|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 15
|
الإنتساب : Jul 2006
|
المشاركات : 21
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عابرة سبيل2005
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 30-07-2006 الساعة : 01:32 AM
الظواهري.. خليك في جحرك مرتاح!
عباس الصفواني * - 28 / 7 / 2006م - 10:39 م
ذكرني حديث الظواهري اليوم مع قوله بأنه «لن يسكت» عما يجري «لمسلمي» لبنان وفلسطين، دون أن يعد في خطابه بمس إسرائيل ولو بحجر واحد، بقدر ما شدد على إقامة إمارة إسلامية في العراق! ذكرني ذلك بحكاية جهيمان العتيبي. فضمن سعيه لإقامة إمارة إسلامية سلفية على أنقاض العائلة المالكة السعودية اختار جيهمان في العام 1400/1979هـ أن يحتل البيت الحرام في مكة المكرمة! فكانت أولى القنابل السلفية.. الغبية التي امتازت بسوء التوجيه وخطأ الحسابات، وكانت فضيحة مدوية بـ «جلاجل» لذلك المستوى الفكري والتخطيطي الضحل الذي امتازت به هذا الجماعة التكفيرية المسلحة، والتي لا زالت امتداداتها تجر أذيال الخيبة وسوء التقدير أينما توجهت حتى يوم الناس هذا.
كيف لا وفي كلام الظواهري اليوم نسخة طبق الأصل عن غباء جماعة جهيمان التي وبدلا من أن تتجه لمقاتلة العدو وهو في تلك الحالة قصور العائلة السعودية الحاكمة، اتجهت للسيطرة على بيت الله الحرام، جاعلة منه ساحة رماية حية ومتخذة من المصلين متاريس وبئر زمزم خندقا، وكذلك الظواهري الذي عميت عيناه وأعين جماعته عن ضرب إسرائيل، فراح بدلا عن ذلك يستثمر الهجمة الصهيونية على لبنان ليس لمقاتلة إسرائيل بل ليدعو لتجنيد المزيد من الغلمان المغرر بهم ليلغ بواسطتهم في دماء المسلمين في العراق، ما يعني المزيد من أنهار الدماء في المساجد والأسواق والميادين العامة في هذا البلد المنكوب بغلمان البعث/ سلفية، حتى صح القول بعد خطبة الظواهري العصماء لهذا اليوم؛ أبشر بطولة سلامة يا.. إسرائيل.
فتنظيم القاعدة الذي تحتفي به السلفية السعودية وتدعو له في المساجد ليل نهار وتمده على الدوام بالمال والرجال، هل سمعتم يوما أنه أطلق رصاصة واحدة ضد إسرائيل وهو الذي يقاتل زعما أعداء الأمة؟ أبدا والله، ولقد كنا نقول ذلك حتى قبل أن يكفروا الشيعة وحزب الله ويناصرون بذلك إسرائيل بفتاواهم.
لكن في المقابل الجميع يعلم بالتأكيد كم هي ترسانات السلاح التي أفرغها السلفيون على رؤوس المسلمين في الرياض وبغداد وعمان وشرم الشيخ والدار البيضاء وأفغانستان وسائر بلاد الله، لاعتبارات سياسية ضيقة وحسابات خاطئة جملة وتفصيلا، يدعمها الكثير من الأباطيل المنسوبة للدين زورا مع الأسف.
بل أستطيع أن أجزم بدون أدني مبالغة بأن هذا التيار السلفي التكفيري أخطر على الأمة حتى من إسرائيل نفسها، بالنظر إلى مئات الآلاف من الضحايا الذين سقطوا على أيدي هذه الجماعة باسم الإسلام في الجزائر والعراق وأفغانستان وبما يفوق بمراحل ما فعلته اسرائيل بالعرب، وذلك هو الضلال المبين والتيه الذي لا يضاهيه تيه بني إسرائيل.
