عرض مشاركة واحدة

المحاور الاسلامي
مــوقوف
رقم العضوية : 51104
الإنتساب : Jun 2010
المشاركات : 79
بمعدل : 0.01 يوميا

المحاور الاسلامي غير متصل

 عرض البوم صور المحاور الاسلامي

  مشاركة رقم : 43  
كاتب الموضوع : المحاور الاسلامي المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-06-2010 الساعة : 04:43 PM




اجيب اولا على من تمسك بعصمة النبي عليه الصلاة والسلام حيث اني اولا لم اقل ان الاية الكريمة هي دليل العصمة لا من بعيد ولا من قريب , حتى يقول قائلكم اني اقدح بالنبي عليه الصلاة والسلام فعصمته عليه الصلاة والسلام عصمة شرعية لا يقول ولا يفعل إلا عن وحي , اما حاله بابي و امي قبل البعثة كان مثالا للامة جمعاء مع انه لم يكن تكليف آنذاك , ثم اين قلت انه عليه الصلاة والسلام كان كالجاهلية ؟ الله المستعان ألم اقل انه عليه الصلاة والسلام امتاز بصفات اهلته للنبوة فهو صفوة الله والامر الذي لم يدع لأعدائه عليه الصلاة والسلام آنذاك إلا اتهامه بالسحر والجنون وليس لهم عليه مثلبة , ثم متى اني قلت على شخص غير المعصوم فمعناه انه يرتكب الذنوب وما حرم الله ؟ كما اني لم انفي العصمة عن النبي عليه الصلاة والسلام بل قلت اصبح نبيا وبشر بالوحي بعد عامه الاربعين , بل انكم قلتم ان المعصوم لا ينسى ولا يسهوا و لا يجتهد في أي امر ديني و دنيوي .

وأما قولكم في قوله تعالى {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب : 33] دليل العصمة التي بيناها سابقا من الصفات وما يقصدها الشيعة فهو باطل وهذا التأويل له نزعة مذهبية استندت بالاصل على دليل عقلي على فرض وجود شخص معصوم او ما يسمى باللطف .

فقال تعالى {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} [النساء : 59] , وقال تعالى {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ } [آل عمران : 7] فالايه المذكورة ( اية التطهير ) هي عين المتشابهات فلذا من سولت له نفسه أولها على ما يريد فكيف تكون الاية الكريمة دليل على اصل من اصول الدين وهو لا يرتقي الى مرجوح فضلا عن الراجح ؟! , فان اختلفنا في شيء فرجعنا الى كتاب الله والى محكم كتابه لأن هذا اصل ( العصمة ) وهذا ما امرنا الله به لأن المتشابه لم يكن فيه البيان الكافي للايضاح واخذ اصول الدين منه , ولأن الله جل علاه امرنا بالرجوع الى كتابه الذي قال فيه {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة : 185] وقال ايضا {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة : 2] فيكفينا كتاب الله عز وجل كما قال {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [العنكبوت : 51]
والقرآن الكريم مفسر لبعضه بعضا وما اجمل في موضع بين في موضع آخر وبينا ان الله امرنا بالرجوع الى كتابة فما اختلفنا فيه من الفاظ او معاني في القرآن الكريم فنعرضها على محكم كتاب الله ولقوله تعالى {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} [هود : 1] ولا نجد فيه تناقض او تعارض ولقوله جل في علاه {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء : 82]
فالاية الكرمية {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب : 33] ان من يحتج بها فهو كالذي يحتج ويقول ان الله نهى عن الصلاة محتجا بقوله تعالى {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ} [الماعون : 4] و لأننا ومهنجنا هو ايضاح القرآن بالقرآن فنقول له اكمل قوله تعالى {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون : 5] فبين الله عز وجل لمن الويل , حيث منهجية الاقتطاع والقصر وحصر المفهوم لكلمة او لفظة في آية ما على التأويلات التي لم تستند الى كتاب الله ومحكمه فهي منهجية الذين في قلوبهم زيغ .

