عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية صباح الخير
صباح الخير
عضو جديد
رقم العضوية : 63900
الإنتساب : Jan 2011
المشاركات : 61
بمعدل : 0.01 يوميا

صباح الخير غير متصل

 عرض البوم صور صباح الخير

  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : الصقر العراقي المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 15-01-2011 الساعة : 04:50 PM


اختلف في سبب نزول الآية على أقوال:

قصة مارية
الأوّل قول أكثر المفسرين
قال الواحدي: قال المفسرون: كان النبيّ صلى الله عليه وسلم في بيت حفصة، فزارت أباها، فلما رجعت أبصرت مارية في بيتها مع النبيّ صلى الله عليه وسلم، فلم تدخل حتى خرجت مارية ثم دخلت، فلما رأى النبيّ صلى الله عليه وسلم في وجه حفصة الغيرة والكآبة قال لها: لا تخبري عائشة، ولك عليّ أن لا أقربها أبداً، فأخبرت حفصة عائشة، وكانتا متصافيتين، فغضبت عائشة، ولم تزل بالنبيّ صلى الله عليه وسلم حتى حلف أن لا يقرب مارية. فأنزل الله هذه السورة.

قال القرطبي: أكثر المفسرين على أن الآية نزلت في حفصة، وذكر القصة.

قصة العسل
وقيل: السبب أنه كان صلى الله عليه وسلم يشرب عسلاً عند زينب بنت جحش، فتواطأت عائشة وحفصة أن تقولا له إذا دخل عليهما إنا نجد منك ريح مغافير.

قصة المرأة التي وهبت نفسها
وقيل: السبب المرأة التي وهبت نفسها للنبيّ صلى الله عليه وسلم.

وسيأتي دليل هذه الأقوال آخر البحث إن شاء الله، وستعرف كيفية الجمع بينهما :

.
.
.
قصة العسل:

وقد أخرج البخاري وغيره عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش، ويشرب عندها لبناً، أو عسلاً، فتواصيت أنا وحفصة إن أيتنا دخل عليها النبيّ صلى الله عليه وسلم، فلتقل إني أجد منك ريح مغافير، فدخل على إحداهما، فقالت ذلك له، فقال: " لا بل شربت عسلاً عند زينب بنت جحش، ولن أعود " ، فنزلت: { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ لِمَ تُحَرّمُ مَا أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكَ } إلى قوله: { إِن تَتُوبَا إِلَى ٱللَّهِ } لعائشة وحفصة { وَإِذَ أَسَرَّ ٱلنَّبِىُّ إِلَىٰ بَعْضِ أَزْوٰجِهِ حَدِيثاً } لقوله: «بل شربت عسلاً».

وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني، وابن مردويه، قال السيوطي بسندٍ صحيح عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم شرب من شراب عند سودة من العسل، فدخل على عائشة فقالت: إني أجد منك ريحاً، فدخل على حفصة، فقالت: إني أجد منك ريحاً، فقال: " أراه من شراب شربته عند سودة، والله لا أشربه أبداً " ، فأنزل الله: { عِلْمَا يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ لِمَ تُحَرّمُ } الآية.

وأخرج ابن سعد عن عبد الله بن رافع قال: سألت أمّ سلمة عن هذه الآية { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ لِمَ تُحَرّمُ } قالت: كانت عندي عكة من عسل أبيض، فكان النبيّ صلى الله عليه وسلم يلعق منها، وكان يحبه. فقالت له عائشة: نحلها تجرس عرفطاً فحرّمها، فنزلت الآية.


قصة مارية:

وأخرج النسائي، والحاكم وصححه، وابن مردويه عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت له أمة يطؤها، فلم تزل عائشة وحفصة حتى جعلها على نفسه حراماً، فأنزل الله هذه الآية { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ لِمَ تُحَرّمُ }

وأخرج البزار، والطبراني، قال السيوطي: بسندٍ صحيح عن ابن عباس قال: قلت لعمر بن الخطاب: من المرأتان اللتان تظاهرتا؟ قال: عائشة وحفصة، وكان بدوّ الحديث في شأن مارية القبطية أمّ إبراهيم أصابها النبيّ صلى الله عليه وسلم في بيت حفصة في يومها، فوجدت حفصة، فقالت: يا رسول الله لقد جئت إليّ بشيء ما جئته إلى أحد من أزواجك في يومي وفي دوري على فراشي، قال: " ألا ترضين أن أحرمها، فلا أقربها أبداً؟ " قالت: بلى فحرّمها وقال: " لا تذكري ذلك لأحد " ، فذكرته لعائشة، فأظهره الله عليه، فأنزل الله: { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ لِمَ تُحَرّمُ }. الآيات كلها، فبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كَفّر عن يمينه وأصاب مارية.

