|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 51050
|
الإنتساب : May 2010
|
المشاركات : 39
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
المسلم المؤدب
المنتدى :
المنتدى العقائدي
من مخازي وخرافات عثمان الخميس 10
بتاريخ : 28-07-2010 الساعة : 03:43 PM
الادعاء العاشر
أن رأس الحسين عليه السلام لم يُبعَث إلى يزيد بالشام
يقول الشيخ عثمان الخميس: (بقي أنه ذُكِر أن رأس الحسين أرسِل إلَى يزيد فهذا أيضًا كذب لَم يثبُت بل إنَّ رأس الحسين بقي عند عُبَيد الله في الكوفة) (حقبة من التاريخ ـ ص119).
أقول: قبَّح الله عثمان الخميس، ما أجرأه على الكذب والافتراء، دون أن يشعر بأن الجهل والحمق والغباوة قد ظهروا فِي مقاله بأجلى المظاهر، وأن الكذب الذي ينسبه إلى الشيعة عائد عليه، وقد تبيَّن مِن كل ما تقدَّم أن الخداع والتمويه هُما أفضل الأساليب التي يستخدمها لتشويه التاريخ وإنكار الثابت فيه، والنظرية الميكيافيللية ـ التي تقول إنَّ " الغاية تبَرِّر الوسيلة " ـ تبدو واضحة وجلِيَّة لِمن يقرأ كتابه " حقبة من التاريخ "، فالغاية عند الشيخ عثمان الخميس هي تثبيت شرعية خلافة يزيد بن معاوية وأنه أمير المؤمنين وأن الحق معه وأنه مغفور له، ولِهذا نجد الوسيلة عنده هي تخطئة الإمام الحسين عليه السلام، وإنكار وقوع الكرامات يوم قتله، وافتراء أنه عليه السلام أراد أن يضع يده في يد يزيد، وتكذيب النصوص التِي تنقل فسق يزيد، وتبرئته من قتل الحسين عليه السلام
وسبي النساء، وأخيرًا إنكار إرسال رأس الحسين عليه السلام إليه بالشام.
ولكي نزيد مِن غيظ الشيخ عثمان الخميس ننقل بعض الروايات وأقوال علماء أهل السنة التي تثبت إرسال رأس الحسين عليه السلام إلى يزيد ابن معاوية.
قال ابن كثير: البداية والنهاية ـ ج8 ص163: (وأما رأس الحسين رضي الله عنه، فالمشهور عند أهل التاريخ وأهل السير أنه بَعَث به ابن زياد إلى يزيد بن معاوية، ومِن الناس مَن أنكر ذلك، وعندي أن الأول أشهر).
وقال أيضًا: (اختلف العلماء بعدها في رأس الحسين، هل سيَّره ابن زياد إلى الشام إلى يزيد أم لا، على قولين، الأظهر منهما أنه سيَّره إليه، وقد ورد في ذلك آثار كثيرة) (ج8 ص154).
فعلى قول الشيخ عثمان الخميس يكون ابن كثير كاذبًا، ويكون ما قاله كذبًا.
وقال السيوطي: (ولَمَّا قتِل الحسين وبنو أبيه بَعَث ابن زياد برؤوسهم إلى يزيد) ( تاريخ الخلفاء ـ ص166).
وعن مُجاهد أنه قال: (لَمَّا جيء برأس الحسين، فوُضِع بين يدَي
يزيد، تمثَّل بِهذه الأبيات:
ليت أشياخي ببدرٍ شهدوا... جزع الخزرج فِي وقع الأسل
فأهلُّوا واستهلوا فرحًا ... ثُم قالوا لي هنيًا لا تسَل
حين حكت بفناء بركها ... واستحر القتل فِي عبد الأسل
قد قتلنا الضعف من أشرافكم...وعدلنا ميل بدر فاعتدل)
( ابن كثير: البداية والنهاية ـ ج8 ص154)
وجاء في كتاب " سِيَر أعلام النبلاء " عن حمزة بن يزيد الحضرمي أنه قال: (وقد حدَّثني بعض أهلنا أنه رأى رأس الحسين مصلوبًا بدمشق ثلاثة أيام) (سير أعلام النبلاء ـ ج3 ص319).