ولعل من المفارقات المؤلمة والمخجلة لكل سلفي تكفيري، ما يشاهده العالم بأجمعه من قتال أسطوري لمجاهدي حزب الله وكيف يدكون الجيش الإسرائيلي والمستوطنات والمدن الإسرائيلية بالصواريخ، في حين لا زال شيوخ التكفير مشغولون في إصدار فتاوى التكفير بحق الشيعة وحزب الله، ولا يزال غلمانهم مشغولون حتى النخاع في تصفية الفقراء والعمال الأبرياء بالسيارات المفخخة، كما حدث في الكوفة في عملية قذرة راح ضحيتها أكثر من سبعين عاملا عراقيا بالتزامن مع قصف اسرائيل لابرياء لبنان! أو العملية القذرة الأخرى التي اعقبتها مباشرة ونفذها أتباع السلف الصالح في سوق جميلة بمدينة الصدر ببغداد وراح ضحيتها عشرات أخرى من الباعة والمتسوقين الأبرياء، هذا والسنة يزعمون أنهم يتعرضون لحملة إبادة!! وكأن الظواهري وغلمان القاعدة أرادوا أن يقولوا لإسرائيل تولوا أنتم الدمار وقتل الناس في لبنان ونحن سنتولى أمر العراق.
حقائق الأمور تكشف بما لا يدع مجالا للشك أن المقاومة والجهاد في العقيدة السلفية لا تعني بأي شكل من الأشكال المواجهة العسكرية ومقاتلة الاعداء المحاربين، بل هي عقيدة منصبة في مجملها نحو تصفية المدنيين الأبرياء وغير المحاربين، من استهداف أبراج مركز التجارة العالمي، إلى تعمد قتل سكان المجمعات السكنية في المدن السعودية مرورا برواد المقاهي في الدار البيضاء وفنادق عمّان وشرم الشيخ أو ركاب القطارات في لندن ومدريد.
وأتمنى في هذه اللحظة أن لا يتبجح أحدهم بضرب المدمرة كول عند سواحل عدن، فلم يكن ذلك سوى الاستثناء أما القاعدة فهي ما أخبرتكم.
فلقد اعتاد هؤلاء على تحويل الجهاد إلى عمليات اجرام، والمجاهدين إلى قطاع طرق، والمقاومة إلى إرهاب أعمى، وقلب النصر إلى هزيمة والحياة إلى فناء، والعز إلى خزي وذلة، ذلك ما تشي به الوقائع على الأرض وحقائق الأمور التي نراها يوميا رأي العين، وهذا ما يجعلنا نختزل ذلك في وصف الجهاد والمقاومة في مفهوم شيوخ السلف بالقنابل الغبية التي دائما ما تضرب الأهداف الخطأ في الوقت الخطأ، فتخلف الدمار والخراب والفوضى أينما حلت.
ولذلك نقول، كما دعونا شيخهم في مقالتنا السابقة بأن لا يدعو لنصرة المقاومة الإسلامية في لبنان حتى لا يصيبها شؤمه وشؤم أتباعه كما أصاب غيرها، وحتى لا ينضم إلى صفوفها -لا سمح الله- أتباع السلف الصالح من القتلة والسفاحين وذباحي الأبرياء، كذلك اليوم ندعو الظواهري وأتباعه بأن يرتاح في جحره ويوفر خطبه الرنانة التي لم ولن تحرك شعرة واحدة من جلد إسرائيل، وأن يدع مهمة قتال الصهاينة، هذه المهمة المقدسة لأبناء محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين كما قال سيد المقاومة، فهم رجالها وأولى بها، فلطالما جربتكم الأمة طويلا فلم تحصد سوى الهزائم والخزي والعار، فما يفعله أبناء الزهراء اليوم من تمريغهم لأنف إسرائيل في الوحل لا ولن تسطع لا أنت وغلمانك كما لم تسطع جيوشك العربية بأجمعها أن تفعله من قبل، فحسبكم هذا التفاوت بيننا وكل إناء بالذي فيه ينضح.
صفوى
تديين الأزمة
عبد الرحمن اللاحم * - « صحيفة الوطن السعودية » - 28 / 7 / 2006م - 9:56 م
دائماً ما تأتي الأزمات لتفضح النتوءات الفكرية المشوهة التي تتوارى خلف القيم الكاذبة والشعارات البراقة لكنها ما تلبث أن تظهر سافرة في أول اختبار حقيقي لتلك القيم وتلك الشعارات التي لا تقوى على مواصلة الصمود أمام أزمة بحجم الحرب الضروس التي تشنها الآلة الحربية الإسرائيلية على شعب لبنان.