فنجد في قوله تعالى {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب : 33] ليس لها علاقة لا بالعصمة لأي كان ولا ألاثني عشر ( على فرض وجود الغائب )

والدليل كما يلي

(( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (29) يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (31) يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34)

فدليل السياق والسباق الكلام على ازواج النبي عليه الصلاة والسلام , فمن أين حشر الاثني عشر هنا ؟ والدليل ايضا على الكلام كله في ازواج النبي الاكرم عليه الصلاة والسلام هي لفظة - اهل البيت – فبأي قرينة استدليتم على ان اهل البيت ( هنا او أي موضع اخر ) هو حصرا في الاثني عشر ( وعلى فرض وجود الغائب ) حيث ان الله عز وجل بدأ بخطاب النبي عليه الصلاة والسلام معلما ازواجه موصّي لهن ومطهرهن ومؤدبهن والى ان قال جل في علاه (إنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ ) أي معللا لما قبله من الوصية و الاوامر لأزواج النبي , أي لماذا تلك الايات وما فيها من تزكية وخطاب مباشر لزوجاته صل الله عليه وسلم قال انما ثم علل بـ ( ليذهب ) واللام هنا للتعليل كما قال تعالى {فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [التوبة : 55] فبين الله ان تلك الاموال و الاولاد التي عندهم جعلها الله فتنة وعذاب لهم ,
ويفسر هذا ان الحصر هنا لا الحصر على الاشخاص بل الحصر على ارادة التطهير واذهاب الرجس مما كان يامر به ويوصي به الله جل جلاله لأزواج النبي صل الله عليه وسلم , هذا ان كانت انما تفيد الحصر دائما ولقوله تعالى {إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ} [محمد : 36] فهل الحياة لعب ولهو فقط ؟!

وفيما تماسك الايات في اللفظ والمعنى عندما كان الخطاب للنبي عليه الصلاة والسلام وازواجه معا كان الخطاب بلفظ الذكور لأنه في اللغة العربية عندما يكون الخطاب او الكلام لألف امرأة ورجل واحد يكون الخطاب بالتذكير وهذا مما يبين ان اهل البيت هنا النبي عليه الصلاة والسلام وازواجه المطهرة , فلنبين هذا من كتاب الله ومن اهل البيت المعنين ؟


اهل البيت لغة

قال الخليل (1) أهل الرجل زوجه ،والتأهل والتزويج (2) .
وتقول العرب : أهلك الله في الجنة ايهالاً : أي أدخلكها وزوجك فيها واهلك الله للخير تأًهلاً .
وأهل الرجل أخص الناس به ، وأهل البيت سكانه وأهل الإسلام من يدين به ، وأهل الأمر ولاته (3) .
أما الآل : فجاء في معجم مقاييس اللغة في قوله : آل الرجل أهل بيته ، لأنه إليه مآلهم وإليهم مآله ، وهذا المعني قولهم يآل فلان (4) .
وقال الجوهري 5) وآل الرجل أهله وعياله ،وآله أيضاً أتباعه (6) .
وقال ابن منظور : (( وآل الرجل أهله ،وآل الله ورسوله أولياؤه ، أصلها آهل ثم إبدلت الهاء فصار في التقدير أال فلما توالت المهزتان أبدلت الثانية ألفا)) (7) .
وجاء في المفردات في غريب القرآن : الآل مقلوب من الأهل ويستعمل في من يختص بالإنسان إختصاصاً ذاتياً ، إما بقرابة قريبةأو موالاة قال عز وجل : { وآل إبراهيم وآل عمران } . وقال : { أدخلوا آل فرعون أشد العذاب }.
أما البيت : فبيت الرجل داره وقصره وشرفه (8) .
قال ابن منظور: بيت العرب شرفها ، والجمع البيوت(9) .
والبيت التزويج : يقال بات الرجل يبيت إذاتزوج (10) .
فمما تقدم يتضح أن لآل والأهل والبيت كلها ألفاظ مترادفة تدل علي معنى واحد .

_________________________________________________
1) هو : الخليل بن احمد عمرو بن تميم الفراهيدي الأزدي اليحمدي ، أبو عبد الرحمن إمام اللغة والأدب ، وواضع علم العوض وهو أستاذ سيبويه ولد في البصرة سنة مائة ومات فيها سنة 170هـ . انظر وفيات الأعيان ( 1/ 172) والأعلام ( 2/ 314) .
2) كتاب العين (4/ 89) وانظر معجم مقاييس اللغة ( 1/ 151ـ 125) .
3) انظر الصحاح للجوهرى ( 4/1628 ـ 1629) ولسان العرب ( 11/ 28) مادة أهل والقاموس المحيط للفيروز آبادى (1245) وأساس البلاغة للزمخشري (11) .
4) معجم مقاييس اللغة ( 1/ 161) .
5) هو : إسماعيل بن حماد التركي أبو نصر ، اللغوي ، أحد أئمة اللسان ، اكثر الترحال ثم سكن نيسابور ، قيل أنه مات متردياً من سطح داره في سنة 393 هـ . انظر العبر للذهبي ( 2/ 184) وشذرات الذهب ( 3/ 142) .
6) الصحاح ـ ( 4/ 1672 ـ 1628) .
7) لسان العرب ( 11/31) مادة أهل
8) النهاية لابن الأثير ( 1/ 170) .
9) لسان العرب ( 2/ 15) مادة بيت .
10) الصحاح ( 4/ 1628) وانظر لسان العرب ( 2/ 15) مادة بيت
__________________________________________________ _____