ولِهذا قال ابن كثير: (وأمر ابن زياد فنودِي الصلاة جامعة.. ثم أمَرَ برأس الحسين، فنُصِب بالكوفة، وطيف به في أزقتها، ثم سيَّره مع زحر بن قيس ومعه رؤوس أصحابه إلى يزيد بن معاوية بالشام، وكان مع زحر جماعة من الفرسان.. فخرجوا حتى قدِموا بالرؤوس على يزيد ابن معاوية) (البداية والنهاية ـ ج8 ص153. وانظر ابن الأثير: الكامل في التاريخ ـ ج3 ص436 , وأيضًا الطبري: تاريخ الأمم والملوك ـ ج3 ص338).
وقال ابن العماد: (ولَمَّا تم قتله ـ أي الحسين عليه السلام ـ، حُمِل رأسه، وحرم بيته، وزين العابدين معهم إلى دمشق كالسبايا) (شذرات الذهب في أخبار من ذهب ـ ج1 ص122).
وجاء في رواية ابن كثير: (فأوفده إلى يزيد بن معاوية، فوضع رأسه بين يديه، وعنده أبو برزة الأسلمي، فجعل يزيد ينكت بالقضيب على فيه ويقول:
يفلِّقن هامًا مِن رجال أعزَّة... علينا وهم كانوا أعق وأظلما
فقال له أبو برزة: ارفع قضيبك فوالله لَربَّما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعًا فيه على فيه يلثمه) (ابن كثير: البداية والنهاية ـ ج8 ص158. وانظر ابن الأثير: الكامل في التاريخ ـ ج3 ص437و 438. وأيضًا الطبري: تاريخ الأمم والملوك ـ ج3 ص298. وأيضًا ابن الجوزي: المنتظم في تاريخ الملوك والأمم ـ ج5 ص342).
وبِهذا المعنى جاء عن اليافعي قوله: (ثُم وُضِع الرأس المكرَّم بين يدي يزيد، فأمَر أن يُجعَل في طست..) (مرآة الجنان وعبرة اليقظان ـ ج1 ص109).
وفي تاريخ ابن الجوزي: (ثُم نصب رأس الحسين بالكوفة بعد أن طيف به، ثُم دعى زفر بن قيس، فبعث معه برأس الحسين ورؤوس أصحابه إلى يزيد) ( المنتظم في تاريخ الملوك والأمم ـ ج5 ص341).
قال ابن حجر: (فقاتل ـ أي الحسين عليه السلام ـ حتى قتِل، وقتله رجل من مذحج وجزر رأسه، فانطلق به إلى عبيد الله بن زياد فوفده إلى يزيد ومعه الرأس، فوُضِع بين يديه..) (تهذيب التهذيب ـ ج1 ص531).
وقال القسطلانِي: (ولَمَّا قتلوه ـ يعني الحسين عليه السلام ـ بعثوا برأسه إلى يزيد..) .
يقول الشيخ عثمان الخميس: (قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أول جيش يغزون مدينة قيصر مغفور لَهم ".. وكان هذا الجيش بقيادة يزيد بن معاوية) (حقبة من التاريخ ـ ص121).
أقول: لقد أضل هذا الرجل هواه، وأفسد عقله، وجانب الحق، واستجاب لِحنقه، وأراق آخر قطرة من دينه وحيائه، فضرب جَميع النصوص والروايات والأقوال المعتبَرة بعرض الحائط، واستنبط مغفرة الله ليزيد بن معاوية، متمسِّكًا بتعليل عليل دأب النواصب في الاستدلال به على اعتقادهم الفاسد بإيمان يزيد بن معاوية وفضله في الإسلام.
أما ادعاؤه هذا وما جاء به مِن الكلام الباطل، فيَرد عليه أمران:
الأمر الأول: إن هذا الكلام يدل على سخافة عقل الشيخ عثمان الخميس، وجهله بالتاريخ، وتوغُّله في الجهالة، وعِشقِه اللاَّ مَحدود ليزيد الخمور والقرود، لِذا نراه كالغريق الذي يتشبَّث بالطحلب أو بأرجل الضفادع، وكالطفل الذي يتخبَّط في الوحل.
الأمر الثانِي: لو كان يزيد بن معاوية مِن المغفور لَهم، فلماذا يا ترى
لَعَنَه علماء أهل السنة وحَكَموا عليه بأنه ناصبي، بل وذهب بعضهم إلى كُفرِه.
قال الذهبِي عن يزيد: (وكان ناصبيًّا، فظًّا، غليظًا، جلفًا، يتناول المسكِر، ويفعَل المنكَر..) (سير أعلام النبلاء ـ ج4 ص37).
وقال عنه عبد الله بن حنظلة: (إنَّه رجل ينكَح أمهات الأولاد، والبنات، والأخوات، ويشرب الخمر، ويَدَع الصلاة) (السيوطي: تاريخ الخلفاء ـ ص167. وانظر ابن الأثير:الكامل في التاريخ ـ ج3ص449و450 وأيضًا الذهبي: سير أعلام النبلاء ـ ج3 ص324).
وجاء عن الشوكانِي قوله: (.. الخمير السِّكِّير الهاتك لحرم الشريعة المطهرة يزيد بن معاوية) (نيل الأوطار من أحاديث سيد الأخيار ـ ج7 ص176).
وذكر ابن العماد الحنبلي قول التفتازانِي في " شرح العقائد النسفية ": (اتفقوا على جواز اللعن على مَن قتَل الحسين أو أمر به أو أجازه أو رضي به، قال: والحق أنَّ رضا يزيد بقتل الحسين واستبشاره بذلك وإهانته أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مِمَّا تواتر معناه وإن كان تفصيله آحادًا، قال: فنحن لا نتوقف في شأنه، بل في كفره وإيمانه، لعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه) (شذرات الذهب في أخبار من ذهب ـ ج1 ص123).
ولِهذا قال السيوطي: (فقتِل ـ أي الحسين عليه السلام ـ وجيء برأسه
في طست، حتى وُضِع بين يدَي ابن زياد، لعن الله قاتله وابن زياد معه ويزيد أيضًا) (تاريخ الخلفاء ـ ص165).
وقال ابن العماد: (ولَمَّا تم قتله، حُمِل رأسه، وحرم بيته، وزين العابدين معهم إلى دمشق كالسبايا، قاتل الله فاعل ذلك وأخزاه، ومَن أمر به، أو رضيَه) (شذرات الذهب في أخبار من ذهب ـ ج1 ص122).
وعن الفقيه الشافعي الكيا الهراسي أنه قال عن يزيد: (وأما قول السلف، ففيه لأحمد قولان تلويح وتصريح، ولِمالِك قولان تلويح وتصريح، ولأبِي حنيفة قولان تلويح وتصريح، ولنا قول واحد التصريح دون التلويح، وكيف لا يكون كذلك وهو اللاعب بالنرد والمتصيِّد بالفهود ومُدمِن الخمر، وشِعره في الخمر معلوم..) (ابن خلكان: وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان ـ ج3 ص287).
قال ابن كثير: (وقد استدل بِهذا الحديث وأمثاله مَن ذهب إلى الترخيص في لعنة يزيد بن معاوية، وهو رواية عن أحمد بن حنبل اختارها الخلال وأبو بكر عبد العزيز والقاضي أبو يعلى وابنه القاضي أبو الحسين، وانتصر لذلك أبو الفرج ابن الجوزي في مصنف مفرد وجوَّز لعنته..) (البداية والنهاية ـ ج8 ص179).
وقال ابن العماد: (وقال رجل في حضرة عمر بن عبد العزيز: أمير المؤمنين يزيد، فضربه عُمَر عشرين سوطًا. واستفتِي الكيا الهراسي فيه، فذكر فصلاً واسعًا مِن مَخازيه حتى نفدت الورقة، ثُم قال: ولو مُددت ببياض لَمددت العنان في مخازي هذا الرجل..) (شذرات الذهب في أخبار من ذهب ـ ج1 ص123و124).
قال ابن حجر الهيتمي: (اعلم أنَّ أهل السنة اختلفوا في تكفير يزيد ابن معاوية.. فقالت طائفة إنه كافر، لقول سبط بن الجوزي وغيره: المشهور إنه لَمَّا جاءه رأس الحسين رضي الله عنه جَمَعَ أهل الشام وجعل ينكت رأسه بالخيزران وينشد أبيات الزبعرى " ليت أشياخي ببدرٍ شهدوا ".. وقال ابن الجوزي فيما حكاه سبطه عنه: ليس العجب من قتال ابن زياد للحسين وإنما العجب من خذلان يزيد وضربه بالقضيب ثنايا الحسين، وحَمله آل رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا على أقتاب الجِمال.. وعلى القول بأنه مسلم، فهو فاسق شرير سكير جائر.. وبعد اتفاقهم على فسقه اختلفوا في جواز لعنه.. فأجازه قوم منهم ابن الجوزي، ونقله عن أحمد وغيره..) (الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة ـ ص330-332).
وقال ابن تيمية: (وأما أبو الفرج بن الجوزي فله كتاب في إباحة لعنة يزيد..) (منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية ـ ج2 ص253).
أقول: وقد اعترف الشيخ عثمان الخميس نفسه بأن هناك مَن أجاز لَعن يزيد بن معاوية، حيث قال: (وهناك مَن يُجَوِّز لعن يزيد بن معاوية وهناك مَن يَمنَع) (حقبة من التاريخ ص120).
فهل إنَّ الناصبِي والذي يَجوز لعنه مغفور له فِي رأي الشيخ عثمان الخميس؟! وهل إنَّ العلماء الذين لعنوا يزيد بن معاوية وحكموا بكفره ونصبِه وفسقه لَم يطَّلِعوا على حديث مغفرة الله لأوَّل جيش يغزو مدينة قيصر ولَم يعلموا بأنَّ يزيد كان قائدًا على هذا الجيش؟! فاطَّلع على ذلك ـ فقط ـ الشيخ عثمان الخميس وعلم بأنَّ الله تعالى قد غفر له!!
أما ما يتعلَّق بالحديث الذي أورده والذي يفيد أنَّ أوَّل جيش يغزو مدينة قيصر مغفور له، فغير صحيح عند الشيعة، بل ومع كونه مروِيًّا في صحيح البخاري إلا أنه ينبغي على الباحث المنصف أن يتوقف بشأن هذا الحديث قبل الأخذ به والتسليم بصحته، وذلك لأن السَّند يشتمل على غير واحد من المجروحين، مثل " يحيى بن حمزة الحضرمي " الذي يُعَد من القدرية ـ المنحرفين في نظر الشيخ عثمان الخميس ـ (انظر الذهبي: ميزان الاعتدال في نقد الرجال ـ ج4 ص369. وأيضًا ابن حجر العسقلاني: تهذيب التهذيب ـ ج6 ص129)، وكذلك " ثور ابن يزيد الكلاعي " الذي كان من النواصب، ذكره الذهبي في الميزان وقال عنه: (قال ابن معين: ما رأيت أحدًا يشك أنه قدري.. وكان
ضمرة يحكي عن ابن أبِي رواد أنه كان إذا أتاه مَن يريد الشام قال: إنَّ بِها ثورًا فاحذر لا ينطحك بقرنيه.. وقال أحمد بن حنبل: كان ثور يرى القدر وكان أهل حمص نفوه وأخرجوه.. وقال سلمة بن العيار: كان الأوزاعي سيئ القول في ثور..)(ميزان الاعتدال في نقد الرجال ـ ج1 ص374).