إننا نتفهم التعاطي مع هذه الأزمة من الناحية السياسية وفي إطار التحليل السياسي الذي قد يصل إلى توجيه الانتقاد إلى جهة ما من منظور سياسي بحت أو يحاول أن يستشرف أفق الأزمة وتداعياتها على المنطقة واللاعبين الرئيسيين فيها وكله يبقى في خانة الآراء السياسية المتفهمة ما لم تتعدَّ ذلك لتشكل غطاءً تبريرياً لهذا العدوان الغاشم.
إلا أنه من غير المنطقي - من وجهة نظري- تناولها بإطار ديني أو عقائدي بحت والاستماتة في استدعاء النصوص الدينية والوقائع التاريخية واستحضار العراك الطائفي واستبعاد المعادلة الإنسانية البسيطة المتمثلة بأن هناك شعبا يرزح تحت الظلم ويجب «أخلاقياً» الوقوف معه ومناصرته دون أية اعتبارات أخرى.
لقد حاول البعض من المنتمين للتيار الديني «تديين» الأزمة المعقدة في لبنان من خلال إخضاعها «قسراً» لنصوص دينية هي في الأصل نصوص محايدة وخصوصاً فيما يتعلق بالقضايا السياسية التي تحكمها المصالح والممكن وغير الممكن وموازين القوى وكلها عوامل تتغير باستمرار مما يتعذر معه وضع قاعدة مطردة تحكمها.
وفي هذا الإطار نجد أن بعض المواقع الأصولية نشرت فتوى منسوبة لأحد المشايخ الذي سئل عن حكم مناصرة حزب الله فحرم بشكل قاطع مناصرتهم أو الدعاء لهم ونصح المسلمين بخذلانهم وبيان خطر عقائدهم على المسلمين، هكذا دون مراعاة لشعب يباد تحت الآلة القمعية الإسرائيلية التي لا تفرق بين النساء والأطفال والشيوخ ولا بين سني ولا شيعي أو مسيحي فلم يسلم من نيرانها بشر ولا حجر ولا شجر، فكيف يمكن القول بأنه لا يجوز الدعاء لأطفال لبنان ولشعبه بالنصر ومنابرنا تضج بالدعاء لقتلة الأبرياء في العراق من جماعات «القتل» المتطرفة؟ تلك المنابر لم تنتظر فتاوى للقنوت في الصلوات المكتوبة ولم تنتظر شيخا ليؤصل لها الحرب بل بادرت من تلقاء نفسها لحشد التأييد والمناصرة اللذين كان من نتائجهما أفواج «المجاهدين» من شبابنا الذين خرجوا جراء تلك الخطب الملتهبة.
وليت تلك الفتوى بعد أن حرمت الدعاء لهم «أوجبت» الدعاء على المعتدين من اليهود مع أن الدعاء على المخالف من على منابرنا أمر شائع نبذله بكل سخاء ضد بعض مواطنينا في الداخل دون أدنى حرج أو الحاجة إلى أي فتوى فتضج مكبرات الصوت بالدعاء على «العلمانيين» و«الحداثيين» وغيرهم في كل جمعة بينما صمتت المآذن نفسها عن الدعاء للمستضعفين في لبنان لأن في نصرهم نصراً لحزب الله كما يعتقدون، وهو ما لا يمكن أن يتسق ومحدداتهم العقائدية.
لقد حاولت رصد خطب الجمعة من خلال بعض المنابر التي عادة ما تكون ملتهبة في مثل هذه الظروف وتساهم في الشحن العقائدي لمرتاديها وكان معظمها يؤكد على فكرة أن ما حصل في لبنان هو عقوبة إلهية وجزاء رادع لأفواج السياح الذين ذهبوا هناك لقضاء الليالي الحمراء على حد زعمهم في تنكر سافر لأبسط المشاعر الإنسانية، وكأنهم يطالبون الناس بعدم التعاطف معهم لأنهم إذا ما فعلوا ذلك فهم يخالفون السنن الإلهية، فلا يلتفت عندها لأشلاء الأبرياء ولا إلى بكاء الأطفال وعويل النساء، فهي عقوبة وما دامت كذلك فلا يمكن مصادمتها أو التدخل فيها.
