|
محـــــاور عقائدي
|
رقم العضوية : 46128
|
الإنتساب : Dec 2009
|
المشاركات : 1,508
|
بمعدل : 0.27 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
Bani Hashim
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 17-12-2010 الساعة : 12:20 AM
الرواية الرابعة :
بحار الأنوار ج45 ص316-319 :
وروي في الكتاب المذكور عن سعيد بن المسيب قال : لما استشهد سيدي
ومولاي الحسين عليه السلام وحج الناس من قابل دخلت على علي بن الحسين فقلت له : يامولاي قد قرب الحج فماذا تأمرني فقال : امض على نيتك ، وحج فحججت فبينما أطوف بالكعبة وإذا أنا برجل مقطوع اليدين ، ووجهه كقطع الليل المظلم ، وهومتعلق
بأستار الكعبة ، وهويقول : اللهم رب هذا البيت الحرام اغفرلي وماأحسبك تفعل
ولوتشفع في سكان سماواتك وأرضك ، وجميع ماخلقت ، لعظم جرمي
قال سعيد بن المسيب : فشغلت وشغل الناس عن الطواف حتى حف به الناس
واجتمعنا عليه ، فقلنا : ياويلك لوكنت إبليس ماكنا ينبغي لك أن تيأس من رحمة الله
فمن أنت وماذنبك ؟ فبكى وقال : ياقوم أنا أعرف بنفسي وذنبي وماجنيت ، فقلنا له :
تذكره لنا ، فقال : أناكنت جمالا لابي عبدالله عليه السلام لماخرج من المدينة إلى
العراق ، وكنت أراه إذا أراد الوضوء للصلاة يضع سراويله عندي فأرى تكة تغشي
الابصار بحسن إشراقها ، وكنت أتمناها تكون لي إلى أن صرنا بكربلا ، وقتل
الحسين وهي معه ، فدفنت نفسي في مكان من الارض فلما جن الليل ، خرجت من مكاني فرأيت من تلك المعركة نورا لاظلمة ونهارا لاليلا ، والقتلى مطرحين على وجه الارض ، فذكرت لخبثي وشقائي التكة فقلت : والله لاطلبن الحسين وأرجوأن تكون التكة في سراويله فآخذها ولم أزل أنظر في وجوه القتلى حتى أتيت إلى الحسين عليه السلام فوجدته مكبوبا على وجهه وهو جثة بلارأس ، ونوره مشرق مرمل بدمائه ، والرياح سافية عليه ، فقلت : هذا والله الحسين فنظرت إلى سراويله كماكنت أراها فدنوت منه ، وضربت بيدي إلى التكة لآخذها فإذا هوقد عقدها عقدا كثيرة فلم أزل احلها حتى حللت عقدة منها فمد يده اليمنى وقبض على التكة فلم أقدر على أخذ يده عنها ولاأصل إليها
فدعتني النفس الملعونة إلى أن أطلب شيئا أقطع به يديه فوجدت قطعة سيف مطروح
فأخذتها واتكيت على يده ولم أزل أحزها حتى فصلتها عن زنده ، ثم نحيتها عن
التكة ومددت يدي إلى التكة لاحلها فمديده اليسرى فقبض عليها فلم أقدر على
أخذها فأخذت قطعة السيف ، فلم أزل أحزها حتى فصلتها عن التكة ، ومددت يدي إلى
التكة لآخذها ، فإذا الارض ترجف والسماء تهتز وإذا بغلبة عظيمة ، وبكاء ونداء
وقائل يقول : واابناه ، وامقتولاه ، واذبيحاه ، واحسيناه ، واغريباه ! يابني قتلوك