اهل البيت شرعا , وخير الشرع كتاب الله

قال تعالى {وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} [النحل : 103] وقال ايضا {قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [الزمر : 28]
فأشرنا الى معنى اهل البيت لغتا واشار الله عز وجل الى لغة القرآن الكريم العربية الذي بينا في وجوب الاحتكام اليه فلنرى كيف تناول القرآن الكريم لفظ اهل البيت
قال تعالى

فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ) (القصص:29) ولم يكن معه ساعتها غير زوجته.

قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (هود:72). وهذا قول سارة زوجة إبراهيم ( ع). فبماذا إجابتها الملائكة ؟ وتحت أي وصف أدخلتها ؟ : قَالوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ(هود:73) .
وقالت أخت موسى  لـفرعون:هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ (القصص:12) . فمن قصدت أولاً بـأهل البيت ؟! أليست أمها أول المقصودين بهذا اللفظ ؟ ذلك أن كفالة الرضيع تتوجه أول ما تتوجه إلى المرضع وهي هنا ام موسى لذلك
قال تعالى: فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ (القصص:13).
حتى امرأة العزيز خاطبت بعلها فقالت: مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (يوسف: 25) أي زوجتك.
وهذه عدة آيات نجد فيها أن الله تعالى يدخل امرأة لوط (ع) تحت مسمى (الأهل) في كل المواضع التي ورد فيها إنجاؤهم ولولا أنها كذلك لما استثناها منهم في جميع هذه المواضع دون استثناء :
فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلا امرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (الأعراف:83).
قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلا
يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ
 (هود:81).
وان لوطاً لمن المرسلين * إذ نجيناه وأهله أجمعين* إلا عجوزا في الغابرين  (الصافات:133-135) .
ولا شك أن هذا الإصرار على استثناء امرأة لوط في كل مرة
يذكر فيها (أهله) لا داعي له لو كان العرب الذين نزل عليهم القرآن يفهمون لفظ (الأهل) مجرداً عن الزوجة .
و يقول الله تعالى: وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (آل عمران:121) فمن هم هؤلاء (الأهل) الذين غدا منهم رسول الله  متوجها للقتال ؟ أليسوا هم الذين كان يجمعهم وإياه مسكن واحد ؟ وهم زوجاته لا غير. إنهم أهل ذلك البيت الذي قال الله فيه: كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقاً من المؤمنين لكارهون (الأنفال:5)

و مما يؤكد ذلك فيما ورد في السبع آيات السابقة ومن ضمنها سياق التطهير حيث يقول الله جل جلاله مخاطباً أزواج النبي  مضيفاً إليهن هذه البيوت: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً * وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً (الأحزاب:33،34) . فتأمل كيف قال الرب جل وعلا: وقرن في بيوتكن  ثم قال في الآية نفسها: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ثم قال بعدها: واذكرن ما يتلى في بيوتكن . ولا يعقل ان يكون المقصود بـ(أهل البيت) في الآية غير المخاطبات في الآية نفسها والآية التي بعدها : فبيت النبي  هو نفسه بيت زوجاته ، ولكن لتعدد هذه البيوت جمعت فأضيفت إليه  مرةً فقيل: (بيوت النبي)، كما أضيفت مرةً أخرى إلى أزواجه بالصيغة نفسها . وهي نفسها (بيوت أزواجه ) بلا فرق . وأهل هذه البيوت أو هذا البيت هم النبي وأزواجه لا غير .

فبأي حق نخرج هذه الأزواج الطاهرات الطيبات أمهات المؤمنين من ( اهل بيت) رسول اللهعليه الصلاة والسلام ؟!

ما علاقة العصمة بالرجس والتطهير ؟!!
1- لا علاقة لـ(الرجس) بالخطأ في لغة القرآن
فلا يعرف من لغة القرآن –التي هي لباب لغة العرب– إطلاق لفظ (الرجس) على الخطأ في الاجتهاد .
فإن (الرجس) هو القذر والنتن وما شابه .
يقول الراغب الأصفهاني في (مفردات ألفاظ القرآن) - مادة (رجس):
الرجس: الشيء القذر يقال: رجل رجس ورجال أرجاس قال تعالى: (رجس من عمل الشيطان) … والرجس من جهة الشرع الخمر والميسر … وجعل الكافرين رجساً من حيث أن الشرك بالعقل اقبح الأشياء قال تعالى: وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجساً إلى رجسهم وقوله تعالى : ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون قيل: الرجس النتن وقيل: العذاب وذلك كقوله: (إنما المشركون نجس) وقال: أو لحم خنزير فإنه رجس أ.هـ .
قلت: ولذلك اتفق الفقهاء على نجاسة الخمر طبقاً لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ  (المائدة:90). أما اختلافهم فهم محصور في كون النجاسة هل هي معنوية أم حسية ؟ وما ذاك إلا لأنهم فهموا من وصف الله تعالى لها -وللأنصاب والأزلام والميسر في الآية بلفظ (الرجس)- أنه القذر والنتن والنجاسة. ولم يكن خلافهم في كونها نجسة أم لا ؟ ومن قال بنجاستها المعنوية قال : هي كقوله تعالى : إنما المشركون نجس التوبة /28. والخطأ في الاجتهاد لا يمكن ان يوصف بأنه قذر أو نجاسة أو نتن ، ولذلك فهو ليس برجس . فمن قال : إن الآية نص في التنزيه من الخطأ فقد جاء بما لا يعرف من لغة العرب . وإذن فالآية لا تنهض حجة على العصمة من الخطأ . بل سقط الاحتجاج بها كلياً لأن ( العصمة ) لا تتجزأ ، فإذا لم يكن من وصف بـ( العصمة ) معصوماً من الخطأ فهو ليس معصوماً من الذنب لأنهما متلازمان .

2- (التطهير) و(إذهاب الرجس) لا يعني العصمة من الذنب
والدليل الواضح على هذا ورود هذين اللفظين في غير (أهل البيت) ، كما في الآيات الآتية :
وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله ان يتوب عليهم ان الله غفور رحيم * خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها  (التوبة:102،103). وهؤلاء قوم ارتكبوا المعاصي بدلالة نص الآية. فلو كان ( التطهير) يعني العصمة من الذنب لما أطلق على هؤلاء المذنبين الذين (اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً). وقد وصف هؤلاء بالتزكية إضافة إلى التطهير: (تطهرهم وتزكيهم بها) ، والتزكية أعلى وقد وصف بها هؤلاء المذنبون ، ومع ذلك لم يكونوا معصومين . ولم يوصف بها أولئك الذين يقال عنهم : إنهم (أئمة معصومون) ، وإنما اكتفى بلفظ (التطهير) فقط ، وهو أقل منزلة من حيث المعنى. فكيف صار هؤلاء معصومين دون أولئك ؟!
فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون (النحل:56). ولم تكن ابنتا لوط  معصومتين مع أنهمـا من الآل الذين وصفوا بـ( التطهير) وأرادوا إخراجهم . فتطهير آل النبي محمد  أو أهله كتطهير آل لوط .
وقال جل وعلا عن رواد مسجد قباء من الصحابة الأطهار: فيه رجال يحبون ان يتطهروا والله يحب المطهرين (التوبة:108) ولم يكن هؤلاء معصومين من الذنب بالاتفاق .
وقال بعد أن نهى عن إتيان النساء في المحيض: إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين (البقرة:222).
وقال عن أهل بدر وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً : وينزل عليكم من السماء ماءاً ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام (الأنفال:11). والرجز والرجس متقاربان ، و (يطهركم) في الآيتين واحد . ولم يكن هؤلاء معصومين من الذنب .
وقال مخاطباً المسلمين جميعاً : ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم ولعلكم تشكرون (المائدة:6).
وقال عن المنافقين واليهود  :أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم (المائدة/41). وليس معنى اللفظ : أولئك الذين لم يرد الله أن يعصمهم من الذنوب ، ولا يستقيم تفسير اللفظ بـ( بالعصمة ) إلا إذا كان المعنى كذلك . وأيضاً فإن مفهوم لفظ الآية يستلزم أن يكون غير هؤلاء من المؤمنين معصومين من الذنوب ، ولم يقل أحد بذلك .
فالآية إذن لا دليل فيها على ( العصمة ) بمعنييها ولله الحمد .


