[حالم في الخريف]

ليس غريبا على شابهم الامرد ان يجهل ثم يعلم فطيش الشباب يثقل على عقله اذ تراه منشغلا بتصفيف شعره الاجعد القطط لعله يجد لنفسه شابة مشعرة او مرداء ((لافرق)) ما دامت تؤنس وحشته بدلا من ان يبقى منذ القدم وحيدا فريدا ((يهرول)) وحده على عرش ((يئط)) من ثقل كرشه الكبير التي تتلائم مع اصابعه الكبيرة التي ((يداعب بها الكواكب والنجوم)) فيقول صارخا (( انا الملك)) ((على ذمة ابي هريرة)) ..ولعل طريق ((النزول)) -الذي يسلكه ((كل ليلة الى السماء الدنيا)) والذي لا ندري بأية وسيلة تراه ينزل بثقله الذي ينوء بحمله الملائكة الغلاظ الشداد الذين ما تكاد ترتاح اكتافهم من حمل عرشه وكرشه حتى يحتاروا في كيفية صعوده ثانية - لعل طول الطريق قد جعله ينشغل عن المعرفة فلا يبقى لديه سوى ثلاث ساعات بحسب توقيت شيوخ الاعراب المحلي لينظر في اعمال عباده ومريديه فيغضب و ((يضحك)) ولست ادري ان كان يبكي او يقهقه ...وليس غريبا عليه الجهل فهو الذي يتوسل الى عباده ان يعرفوه قائلا انا ربكم فيقولون له وهم ينظرون اليه ((لست ربنا )) فلا نبرح حتى يأتينا ربنا((( فيكشف لهم عن سيقانه الخضر الفاتنة))) فيعرفونه من الجرب الذي اصابهما (((فأخضر))) لونهما فيقولون((( انت ربنا )))...
فمن كان ربه بهذه الصفات التي لا اتمناها لنفسي فحري به ان يؤمن ان هكذا رب تجري عليه الحوادث...
فيعرض عليه ما لا يعرف ليصير عارفا...
ويحدد لنفسه زمنا للنظر فيما يعرض عليه فيجري عليه الزمان ويخضع لعامل الوقت...
ويسبقه من يعتبرون خلقا وعبيدا له الى المعرفة فيعرضون عليه الاعمال بعدما امتلكوها قبله ...
اللهم اشهد... اني كفرت بشابهم الامرد... وآمنت برب محمد وآل محمد.. الواحد الاحد...
الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير