وتمكن جيف كاي أثناء زيارته لبغداد
في حزيران من تحقيق الاتصال المنشود بين الجماعة اليهودية والقوات الأمريكية في بغداد.وتنظيمات مايسمى المقاومة ... وحصل أيضاً على معلومات إضافية حول "محفوظات الجماعة اليهودية"، التي "صادرتها" السلطات العراقية "في السبعينات" وقدم كاي نتائج رحلته في حزيران إلى مجلس مدراء الوكالة اليهودية وإلى رئيس الوزراء، أرييل شارون
. تقوم "جمعية معونة المهاجرين العبريين" بإعادة كتابة التاريخ وتوزيع "النعم" على من تشاء وبسخاء، ففي تقديمها لموضوع اليهـود في العراق كتبت تقول أن جذور هؤلاء "كانت تعود إلى قرون عندما كانت بلادهم تسمى سومر... مسقط رأس إبراهيم، أب اليهودية، المسيحية، .....وتصف المنطقة آنذاك بأنها كانت "غنية بالحضارات التي كانت تعمل بشكل ديموقراطي وتشاركت بالآداب والشعر وبنت المعابد وطبقت أنظمة زراعية وصحية حديثة". ونستطيع أن نفهم لماذا أقحمت "الديمقراطية" في هذه الجنة، فـ "العراق اليوم يعيد البناء من الحرب. فالدمار المادي، إلى جانب ندوب لا يمكن محوها جاءت نتيجة سنين لحكم ديكتاتوري قمعي، وهو ما جعل الأربعة والثلاثين يهودياً، البقية الباقية في العالم من أصول سامية، بأمس الحاجة إلى المساعدة من الخارج". هذا الخطاب، الذي تتبناه الجمعية، لا علاقة لـه بالأديان الثلاثة المذكورة ولا بالتاريخ.الهدف هو "التأكيد" أن اليهود في كل مكان ... حتى سومر وإدانة العراق، الذي انعدمت فيه "الديموقراطية" منذ زمن سومر حتى تحريره من قبل الولايات المتحدة.
(ميمري)،
افتتح في بغداد بعد الاحتلال الأمريكي مكتب في شارع أبو نواس، واعتبره البعض أول وجود علني للإسرائيليين في بغداد منذ سقوط العاصمة في التاسع من نيسان، إذ ذكر منذ البداية أن هذا المكتب مرتبط بـ "مؤسسة الشرق الأوسط للإعلام والأبحاث" (ميمري)، وهي المنظمة الأهلية التي أسست في واشنطن عام 1998، ولها فروع في لندن، برلين، والقدس، "تهدف إلى متابعة وسائل الإعلام المحلية في الشرق الأوسط وترجمة ما يصدر عنها إلى اللغة الإنجليزية وتحليل الاتجاهات السياسية، الأيديولوجية، الاجتماعية، الثقافية، والدينية في المنطقة". وتترجم المؤسسة مواداً من "العربية، الفارسية، والعبرية"، وتصدر ثلاث سلاسل من المنشورات هي: "التقصي والتحليل "تقارير خاصة"و"رسائل أخبارية خاصة، وهذه الترجمات ترسل مجاناً بالفاكس أو البريد الإلكتروني. وعلى الأغلب أن الكشف عن افتتاح المكتب جاء بعد أن
ذكرت ميمري نفسها في أحد تقاريرها المؤرخ السابع والعشرين من آب أنه يعتمد على رسائل إخبارية قام بجمعها "مكتب ميمري في بغداد". وقد كتب هذا التقرير نمرود رفائيلي، وهو على ما يبدو إسرائيلي، ربما من أصل عراقي"الرسائل الإخبارية" تعتمد على صحف بدأت بالظهور في العراق بعد الاحتلال، وبالإمكان الاستنتاج أن مكتب ميمري بدأ ممارسة نشاطه على الأقل منذ بداية شهر تموز 2003، بعد فحص تواريخ المقالات المجموعة من هذه الصحف.