الإرداة الشرعية والإرادة القدرية في السياق السابق

ومن الأدلة على عدم دلالة الآية على (العصمة) أن (الإرادة) جاءت فيها شرعية لا قدرية وإليك البيان :
وردت (الإرادة) الإلهية في نصوص الشرع على ضربين :

الضرب الأول : الإرادة القدرية الكونية
وهي المشيئة التي لا بد من وقوع وتحقق ما تعلق بها من مراد الله . ولا تلازم بين هذه الإرادة وبين محبة الله وأمره الشرعي: فقد يريد الله ويشاء وقوع شيء وهو يكرهه لحكمة يعلمها وبأسباب من خلقه أنفسهم كوقوع الزنا والكذب والكفر ، والله تعالى لا يحب ذلك ولا يأمر به شرعاً ، وإنما ينهى عنه لكنه يقع بإذنه ومشيئته: ولو شاء ربك ما فعلوه الأنعام /122.
يقول تعالى عن هذه الإرادة:
إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون (يس:82).
وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ  (الرعد:11).
ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن انصح لكم ان كان الله يريد ان يغويكم
(هود:34) فالله أراد غوايتهم مع انه لم يأمر بها ولم يحبها فإنه
كما اخبر عن نفسه: يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي (النحل:90). لكن ما كل ما أراده الله واحبه وأمر به شرعاً يقع ، ولا كل ما كرهه ونهى عنه لا يقع . وهنا يأتي دور الضرب الثاني من الإرادة وهي الإرادة الشرعية .

الضرب الثاني : الإرادة الشرعية
وهي بمعنى المحبة والقصد والأمر الشرعي الذي قد يقع وقد يتخلف مقتضاه كما في قوله تعالى: يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر (البقرة:185).
وهذه الإرادة يتوقف وقوع مقتضاها ومرادها على العبد: فقد يقع إذا قام العبد بأسبابه الجالبة. وقد لا يقع إذا قصَّر فيها. فيقع ما يكرهه الله ولا يريده أي لا يحبه ولا يأمر به، ولا يقع ما يحبه الله ويريده ويأمر به: فالله تعالى يحب اليسر لكل خلقه، وأراده وأمر به ، ويكره العسر لهم ولا يريده ولا يحبه لكن اليسر لا يتحقق في حق كثير من الناس الذين يشددون على أنفسهم ويثقلون عليها مع أنهم داخلون تحت قوله تعالى: يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر وقوله: يريد الله ان يخفف عنكم (النساء28).

والله تعالى أراد من عباده جميعهم الطاعة بمعنى أنه أمرهم بها وأحب أن يفعلوها لكن محبوب الله ومراده وأمره هذا لم يفعله أكثرهم ! في حين انه لم يرد أشياء وكرهها لكنها واقعة رغم أن الله لم يردها! يقول سبحانه: تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة (الأنفال:67) فوقع مرادهم وهو أخذ الفداء من الأسرى دون مراد الله وهو القتل.
ويقول أيضاً: والله يريد ان يتوب عليكم (النساء:27)، ويقـول: ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم (المائدة:6) لكن الحـرج واقع للبعض رغم أنّ الله ما يريده.. والتطهير لا يتحقق للكل رغم أنّ الله أراده لهم جميعاً فالآية خطاب لجميع الأمة .

الإرادة في الآية شرعية لا قدرية
وهذه الآية تشبه (آية التطهير) تماماً: إذ اللفظ نفسه يتكرر في الآيتين ، وهو في الإرادة الشرعية التي تتوقف على استجابة المخاطب وليس في الإرادة الكونية القدرية التي لابد من وقوعها . وحتى يمكن حمل الآية على (العصمة) لابد أن تكون الإرادة فيها قدرية كائنة من الله إذ (العصمة) التي أثبتوها إنما هي بجعل من الله لا بتكليف من العبد . ولا دليل على ذلك أبدا إلا الدعوى أو الظن وسلوك سبيل الاحتمال دون القطع واليقين الذي لا بد منه في ضروريات الاعتقاد : فبالإضافة إلى كون اللفظ أصلاً في الإرادة الشرعية لوجود ما يشبهه وهو ليس في الإرادة القدرية -كما مر بنا- فهناك قرائن تدل على أن الإرادة شرعية لا قدرية منها .

قرائن الإرادة الشرعية

1- حديـث الكسـاء
ولمن قال أن الآية دليل في (العصمة) على اعتبار أن (التطهير) و(إذهاب الرجس) يعني (العصمة) . وعند الجمع بين الآية والرواية نجد أن النبي  دعا لهم بأن يجعلهم الله تعالى (معصومين). إذن لو كانت إرادة الله في الآية قدرية (لا بد من وقوعها) لما ورد في الحديث أنه دعا لهم لأنهم – والحالة هذه- مستغنون عن دعائه  لكون الله تعالى قد شاء (عصمتهم) وقدرها حتماً فلا حاجة للدعاء بذلك . وعلى هذا فإما أن تكون الإرادة قدرية فيكون دعاء الرسول لهم غير وارد لأنه طلب تحصيل حاصل، وذلك لغو ينبغي أن ننزه عنه رسول الله  . وإما أن يكون الرسول قد دعا لهم فالإرادة شرعية وليست قدرية .
فالآية إذن لا علاقة لها بموضوع (العصمة) لأن (العصمة) عند الشيعة كائنة مقدرة –وكذلك عصمة من دعا لهم- قبل دعائه ، فيكون الاستدلال بالآية على (العصمة) باطلاً . وفعل النبي هنا عليه الصلاة والسلام دليل عدم شمولهم في الاية المعنية ولذلك جعلهم رضوان الله عليهم الحاقا باهل بيته ( وهم كذلك )

2- سيـاق الكـلام
فالكلام الذي جاء في سياقه النص : إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً توجيه وأمر ونهي : اذ يبدأ بقوله تعالى : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً * يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ –إلى قوله- وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً -إلى قوله– فَلا تَخضَعْنَ بِالْقَوْلِ -إلى قوله- وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ -ثم قال بعدها مباشرة معللا هذه التوجيهات والأوامر والنواهي– إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً –ويستمر قائلاً- وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً .
فالمخاطب إذن يحتمل في حقه الطاعة والمعصية فيحذره الله من المعصية ويحثه على الطاعة . وهذا يستلزم أن تكون الإرادة هنا شرعية بمعنى أن الله يأمر بما أراده ويحبه فاحرص أيها المخاطب على تحقيق إرادة الله في تطهير هذا البيت الذي تنتسب إليه وإلا : فإما أن تخرج من هذا البيت بالطلاق: فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحاً جميلاً حتى لا ينسب ما تفعل مما يتناقض وتلك الإرادة الإلهية إلى هذا البيت الذي يحب الله أن ينزهه ويشرفه ، وإلا فإن العقوبة تضاعف لك ضعفين . وذلك من اجـل أن يبقى المخـاطب –أزواج
النبي  - حذرا يقظاً على الدوام تحقيقاً لإرادة الله .
وهذا المعنى لا يستقيم إذا كانت المشيئة أو الإرادة كونية حتمية،