وإنه لتتمالكك الحيرة كيف أن الدين بقواعده الإنسانية الجميلة ومقاصده العظيمة قد تم اختطافه وأنت تشاهد مثل تلك النماذج وفي الوقت ذاته تقارنه بما قال الرسول صلى الله عليه وسلم على سبيل المثال عن حلف الفضول الذي كان تجمعاً وميثاقاً إنسانياً تنادت فيه المشاعر الإنسانية، وإضاءة العقول، لنصرة الإنسان المظلوم، والدفاع عن الحق المضيع، بعيداً عن اعتبارات عرقية أو عقائدية لم تحدثه سلطات ولا قوى دولية، بل أنشأته قوى اجتماعية بدوافع إنسانية، وإحساس وجداني عميق بضرورة نصرة المستضعفين والمظلومين لقد قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم «حضرت في دار عبدالله بن جدعان حلفاً ما يسرني لو أن لي به حمر النعم، ولو دعيت إليه اليوم لأجبت»، فحلف الفضول بأبسط صوره تجمع لنصرة المظلومين دون أي تمييز بين أجناسهم وأعراقهم وعقائدهم.
لقد أظهرت هذه الأزمة الطاحنة من خلال التمظهرات المتعددة والنماذج الكثيرة التي لا تخرج في مضمونها عن تلك الفتوى وتلك الخطب أظهرت عمق أزمتنا الثقافية التي ضمرت فيها القيم الإنسانية المجردة لدى بعضنا، فأصبحوا لا يتعاطفون إلا مع من يشاطرنا رؤيتنا، وإن شئت فقل من يشاطرنا تفاصيل التفاصيل لعقيدتنا، ولا يريدون أن تحركنا القيم الإنسانية وحدها حين نرى شعباً يرزح تحت القهر والظلم وحين نرى أطفالا وشيوخاً ونساءً يبادون على مرأى ومسمع ومرأى من العالم وحين نرى «حلم» شعب بأكمله يتهاوى بنيران جيش همجي أرعن، فلا بد قبل التعاطف وتقديم المعونة والنصرة لهم من التأكد من عقيدتهم ومذهبهم وسلامة رايتهم وقيادتهم مما يخالف «إحدى» قواعدنا أو أيديولوجيتنا لذا فنحن غائبون تماماً عن نكبات الشعوب وكوارثه، ورضينا بأن نكون من الخوالف في القضايا التي لا تمسنا بشكل مباشر أو تمس من يقاسمنا الأيديولوجيا مع أننا نجد أن كثيراً من شعوب العالم اصطفت معنا في الغزو الأمريكي للعراق وفي القضية الفلسطينية وغيرها ولعل الجميع يتذكر مظاهرات لندن إبان غزو العراق وكيف أن شيوخهم خرجوا معلقين لافتاتهم لإيقاف الحرب على بلد قد لا يعلمون مكانه على الخارطة وإنما أخرجتهم قيمهم الإنسانية بينما نحن رضينا بالتخندق مع «قومنا» فحسب حتى وإن كان جائراً لا يراعي القيم الإنسانية في حربه كما هو الحال مع الجماعات المتطرفة في العراق التي أسست عملياتها على أسس طائفية وولغت في دماء الأبرياء ومارست انتهاكات أقل ما يقال عنها إنها «وحشية» في حق الأبرياء العزل.
إن «أدلجة» المعركة ليست مقتصرةً على بعض الدينيين فحسب بل شاركهم كذلك جماعات متعددة من التيارات ذات الاتجاهات المتباينة غير الدينية، كل يرى المعركة بعين عقيدته، بعيداً عن الحس الإنساني المجرد فهم يهبون لنصرة عقيدتهم وأبناء قومهم أولاً ثم قد يأتي «الإنسان» أخيراً وربما لا يأتي أبداً فلا صوت يعلو على صوت المعركة.
|
|
|
|
|