مؤسس "ميمري" هو الكولونيل ييغال كارمونالذي خدم في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية لسنوات عديدة وكان أحد الأعضاء الرئيسيين في "الوحدة 504"، المسؤولة عن تجنيد العملاء في الأراضي المحتلة، وحسب تيمور غوكسل قائد قوات الأمم المتحدة في لبنان، كانت هذه الوحدة مسؤولة عن قيادة "جيش لبنان الجنوبي". وكان عضواً في "الرابطة الدولية لمناهضة الإرهاب والأخصائيين الأمنيين" وأثناء عمله في الاستخبارات العسكرية التحق بالجامعة العبرية وكتب رسالة ماجستير عام 1987 حول "مفتي القدس الحاج أمين الحسيني وألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية". وعمل منذ عام 1988 كمستشار للإرهاب في حكومة يتسحاق شامير، وشارك في الوفد الإسرائيلي لمفاوضات مدريد. حول اتفاقيات أوسلو قال: "هذه الاتفاقيات مريعة" وحمل أيضاً موقفاً مناوئا حتى من "اتفاقية الخليل" الفرعية، التي خسر الفلسطينيون بإبرامها السيادة الكاملة على الحرم الإبراهيمي وجزءاً كبيراً من البلدة القديمة للخليل ووافق موقعوها على "مجابهة المنظمات الإرهابية بشكل منظم وفعال"، وكان كارمون يريـد أن تحدد هذه المنظمات بالاسم في الاتفاقيــة وبين الأعوام 1994-1996 تعاون مع بيني بيغن، ابن ميناحيم بيغن والقائد السابق لحزب حيروت اليميني المتطرف. وما يمثله كارمون بمؤسسته ميمري ليس موقفاً سياسياً محدداً، كرفض اتفاقيات أوسلو، بقدر ما هو تضليل للرأي العام العالمي لإخفاء الأهداف الحقيقية لوجود إسرائيل وعلاقتها الاستراتيجية بالولايات المتحدة، هذا هو المبدأ وراء أشكال الخطاب السياسي
______________-
اخيرا
حقاً،
لعلمنا لعصرنا ن الزواج القسري المنكود بين "مسيحية" سيئة الحظّ مختلطة وبين السفسطة الهيلنستية من جهة والشوفينية التوراتية الحاقدة الضاله من جهة أخرى، وعلى قاعدة القيم الوحشية لعصر الرق...... ذلك الزواج قد أعيدت "يقظةُ!" محصلاته كيما يصير الرب الحقيقي هو المال رمز تملك الثورة الفوارة بالدم الإنساني المغدور!.. فهل سيكفي هذا لنجوع البقاء الحضاري للبشرية؟!
إن اجتزاء أية واقعة من سياقها العام، أو تجريد أي تعبير فكري/ فني من وظيفته الأيديولوجية داخل مثل ذلك السياق، لهما أمران ينمان: إما عن الجهل وإما عن "زعبرة" معرفية متعمدة.
إن طبيعة الصراعات التي كانت تدور آنذاك في مجموع "القارة الناهضة!"، ومنها انكلترا، حيث كان اليهود يشتغلون بتجارة المال الربوية- كاستجابة لظروفهم الخاصة- فيمولون مختلف الأطراف المتصارعة، ويقفون أخيراً إلى جانب المنتصر عبر توظيف أموالهم في خدمة سلطته.. كل ذلك هو ما يجب أن يكشف لنا عن سر الحركة الصهيونية التورتية ...
لقد تمكنت الولايات المتحدة (ولاحقاً سندعوها "أميريكا" وحسب) من أن تعيد بناء النظام الرأسمالي العالمي المنهار عقب الحرب العالمية الثانية، وأن تقوده وفق مقتضيات جديدة من تطور الفعالية ذاتها -وعلى الطريقة الأميريكية- تحت شعار: (مواجهة الخطر الشيوعي) ممثلاً في الاتحاد السوفييتي السابق ومجموعة الدول التي صارت متحالفة معه وتدور في فلكه. وقد عرفت هذه المرحلة بمرحلة الحرب الباردة. ويكشف تاريخ استيطانها عن أساسها الثقافي/ الاجتماعي المتهافت. فقد تشكل مستوطنوها الأوائل من المنفيين المحكومين في بلدانهم، ومن المغامرين المرتزقة الباحثين عن الثروة بالنار والبارود.. وما إن استقر هؤلاء بعد مذابح إبادات الهنود الحمر حتى نشطت فيها، وإليها، عمليات النخاسة الواسعة التي قامت على استرقاق الأفارقة المخطوفين بكثرة من قارتهم، واستخدامهم في عمليات الإنتاج الزراعي وملحقاته كعبيد محرومين من كل حقوق.. وبقية القصة معروفة!
وعليه، فإن قيم "الكاوبوي" الباحث عن الثروة عبر فوهة مسدسه هي في الواقع سمة النظام العلائقي المعياري الذي يحكم ويوجه التعامل الأميريكي: داخلياً وخارجياً. وتتضمن تلك القيم نزعة العرقية والعنصرية لدى غالبية الأوربيين "البيض" تجاه من عداهم.. وفي مجموعة هذه الأطر، وعلى أسسها، يتم تشكل "ثقافة" أميريكا، في الوقت ذاته الذي تتشكل فيه سيكولوجيا الأفراد، وتتهجن سيكولوجيات المجموعات الوافدة من أصول غير أوربية! ومن هذا كله نشأت "ذرائعية" وليم جيمس وتابعيه باعتبارها فلسفة متكاملة لهذا الخليط وانطلاقاً من إجماليّ هذا الوضع الاجتماعي الخاص، وتكوينه شبه الشاذ، كان امتلاك التفوق في تكنولوجيا القوة -ممثلة في أعتى آلة حربية في التاريخ حتى الآن...................