المراد من الاية المعنى الذي ترمي إليه الآية فنقول: هو أمر من الله جل وعلا وإرشاد لأزواج النبي  أن يترفعن عن كل ما لا يتناسب وسمعة بيت النبي وكونهن ينتمين إلى هذا البيت الذي هو بيت أعظم النبيين وخاتمهم وأطهرهم . فعليهن أن يدركن خطر هذا الانتماء والمنزلة التي وضعهن الله فيها، وأي طهر وأي نقاوة يريدها الله لهن ويحب أن يتصفن بها .
ومن هذا الباب جاء النهي عن مطالبتهن رسوله بما تطالب به
النساء الأخريات أزواجهن من الزينة والنفقة. ومعه بيان واضح عن (أن من يأت منهن بمعصية ظاهرة القبح يضاعف عقابها فإن المعصية من رفيع الشأن أشد قبحا فناسب أن يضاعف جزاؤها).
علماً أن الجملة الشرطية لا تقتضي وقوع الشرط : كما تقول لولدك: (إن رسبت ضربتك) وأنت تقصد تحذيره حتى لا يرسب. ولا يلزم من ذلك رسوبه حتماً، بل ذلك أدعى لعدمه. وقد خاطب الله رسوله قائلاً: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (الزمر :65) وهو  لم يشرك ولم يحبط عمله. وقال له كذلك: فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَأُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ (يونس:94) وهو  لم يشك ولم يسأل، فكذلك قوله لأمهات المؤمنين رضي الله عنهن : يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين. فلم تأت واحدة منهن بفاحشة ، ولم يضاعف لها العذاب. بل العكس حصل , ومن الدلائل على أن النهي لا يستلزم وقوع المنهي في المنهي عنه قوله تعالى لرسوله: يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليماً حكيماً (الأحزاب:1) وذلك في مطلع السورة التي خاطب الله بها أزواج نبيه بقوله: فلا تخضعن بالقول وقوله: وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة واطعن الله ورسوله ، ورسول الله  لم يطع الكافرين والمنافقين، وأزواجه لم يخضعن بالقول ولم يتبرجن تبرج الجاهلية الأولى. بل أقَمن الصلاة وآتَين الزكاة واتقَين الله وأطعنه ورسوله وقمن بتنفيذ هذه المواعظ خير قيام. واخترن الله ورسوله والدار الآخرة والعيش مع رسول الله على خشونتـه وخلـو
بيته من كل ما يمكن أن يجذب امرأة أو يغريها بالبقاء فيه .
ولقد كان اختيارهن الله ورسوله والدار الآخرة على الدنيا وزينتها صادقاً حقيقياً مقبولاً عند الله الذي لا تخفى عليه خافية بدليل أن الله تعالى قابل هذا الاختيار بأن كافأهن على هذا بجملة أمور منها:
1- حرمة الزواج عليهن
2- حرمة تطليق واحدة منهن ليتزوج غيرها
وذلك بقوله في الآية (52) من السورة نفسها : لا يحل لك النساء من بعد -وهذا منع من الزواج عليهن– ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن وهذا منع من تطليق واحدة منهن للزواج بدلها .
3- ومنها اختيارهن أمهات للمؤمنين والإعلان عن ذلك بقوله:
النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم (الأحزاب:6).
4- ومنها تحريم الزواج منهن بعد وفاته  ليبقين زوجات أبديات لهذا الرسول الكريم. فهن زوجاته لا في الدنيا فقط وإنما في الآخرة ايضاً، وذلك بقوله: وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا
أزواجه من بعده أبداً إن ذلكم كان عند الله عظيماً (الأحزاب:53).
كل هذه التوجيهات والتحذيرات والوصايا من اجل ماذا ؟ من اجل ان الله يريد لهذا البيت أن يكون طاهراً بعيداً عن كل ما يقدح في طهارته ورفعته . فقوله تعالى: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً تعليل لما تقدم وروده في السياق من الأوامر والنواهي كما قال تعالى في الآية (53) من السورة: وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب لماذا ؟ قال: ذلكم اطهر لقلوبكم وقلوبهن فعلل الأمر بالسؤال من وراء حجاب بأنه أطهر لقلوب السائلين وقلوبهن وليس ليكونو معصومين ( حيث ان العصمة عند الشيعة عدم النسيان والسهو فضلا عن الخطأ الديني والدنيوي او الهم به ). وإذن هذا التطهير مراد من قبل الرب ، وهو علة الأمر، فكذلك التطهير الأول مراد من قبل الرب وهو علة الأوامر والنواهي الأولى كلها. وعلى هذا فلو قمنا بحذف هذه العلة من هذا الموضع وهي قوله تعالى: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً لوجدنا المعنى والنسج قد اختل؛ لأنها هي الغاية من كل ما ورد من أمر ونهي وتوجيه، وهي روح الموضوع كله ومداره الذي يدور عليه. وفي قوله تعالى بعد ذلك: واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفاً خبيراً إشارة إلى أنهن -وقد خصصن بنزول الوحي في بيوتهن دون سائر الناس- أحق الناس بهذه الذكرى فعليهن أن يرتقين إلى المستوى المطلوب من أمثالهن ، ويعملن بما ينزل في بيوتهن من القرآن والسنة ، ويبلغن إلى الناس ذلك .

فالآية إذن – وما قبلها وما بعدها باختصار- إنما سيقت من اجل توجيه أزواج النبي  وتربيتهن كي يرتقين إلى المنزلة السامية اللائقة بمقامهن كأمهات للمؤمنين ، وكزوجات لهذا النبي الكريم الذي
أراد الله تعالى تطهير بيته الشريف وإذهاب الرجس عنه .
فما دخل (عصمة الأئمة) في الموضوع ؟‍ وكيف حشرت هذه
القضية التي لا علاقة لها به من قريب ولا بعيد ؟‍!