وأخرجه ابن سعد، وابن مردويه عنه بأطول من هذا،

وأخرجه ابن مردويه أيضاً من وجه آخر عنه بأخصر منه،

وأخرجه ابن المنذر، والطبراني، وابن مردويه عنه مختصراً بلفظ قال: حرّم سريته، وجعل ذلك سبب النزول في جميع ما روي عنه من هذه الطرق،

وأخرج الهيثم بن كليب في مسنده، والضياء المقدسي في المختارة من طريق نافع عن ابن عمر قال: قال النبيّ صلى الله عليه وسلم لحفصة: " لا تحدّثي أحداً، وإن أمّ إبراهيم عليّ حرام " ، فقالت: أتحرّم ما أحلّ الله لك؟ قال: " فوالله لا أقربها " ، فلم يقربها حتى أخبرت عائشة، فأنزل الله: { قَدْ فَرَضَ ٱللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَـٰنِكُمْ }.

وأخرج الطبراني في الأوسط، وابن مردويه عن أبي هريرة أن سبب نزول الآية تحريم مارية كما سلف، وسنده ضعيف.


الترجيح:

فهذان سببان صحيحان لنزول الآية، والجمع ممكن بوقوع القصتين: قصة العسل، وقصة مارية، وأن القرآن نزل فيهما جميعاً، وفي كل واحد منهما أنه أسرّ الحديث إلى بعض أزواجه.

ضعف ربط قصة التي وهبت نفسها:
وأما ما قيل: من أن السبب هو تحريم المرأة التي وهبت نفسها، فليس في ذلك إلاّ ما روى ابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية: { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ لِمَ تُحَرّمُ مَا أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكَ } في المرأة التي وهبت نفسها للنبيّ صلى الله عليه وسلم. قال السيوطي: وسنده ضعيف. ويردّ هذا أيضاً أن النبيّ صلى الله عليه وسلم لم يقبل تلك الواهبة لنفسها، فكيف يصحّ أن يقال: إنه نزل في شأنها { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ لِمَ تُحَرّمُ مَا أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكَ }؟ فإن من ردّ ما وهب له لم يصحّ أن يقال: إنه حرّمه على نفسه، وأيضاً لا ينطبق على هذا السبب قوله: { وَإِذَ أَسَرَّ ٱلنَّبِىُّ إِلَىٰ بَعْضِ أَزْوٰجِهِ حَدِيثاً } إلى آخر ما حكاه الله.


قصة الاعتزال في البخاري:
وأما ما ثبت في الصحيحين وغيرهما أن ابن عباس سأل عمر بن الخطاب عن المرأتين اللتين تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره أنهما عائشة وحفصة، ثم ذكر قصة الإيلاء، كما في الحديث الطويل، فليس في هذا نفي لكون السبب هو ما قدّمنا من قصة العسل، وقصة السرية؛ لأنه إنما أخبره بالمتظاهرتين، وذكر فيه أن أزواج النبيّ صلى الله عليه وسلم يراجعنه، وتهجره إحداهنّ اليوم إلى الليل، وأن ذلك سبب الاعتزال لا سبب نزول: { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ لِمَ تُحَرّمُ مَا أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكَ }. ويؤيد هذا ما قدّمنا عن ابن عباس أنه قال لعمر: من المرأتان اللتان تظاهرتا؟ فأخبره بأنهما حفصة وعائشة، وبيّن له أن السبب قصة مارية.

هذا ما تيسر من تلخيص سبب نزول الآية، ودفع الاختلاف في شأنه، فاشدد عليه يديك؛ لتنجو به من الخبط والخلط الذي وقع للمفسرين.

انتهى كلام الشوكاني في تفسيره


منقوووووووووووووول


توقيع : صباح الخير
من مواضيع : صباح الخير
رد مع اقتباس