|
المراقب العام
|
رقم العضوية : 51892
|
الإنتساب : Jun 2010
|
المشاركات : 1,731
|
بمعدل : 0.32 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
كتاب بلا عنوان
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 20-10-2010 الساعة : 04:30 PM
أحسنتم استاذنا كتاب بلا عنوان كثيرا كثيرا ..
ولقد غاب عني مقصودكم الشريف في أصل هذا البحث ، ولم أكن أدري أنكم -استاذنا كاتب بلا عنوان- على هذه الدرجة من سعة الصدر وطول البال ، علاوة على موضوعيتكم في الطرح واتقانكم في الأداء ، مع الآخرين المخالفين ..
وأيا كان الأمر ، فإن البحث المتقن الذي سردمتوه أعلاه ، لستم بحاجة إليه بهذه الشدة والإتقان العلميين ، على ما أعلن ذلك علماء التاريخ والسير ؛ لمجموع سببين ..
الأول : إنّ الأصل هو المسامحة في أسأنيد الحوادث التاريخية ، بخلاف الشرعية ، لكن لا إلى درجة إلغاء السند والمستند ، فمرسلات الزهري الشرعية مثلا ، هي وإن كانت غير حجة ما لم يثبت اعتبارها من وجه آخر ، إلا أن مرسلاته التاريخية لا يتشدد العلماء فيها كثيرا فيما لو كان لها أصل ..
الثاني : الأصل التاريخي في بحثكم أعلاه موجود قطعا ؛ إذ قد تواتر -ولو إجمالاً- أن الصحابة من أمثال عمار وابن مسعود وابن عديس البلوي والجهجاه وعائشة وطلحة والزبير والأشر وعمرو بن الحمق وخلق لا يحصى منهم ، وحسبك عائشة ، كانوا خصوما أشداء لعثمان ، حتى قد ورد أن الفتق أصاب عمارا بسببب ضرب عثمان له ، وغير ذلك مما هو ثابت ، ككونه دفن في مقابر اليهود وإباء الصحابة أن يدفن في مقابر المسلمين ..
وغي الجملة فبحثكم أعلاه إنما ينطلق من منطلق هذا الأصل المتواتر ، غاية ما في الأمر أنه تواتر اجمالي لو تنزلنا عن التفصيلي ..
استاذي الفاضل ، أريد أن أقول : إنّ علماء التاريخ إنّما تساهلوا في كثير من الأسانيد التاريخية ، لوجود أصل لمضامينها غير قابل للإنكار ، وهذا هو الذي يسمى عند العلماء القرينة الخارجية ، وهي باتفاقهم جابرة لضعف السند أو للإرسال لو كان ، ومن ذلك أيضا التساهل في أحاديث الفضائل فيما لو كان لها أصل ، كما ذكر ابن تيمية مثلا ..
أريد أن أحسن الظن في الأخ يا رب الحسين وأقول أنه جاهل غير مطلع على مثل هذه المسائل والقواعد ، على أني أنبه إلى أنّ هذا المنهج يركز عليه كثيرا كثيرا كبار الوهابية اليوم ؛ أي منهج إلغاء القرائن التاريخية القطعية الجابرة لضعف السند لو كان ، حتى يضربون بأي خبر لا يعجبهم عرض الجدار ؛ ولذلك هم يقولون يجب الامساك عما شجر بين الصحابة ؛ إذا لمقصود تغييب القرائن الخارجية والكتم على انفاسها ..
على أنّي أشيد بكم أستاذنا حسن الصبر وطول الأناة ، ناهيك عن الدقة والاتقان ، أنّكم ترتقون ببحوثكم مع مثل الأخ يا رب الحسين إلى أعلى المستويات ..
فبورك بك ، وحشرك الله وإيانا مع مولى الموحدين ، علي بن أبي طالب صلوات الله عليه
|
|
|
|
|