وماعرفوك ، ومن شرب الماء منعوك فلما رأيت ذلك ، صعقت ورميت نفسي بين القتلى ، وإذا بثلاث نفر وامرأة وحولهم خلائق وقوف ، وقد امتلات الارض بصور الناس وأجنحة الملائكة ، وإذا بو احد منهم يقول : ياابناه ياحسين فداك جدك وأبوك وأخوك وامك وإذا بالحسين عليه السلام قدجلس ورأسه على بدنه وهويقول : ، لبيك ياجداه يارسول الله ويا أبتاه ياأمير المؤمنين ويااماه يافاطمة الزهراء ، وياأخاه المقتول بالسم عليكم مني السلام ثم إنه بكى وقال : ياجداه قتلوا والله رجالنا ، ياجداه سلبوا والله
نساءنا ، ياجداه نهبوا والله رحالنا ، ياجداه ذبحوا والله أطفالنا ، ياجداه يعز والله
عليك أن ترى حالنا ، ومافعل الكفار بنا وإذاهم جلسوا يبكون حوله على ماأصابه ، وفاطمة تقول : ياأباه يارسول الله أما ترى مافعلت امتك بولدي ؟ أتأذن لي أن آخذ من دم شيبه وأخضب به ناصيتي وألقى الله عزوجل وأنا مختضبة بدم ولدي الحسين ؟ فقال لها : خذي ونأخذ يافاطمة فرأيتهم يأخذون من دم شيبه وتمسح به فاطمة ناصيتها ، والنبي وعلي والحسن عليهم السلام يمسحون به نحورهم وصدورهم وأيديهم إلى المرافق ، وسمعت رسول الله يقول : فديتك ياحسين ! يعزوالله علي أن أراك مقطوع الرأس مرمل الجبينين دامي النحر مكبوبا على قفاك ، قدكساك الذارئ من الرمول(1)وأنت طريح مقتول ، مقطوع الكفين يابني من قطع يدك اليمنى وثنى باليسرى ؟ فقال : ياجداه كان معي جمال من المدينة وكان يراني إذا وضعت سراويلي
للوضوء فيتمنى أن يكون تكتي له ، فمامنعني أن أدفعها إليه إلا لعلمي أنه صاحب
هذا الفعل فلما قتلت خرج يطلبني بين القتلى ، فوجدني جثة بلارأس ، فتفقد
سراويلي فرأس التكة ، وقد كنت عقدتها عقدا كثيرة ، فضرب بيده إلى التكة فحل
عقدة منها فمددت يدي اليمنى فقبضت على التكة ، فطلب في المعركة فوجد قطعة
سيف مكسور فقطع به يميني ثم حل عقدة اخرى ، فقبضت على التكة بيدي اليسرى
كي لايحلها ، فتنكشف عورتي ، فحز يدي اليسرى ، فلما أراد حل التكة حس
بك فرمى نفسه بين القتلى فلما سمع النبي كلام الحسين بكى بكاء شديدا وأتى إلي بين القتلى إلى أن وقف نحوي ، فقال : مالي ومالك ياجمال ؟ تقطع يدين طال ماقبلهما جبرئيل وملائكة الله أجمعون ، وتباركت بها أهل السماوات والارضين ؟ أما كفاك ماصنع به الملاعين من الذل والهوان ، هتكوا نساءه من بعد الخدور ، وانسدال الستور
سودالله وجهك ياجمال في الدنيا والآخرة ، وقطع الله يديك ورجليك ، وجعلك في
حزب من سفك دماءنا وتجرء على الله ، فمااستتم دعاءه حتى شلت يداي وحسست
بوجهي كأنه البس قطعا من الليل مظلما ، وبقيت على هذه الحالة فجئت إلى هذا
البيت أستشفع وأنا أعلم أنه لا يغفر لي أبدا فلم يبق في مكة أحد إلا وسمع حديثه وتقرب إلى الله بلعنته ، وكل يقول : حسبك ماجنيت يالعين ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
وفي الهداية الكبرى لأبي عبد الله الحسين بن حمدان الخصيبي ص207-209-210 باختصار صغير
|
|
|
|
|