وجاء في " تهذيب التهذيب " في ترجمة " ثور بن يزيد ": (.. ويُقال إنه كان قدريًّا وكان جدُّه قتِل يوم صفين مع معاوية، فكان ثور إذا ذكر عليًّا قال: لا أحِب رجلاً قتل جدِّي.. وقال أبو مسهر وغيره: كان الأوزاعي يتكلم فيه ويهجوه.. وقال أبو مسهر عن عبد الله بن سالِم: أدركت أهل حمص وقد أخرجوا ثور بن يزيد وأحرقوا داره لكلامه في القدر) (ابن حجر العسقلاني: تهذيب التهذيب ـ ج1 ص344و345).
فمن غير البعيد أن تكون الرواية ـ بسندها ومتنها ـ قد وُضِعَت وافتعِلَت من قبل هذا الناصبِي الجلف الذي يحمل في نفسه البغض والحقد على أمير المؤمنين علي بن أبِي طالب عليه السلام، لا سيما إذا لا حظنا أنَّ جدَّه كان من أتباع معاوية بن أبِي سفيان، فيكون حفيده من الموالين ليزيد بن معاوية.
ولو سلَّمنا جدلاً بصحة الحديث، فإنه لا بد مِن تقييده بِمَن وُجِد فيه شرط المغفرة، لا كل مَن هَب ودَب مِن أفراد الجيش، ويدل على ذلك
ما قاله ابن حجر عند شرحه للحديث: (قال المهلَّب: في هذا الحديث منقبة لمعاوية لأنه أول مَن غزا البحر، ومنقبة لولدِه يزيد لأنه أول مَن غزا مدينة قيصر، وتعقَّبه ابن التيِّن وابن المنير بِما حاصله: أنه لا يلزم مِن دخوله في ذلك العموم أن لا يَخرج بدليل خاص، إذ لا يَختلف أهل العلم أن قوله صلى الله عليه وسلم " مغفور لَهم " مشروط بأن يكونوا مِن أهل المغفرة، حتى لو ارتد واحد مِمَّن غزاها بعد ذلك لَم يدخل في ذلك العموم اتفاقًا، فدل على أن المراد لِمَن وُجِد شرط المغفرة فيه منهم) (فتح الباري في شرح صحيح البخاري ـ ج6 ص127و128).
على أنَّ ابن الأثير يُبيِّن لنا الظروف التي صاحبت هذه الغزوة والتي أجبَرت يزيد بن معاوية على الخروج، حيث إنه لَم يَخرج باختياره ومحض إرادته، وحتى عند خروجه لَم يكن قاصدًا رضا الله تعالى وثوابه.
قال ابن الأثير: (سَيَّر معاوية جيشًا كثيفًا إلى بلاد الروم للغزاة، وجعل عليهم سفيان بن عوف، وأمَر ابنه يزيد بالغزاة معهم، فتثاقل واعتل، فأمسَك عنه أبوه، فأصاب الناس في غزاتهم جوع ومرض شديد، فأنشأ يزيد يقول:
ما أن أبالِي بِما لاقت جموعهم... بالفرقدونة من حمى ومن موم
إذا اتكأت على الأنماط مرتفقًا ... بدر مران عندي أم كلثوم
وأم كلثوم امرأته وهي ابنة عبد الله بن عامر، فبلغ معاوية شِعره، فأقسم عليه ليلحقنَّ بسفيان في أرض الروم ليصيبه ما أصاب الناس، فسار ومعه جَمع كثير أضافهم إليه أبوه..) (الكامل في التاريخ ـ ج3 ص314).
كانت هذه هي آخر الشبهات والادعاءات والاعتراضات التي أثارها الشيخ عثمان الخميس حول واقعة الطف، وقد أجبنا عنها بأوضح دليل وأجلى برهان، مقتصرين على قدر ما يسعه المقام، تجنبًا للإطالة وطلبًا للاختصار، وفيما قدمنا كفاية لِمن أراد اتباع الحق ونيل الهداية، واجتناب الغواية.
|
|
|
|
|