فكيف استدليتم على عصمة التسعة الباقين وهي غير واقعة على الخمسة رضوان الله تعالى عليهم وباي اصل حصرتم مفهوم اهل البيت بالاثني عشربعد ان بينا من اهل البيت وهنا نضيف المراد من هذه اللفظة وعدم علاقتها وخصها بالاثني عشر

في بيان معنى الال

القول الأول : أن آل النبي صلي الله عليه سلم : هم الذين حرمت عليهم الصدقة .
واستدلو بما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : (( كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يؤتى بالنخل عند صرامه فيجيء هذا بتمره وهذا بتمره حتى يصير عنده كوم من تمر فجعل الحسن والحسين يلعبان بذلك التمر ، فأخذ أحدهما تمرة فجعلها في فيه ، فنظر إليه رسول الله صلي الله عليه وسلم فأخرجها من فيه فقال : أعلمت أن آل محمد لا يأكلون الصدقة ))
صحيح البخاري مع الفتح كتاب الزكاة باب أخذ صدقة التمر (3/ 350 ـ351) حديث (1485)
ما رواه مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم قال : (( قام رسول الله صلي الله عليه وسلم يوماً خطيباً فينا بماء يدعى خماًَ , بين مكة والمدينة ، فحمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ ثم قال : أما بعد ألا أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتينى رسول ربي عز وجل و إنى تارك فيكم ثقلين أو لهما كتاب الله عز وجل فيه هدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث علي كتاب الله ورغب فيه وقال : ذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكر الله في أهل بيتي . فقال حصين و من أهل بيته يـا زيد ؟ أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال: نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده ، قال : ومن هم : هم آل علي ، وآل عقيل ، وآل جعفر، وآل عباس قال كل هؤلاء حرم الصدقة ؟ قال : نعم

صحيح مسلم بشرح النووي ك فضائل الصحابة باب فضائل علي رضي الله عنه (15/188) حديث (2408) .

القول الثاني أن آل النبي صلي الله عليه وسلم هم ذريته وأزواجه خاصة
بما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (( اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً )) .
(( ومعلوم أن هذه الدعوة المستجابة لم تنل كل بني هاشم ولا بني المطلب ،لأنه كان فيهم الأغنياء وأصحاب الجدة والى الآن ، وأما أزواجه وذريته صلي الله عليه وسلم فكان رزقهم قوتاً ، وما كان يحصل لأزواجه بعد من الأموال كن يتصدقن به ويجعلن رزقهن قوتاً ))

ما رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت ((شبع آل محمد صلي الله عليه وسلم من خبز ومأدوم ثلاثة أيام حتى لحق بالله عز وجل )) , ومعلوم أن العباس وأولاده وبني المطلب لم يدخلوا في لفظ عائشة ولا مرادها

القول الثالث : أن آل النبي صلي الله عليه وسلم أمته وأتباعه إلي يوم القيامة .
لما قال تعالى قوله تعالى : {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر : 46] والمراد جميع أتباعه. ومن قوله تعالي : {إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ} [القمر : 34] فالمراد به أتباعه المؤمنون به من أقاربه وغيرهم .

فهذه اضافة الى ما بيناه بفضل الله عز وجل من انه في أي موضع لا تخص الاربعة عشر ( علما عدم الاقرار او الاعتقاد بانسان غائب ) بل هم من السلف وداخلين ضمنا كما بينا .
وكل هذه يبطل الاستدلال بالتسعة الباقين كما اشار احد الاعضاء وما استدل به باطل من وجوه
1- ليس هم ال البيت او اهل البيت كما بينا وفي ما ورد في الاية المعنية على وجه الخصوص
2- ان فعل النبي عليه الصلاة والسلام في حديث الكساء جعل العصمة خاصة بهؤلاء ( من تحت الكساء رضوان الله عليهم ) وخصهم من دون الباقين حتى لو سلمنا جدلا ( وهذا محال بعد كل هذا الايضاح ) ان الاية في العصمة , فالنبي عليه الصلاة والسلام خص من عام ( اذا قلنا العام هنا الاثنى عشر )


هذه كتابة فقط للايضاح , ونضع تساؤل هو ما الفائدة من العصمة في زماننا هذا ؟ فلو قال شيعي انا اعتقد بالعصمة وهنالك امام معصوم لكن هل في زماننا هذا ما يلزم للاعتقاد بالعصمة ؟ ما الفائدة من ذلك اذا كانت العصمة عند الغائب وحده ؟ فالامر الان بايدى او تدبير من ولاية فقيه او مرجع وإن كان ليس معصوم فما الطريق للمعصوم ؟



من مواضيع : المحاور الاسلامي 0 سؤال حول آية المباهلة
0 سؤال صغييييير حول فدك ؟
0 سؤال من نوع عدد فقط
0 يا مسلمة سنية , ولم غلق الموضوع ؟ الاعضاء ينكرون عليكم ذلك
0 سؤال صغير حول زواج عمر من ام كلثوم