمام الصادق عليه السّلام: نحن الراسخون في العلم، ونحن نعلم تأويله.(101)

* * *

أعلم النّاس
124 ـ رسول الله صلّى الله عليه وآله: إنّي تارك فيكم أمرين، إن أخذتم بهما لن تضلّوا: كتاب الله عزّوجلّ، وأهل بيتي عترتي. أيّها الناس! اسمعوا وقد بُلّغت أنّكم ستردون علَيَّ الحوض فأسألكم عمّا فعلتم في الثقلين، والثقلان: كتاب الله جلّ ذكره وأهل بيتي، فلا تسبقوهم فتهلكوا، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم.(102)

* * *
125 ـ الإمام عليّ عليه السّلام: ولقد علم المستحفظون من أصحاب محمّد صلّى الله عليه وآله أنّه قال: إنّي وأهل بيتي مطهَّرون، فلا تسبقوهم فتضلّوا، ولا تتخلّفوا عنهم فتزلّوا، ولا تخالفوهم فتجهلوا، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم، هم أعلم الناس كباراً، وأحلم الناس صِغاراً.(103)

* * *
126 ـ الإمام الباقر عليه السّلام ـ لسلمة بن كهيل والحكم بن عتيبة ـ: شرِّقا وغرّبا، فلا تجدانِ علماً صحيحاً إلاّ شيئاً خرج من عندنا أهلَ البيت.(104)

* * *
127 ـ الإمام الباقر عليه السّلام: كلّ ما لم يخرج من هذا البيت فهو باطل.(105)

* * *
128 ـ الإمام الصادق عليه السّلام: يا يونس! إذا أردت العلم الصحيح فخذ عن أهل البيت، فإنّا رويناه، واُوتينا شرحَ الحكمة وفصل الخطاب، إنّ الله اصطفانا وآتانا ما لم يؤتِ أحداً من العالمين.(106)

* * *
129 ـ الإمام الرضا عليه السّلام: إنّ الأنبياء والأئمّة صلوات الله عليهم يوفّقهم الله ويؤتيهم من مخزون علمه وحكمه ما لا يؤتيه غيرهم، فيكون علمهم فوق علم أهل الزّمان في قوله تعالى: أَفَمَنْ يَهْديَ إِلَى الحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ؟! (107) وقوله تبارك وتعالى: وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتيَ خَيْراً كَثِيراً (108) وقوله في طالوت: إِنَّ اللهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً في العِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللهُ يُؤْتي مُلْكَهُ مَن يَشَآءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (109). * * *

--

95 ـ الكافي 224:1/2 عن عبدالرحمن بن كثير عن الباقر عليه السّلام، بصائر الدرجات 121/1 عن عبدالرحمن بن بكير الهجريّ عن الباقر عليه السّلام، اعلام الدين: 464 عن عبدالله بن بكير عن الباقر عليه السّلام عنه، و فيهما: «مائة ألف نبيّ وأربعة وعشرين».
96 ـ الإرشاد 232:1 تفسر العيّاشيّ 102:1عن مسعدة بن صدقة عن الصادق عن آبائه عليهم السّلام، تفسير القمّيّ 367:1 بن اُذينة عن الصادق عليه السّلام من دون «فأين ...»، وذكره أيضاً في 4:1.
97 ـ الكافي 222:1/2 عن زرارة والفضيل، كمال الدين 223/14 عن الفضيل بن يسار عن الصادق والباقر عليهما السّلام نحوه وفيه: «والعلم يتوارث وكلّ شيء من العلم وآثار الرسل والأنبياء لم يكن من أهل هذا البيت فهو باطل وإنّ عليّاً عليه السّلام عالم...».
98 ـ التهذيب 96:6/177، وراجع: ص 114/164.
99 ـ نهج البلاغة: الخطبة 144، المناقب، لابن شهرآشوب 285:1، غرر الحكم 2826 وفيهما: «العَمى لابهم».
100 ـ تفسير العيّاشيّ 164:1/6، وراجع الكافي 213:1/2، تأويل الآيات الظاهرة 107، بصائر الدرجات 204/8، و 203/4، تفسير القمّيّ 96:1، مجمع البيان 701:2. والآية في سورة آل عمران: 7.
101 ـ الكافي 213:1/1، بصائر الدرجات 204/5، وذكره أيضاً في 204/7 عن الباقر عليه السّلام، تفسير العيّاشيّ 164:1/8، تأويل الآيات الظاهرة 106 كلّها عن أبي بصير.
102 ـ الكافي 294:1/3 عن عبدالحميد بن أبي الديلم عن الصادق عليه السّلام، وراجع تفسير العيّاشيّ 250:1/169 عن أبي بصير عن الباقر عليه السّلام.
103 ـ تفسير القمّيّ 4:1، إثبات الهداة 631:1/724 عن تفسير القمّيّ.
104 ـ الكافي 399:1/3، بصائر الدرجات 10/4 كلاهما عن أبي مريم.
105 ـ مختصر بصائر الدرجات 62، بصائر الدرجات 511/21 كلاهما عن فضيل بن يسار.
106 ـ بحار الأنوار 158:26/5 نقلاً عن كتاب المحتضر، الصراط المستقيم 157:2 نحوه، إثبات الهداة 602:1 كلّها عن يونس بن ظبيان.
107 ـ يونس: 35.
108 ـ البقرة: 269.
109 ـ الكافي 202:1/1، كمال الدين 680/31، أمالي الصدوق 540/1، عيون أخبار الرضا عليه السّلام 221:1/1، معاني الأخبار