اللهم صلِّّ على محمد وآل محمد
والأعتراف بالضعف أمام قوة المطلق،
ولا ينبغي له أن يكون تدخلاً وأمراً
يوجب الحصول في شؤون الخالق،
وإنما تبادل بالحب والشعور بالإخلاص
منه الفطري العفوي الصافي بصفاء النيه
ومنه الكسبي التعلّمي بعد فهم مفهومه ودلالته
ومنه الإيجابي يبث السرور ويمنح الرضا
حينما يتبادله في لحظات تحقيق الحاجات
وتبادلها بالود مع أخيه الإنسان،
الشكر والحمد وطلب المعونه
عند كل الحالات الخير منها والشر
فهو صوت المؤمنين ولغة العاشقين
وحبل نجاة الخائفين وأمان المستضعفين
وغفران المذنبين ومودة ورحمة للعارفين،
مع مالك القوة المطلقة غير المنظورة؛
وهوحالة اعتراف ذاتي بالضعف
مهما بلغ من القوة وامتلك سُبلها ،
وبما أن الإنسان دائما على عجل وغير كامل،
أي نسبي، يمتلك نسبة من الخطأ والخطيئة
فأنه يحتاج الى الدعاء مهما بلغ من قوة
السيطرة والتجبِّر والتكبِّر،
لذلك هو قوة الضعيف حينما تستلب
حقوقه ويُكسَر خاطره ويُعتدى عليه،
وكلما كانت النية صادقة كانت سرعة
أستجابته محققه لتحقق له الرضا ولو بعد حين،
صدق النية والتوجه الروحي والأيمان المطلق
بمن تناجي ولا يحدد بوقت أو مكان .
لإنه لغة تتعلق بالغيب والمستقبل،
وبدقة أكثر أنه مواجهة معرفية فهمية
لعملية التناغم مع الوجود بغاية
إيقاظ الروح والتمسك بجذورها،
فلا يعرف جمال الدعاء إلا من تذوقه،
الظاهر منه ...الأنسان بكونه يمتلك العقل ذا البصر والبصيرة،
والخفي منه ...ربما باقي المخلوقات الحيه أو الجامده
ولا يمكن الأستغناء عن الدعاء
أي تجسيد لعلاقة الجهد والدعاء،
حيث التأكيد على بذل الجهد والسعي أولا
وألاّ يكون الدعاء على أساس المجهول،
بل ضرورة أن يتوفر المعلوم من العلم أولاً
والفهم ثانياً ليكون الدعاء ثالثاً،
فهو لغة تعزيز للعمل الواجب تحقيقه،
ورفض للكسل والتثاقل والاتكال والاتكاء
هو أن تحاكي فيه ضميرك الحي
المتجول ما بين قلبك وعقلك،
حصلت على الرضا القادم منه،
وعليه يكون الدعاء حاجة لتعزيز الموجود
فلا تُحلّ المشاكل والعلل دون العمل،
حيث يكون الدعاء محكوماً بالعمل لا بالأمل،
فإذا عملت وأخلصت واستعنت به كسلوك حسن
يمنحك الراحة المضافة والعون على المصاعب
الدعاء طلب ذاتي وأستغاثه وصرخه للنجده
أُسُسُه مكنونات الذات الإنسانية،
ومكوناته صدق نوايا السلوك الإنساني،
وغايته إعطاء القيمة المضافة للصفاء الروحي والعلاقة الحميمه مع المحيط؛
الذي يعزز ثقافة الترابط الأخلاقي
دون نسيان العمل الخالص لوجهه الكريم