[تشرين ربيعة]

"المستقبل" يعبر الى الدولة بالاحتكام الى الشارع:
ظهور مسلح وأعمال شغب وقطع طرقات وإحراق اطارات

من موقع (دردشة لبنان)

على الرغم من الحديث المنمّق والجميل لرئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري في خطابه الأخير عن ذهابه اليوم الى قصر بعبدا ومشاركته في الاستشارات النيابية لتكليف رئيس حكومة جديدة، وإحتكامه الى الدستور مرتضيا النتائج أيا تكن معلنا رفضه المطلق لاستخدام لعبة الشارع، بالقول: "إن هذه اللعبة لا تمت الى تربيتنا الوطنية بأي صلة لأننا اخترنا الذهاب الى المؤسسات"، الا أن الحقيقة على أرض الواقع فضحت بل كذبت الكلام المعسول الجاري على لسان الحريري

ففي موزاة الاستشارات النيابية التى إنطلقت ظهر اليوم في قصر بعبدا على أن تستكمل غدا، وفور اتضاح الصورة لدى فريق 14 اذار، بأن رجحان الكفة يميل لتكليف الرئيس ميقاتي لتشكيل الحكومة الجديدة، أدار هذا الفريق تحركّا منظما بدءاً من الشمال، وبعد ان بدأت الأمور على شكل إشكالات طفيفة بين مناصرين للمستقبل ومناصري الرئيس نجيب ميقاتي على خلفية " تعليق وتنزيل " صور ويافطات للطرفين، قامت جماعة تيار "المستقبل" في المنية وعكار بالتجمّع عند مدخل طرابلس وإلقاء بعض الشعارات، وفي طريق عودتهم عمدوا الى ممارسة أعمال شغب عبر نشر جو من الرعب والتهديد بالتكسير، ودعوا المحال التجارية الى إغلاق أبوابها غدا، كما عمدوا الى قطع طريق البداوي لفترة قصيرة مما خلق جواً من الخوف لدى الناس. وقد ترافق ذلك مع حملة منظّمة من الاشاعات التي سرت بين الناس كالنار في الهشيم عن تحرّكات وإطلاق نار هنا وهناك.

بعد ذلك عمدت قيادة تيار "المستقبل" في الشمال إلى عقد إجتماع طارئ في مكتب "المستقبل" في طرابلس، ليعلن عقبه عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب محمد كبارة، غداً "يوم غضب شعبي"، ويتبعه النائب خالد الضاهر قائلاً:" إن سلاح الميليشيا ليس سلاح مقاومة بل هو لتهديد اللبنانيين"، واصفا اياه بأنه "سلاح غدر"، ليقوم بعد هذا التحريض بالتجوال بمقدمة مواكب مسلحة في شوارع عكار مهوّلا على المواطنين وداعيا اياهم الى التظاهر غدا.

ثم كرّت سبحة الإشكالات المتنقلة هنا وهناك، ولكنّ الأمر الملفت كان الظهور المسلّح لميليشيا "القوّات اللبنانية"، وميليشيا تيّار "المستقبل"، فعمد مشاغبو "المستقبل" في البقاع الى قطع الطريق الدولية الى دمشق حسب ما ذكرت قناة "أخبار المستقبل".

ولم تختلف المظاهر الميليشياوية على طريق الجنوب، فقد عمد مشاغبو "تيار المستقبل" الى قطع طريق الجنوب الساحلي واحتجزوا المواطنين والأهالي الذين طالبوا القوى الأمنية بالتدخل. كما قامت ميليشيا المستقبل باطلاق النار بشكل عشوائي في خلدة لأرهاب المواطنين، وقطعوا طريق خلدة لمدة ساعة، عمد بعدها الجيش اللبناني الى إعادة فتحها.

كما قام مشاغبو "المستقبل" بقطع طريق الناعمة بالاضافة الى قطع العديد من الطرقات في اقليم الخروب لا سيما في برجا.

وفي بيروت، قام مشاغبوا تيار "المستقبل" أيضا بقطع طريق الجديدة ـ الكولا، وفيما سجّل سماع عيارات نارية من أسلحة حربية، كما قام انصار المستقبل بأعمال شغب وحرق للإطارات وتكسير لزجاج السيارات المركونة على جانب الطرقات وارهاب الناس واعتداء على الاملاك العامة للدولة، في حركة امتدت بإتجاه المدينة الرياضية، الجناح، وقصقص، والبربير، وكورنيش المزرعة وعمت معظم انحاء مدينة بيروت.

بدورها، قامت ميليشيا "القوّات اللبنانية"، بإرهاب المواطنين في زحلة وقطعت الطريق على مستديرة المنارة.

هذا واضطر الجيش اللبناني الى استخدام القنابل المسيلة للدموع لتفريق مشاغبي تيار "المستقبل" وفتح طريق سعد نايل - تعلبايا، بعدما قاموا برشقه بالحجارة.

الجيش يتدخل ... ويحذّر

وإلتزاما بنهجه المتواصل بالحفاظ على الاستقرار والسلم الأهلي، قام عناصر الجيش اللبناني بفتح الطرقات المقطوعة بعد أن كان مناصرو "المستقبل" قد أغلقوها.

بدورها، حذّرت قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه من العبث بأمن المواطنين والإعتداء على الأملاك الخاصة والعامة والإخلال بالقواعد السلمية للإحتجاج والتظاهر، وقالت في بيان لها :"مساء اليوم أقدم عدد من المواطنين في مناطق مختلفة على قطع بعض الطرقات بالاطارات المشتعلة والأتربة احتجاجا على سير الاستحقاق الحكومي، عملت وحدات الجيش على إعادة الوضع الى ما كان عليه في عدة أماكن وهي تواصل إجراء اللازم في الاماكن الاخرى".

وحذرت قيادة الجيش أيا كان من العبث بأمن المواطنين، والاعتداء على الاملاك الخاصة والعامة والاخلال بالقواعد السلمية للاحتجاج والتظاهر، كما أهابت بوسائل الاعلام والمسؤولين كافة الارتقاء الى مستوى المسؤولية الوطنية التي تتطلبها هذه المرحلة".