|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 39600
|
الإنتساب : Aug 2009
|
المشاركات : 60
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ينابيع الزهراء
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 04-08-2010 الساعة : 10:19 PM
تظن أن إمامك ليس مطلعا على حاجتك ؟
كان السيد محمد العاملي رحمه الله ابن السيد عباس (آل العباس شرف الدين ) يسكن في قرية جبشيت (من قرى جبل عامل ) ولكنه لكثرة تعدي الجائرين عليه خرج من وطنه خائفا هاربا مع شدة فقره ، وقلة بضاعته ،حتى أنه لم يكن عنده يوم خروجه إلا مقدار لا يؤمن قوت يومه ، وكان من شدة عفيه لا يسأل أحدا .
وساح في الأرض برهة من دهره ، ورأى في أيام سياحنه ، في نومه ويقظته ،عجائب كثيرة ، إلى أن انتهى أمره إلى مجاورة النجف الأشرف على مشرفها آلاف التحية والسلام ، وسكن في بعض الحجرات العالية من الصحن المقدس وكان فقيرا جدا ، ولم يكن يعرفه بتلك الصفة إلا قليل ،وقد توفي رحمه الله في النجف الأشرف بعد مضي خمس سنوات من يوم خروجه من قريته .
يقول أحد الذين عرفوه : كان أحيانا يراودني ، وكان كثير العفة والحياء يحضر عندي أيام إقامة التعزية ، وربمت استعار مني بعض كتب الأدعية لشدة ضيق معاشه ، حتى أنه في كثير من الأحيان لم يكن يتوفر له من القوت إلا تميرات ، وكان يواظب على الأدعية المأثورة لشعة الرزق حتى كأنه ما ترك شيئا من الأذكار المروية والأدعية المأثورة .
وعمل بعض أيامه على عرض حاجته على صاحب الزمان (عليه سلام الله الملك المنان ) أربعين يوما وكان يكتب حاجته ، ويخرج منه على النهر ، ويبعد عن طرف اليمين مقدار فرسخ أو أزيد ،بحيث لا يراه أحد ثم يضع عريضته في بندقة من الطين ويودعها أحد نواب الحجة (سلام الله عليه ) ، ويرميها في الماء إلى أن مضى عليه تسعة وثلاثون يوما حيث فعل ما كان يفعله كل يوم ورجع ، يقول : كنت في غاية الملالة وضيق الخلق وأمشي مطرقا رأسي ، فالتفت فإذا أنا برجل كأنه لحق بي من ورائي وكان من زي العرب ، فسلم علي فرددت عليه السلام بأقل مايرد ، وما ا لتفت إليه لضيق خلقي فسايرني مقدارا وأنا على حالي ، فقال بلهجة أهل قريتي : سيد محمد ماحاجتك ؟ يمضي عليك تسعة وثلاثون يوما تخرج قبل طلوع الشمس إلى المكان الفلاني وترمي العريضة في الماء تظن أن إمامك ليس مطلعا على حاجتك ؟
قال : فتعجبت من ذلك لأني لم أطلع أحدا على ما قمت به ، ولا أحدا رآني ، ولم يكن هذا الرجل من أهل جبل عامل خصوصا أنه لابس الكوفيه والعقال وهذا ليس مرسوما في بلادنا ، فخطر في بالي وصولي إلى المطلب الأقصى ، وفوزي بالنعمة العظمى ، وأنه الحجة على البرايا ، إمام العصر عجل الله تعالى فرجه.
وكنت سمعت قديما أن يده المباركة ناعمة إلى درجة لا تبلغها نعومة يد أحد من الناس ، فقلت في نفسي : أصافحه فإن كانت يده كما سمعت أصنع ما يحق بحصرته فمددت يدي وأنا على حالي لمصافحته ، فمد يده المباركة فصافحته ، فإذا يده كما سمعت ، فتيقنت الفوز والفلاح ، فرفعت رأسي ووجهت له وجهي ، وأردت تقبيل يده المباركة فلم أر أحدا.
|
|
|
|
|