|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 42203
|
الإنتساب : Sep 2009
|
المشاركات : 7,808
|
بمعدل : 1.36 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
آمالٌ بددتها السنونْ
المنتدى :
المنتدى العام
بتاريخ : 13-06-2010 الساعة : 10:11 AM
إن غريزة حب الذات والتي هي مجال حديثنا غريزة متجذرة في نفس الإنسان لا يمكن إنكارها أو التنكر لها بل ربما تكون هي أصلاً وأمناً لبقية الغرائز الأخرى رغم أن النظرية الماركسية تتنكر لها .
إذن كيف يجب أن يكون موقفنا تجاه غريزة حب الذات ؟ هل نطالب الإنسان أن يتنكر لها ويفكر في مجتمعه فقط ، أم يطلق العنان لها ؟
لقد أودع الله هذه الغريزة في الإنسان وعن طريق هذه الغريزة يحمي الإنسان نفسه ويخاف على حياته ، فإذا لم يحب نفسه فلن يحب الخير لذاته ولن يدفع الشر عن نفسه ، وإذا أفرط في حب ذاته فإنه يضر نفسه ومجتمعه فيستعمر الآخرين ويستثمر جهودهم ويعتدي على ممتلكاتهم وحقوقهم ، هذا شيء طبيعي .
فلأن الإنسان عنده غريزة حب الذات فإنه يتحين الفرص ليأخذ من الآخرين لذاته
فليس من المعقول أن نفتح المجال ونطلق العنان للإنسان حتى يمارس هذه الغريزة كيفما يشاء .
إذن ما هو الطريق ؟
الطريق الصحيح ما اختاره الإسلام للبشرية ، انظروا إلى الحل الرائع الذي يقدمه الإسلام لهذه المشكلة المستعصية في حياة الإنسان ، الإسلام يقول يجب أن نطور مفهوم حب الذات عند الإنسان ، بعبارة أخرى : الإسلام يرشد الإنسان إلى الطريقة الصحيحة لحب ذاته وخدمة نفسه . كيف ؟
الإنسان لديه نظرة أنه يمتلك فرصة واحدة في الحياة الدنيا ولا يوجد فرصة سواها كل واحد يعيش فترة في هذه الحياة ثم تنتهي مدته وينتهي كل شيء .
وحينما تتمكن هذه الفكرة من الإنسان ويتصور أن حياته فقط في الدنيا ، فإنه يبني حساباته على هذا الأساس فما دامت الفرصة الوحيدة أمامي هذه الدنيا وأنا أحب ذاتي وفي الدنيا شهوات ولذات ومتع وأهواء ومصالح فالنتيجة الحاصلة هي أن أمتع نفسي وأوفر لها كل ما تحتاج من الشهوات واللذات ولو كانت على حساب الآخرين .
ولذا فالإسلام يوجه الإنسان ويقول له انتبه إن هذه الفكرة هي مكمن خطأك ومصدر شقائك من قال لك أنك تعيش سنوات ويأتي الموت ويسدل الستار على مسرحية الحياة ؟
هل الله يوجد هذه الحياة من أجل أن يعيش الإنسان سنوات ثم يمضي وكأنه لم يكن شيء ؟
( أفحسبتم إنما خلقناكم عبثاً وإنكم إلينا لا ترجعون )
الإسلام يخاطب الإنسان ويقول : أيها الإنسان وجودك في هذه الحياة ما هو إلا وجود مؤقت ما هو إلا مرور سريع في هذه الدنيا أمامك حياة أخرى وما دمت تحب نفسك فيجب أن تخدمها في الدارين في هذه الدنيا تعيش خمسين أو ستين أو سبعين سنة ولكنك في الآخرة ستعيش دار الخلود ملايين السنين ، فإذا كنت تحب نفسك هل من العقل في شيء أن تسعد مائة سنة وتشقى مليون سنة ؟
|
|
|
|
|