عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية محمد الشرع
محمد الشرع
عضو فضي
رقم العضوية : 28390
الإنتساب : Jan 2009
المشاركات : 2,309
بمعدل : 0.39 يوميا

محمد الشرع غير متصل

 عرض البوم صور محمد الشرع

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : محمد الشرع المنتدى : المنتدى العام
افتراضي
قديم بتاريخ : 27-05-2010 الساعة : 08:46 PM


لقد أردت أن أسهب عن قصد في المقارنة بين حال الغرب وحال الشرق ممثلا في الحالة المصرية، أيام هيجل. حتى نفهم، لماذا تطور الفكر الغربي وظهرت به هذه الحركات السياسية والفلسفية والثقافية والفكرية العظيمة. بينما كان الشرق ولايزال، يغط في سبات عميق. مكبلا بالفكر السلفي المتطرف والتخلف الشديد. الذي يحارب العقل والعلم والثقافة والفلسفة والفنون والآداب. مما أصبح يهدد، للأسف، وجودنا ووجود الدين الإسلامي نفسه.

ما هي المدارس الفلسفية التي كانت معروفة أيام هيجل. لقد كانت توجد الفلسفة العقلانية الفرنسية يتزعمها ديكارت، والفلسفة التجريبية الإنجليزية يتزعمها هيوم. والفلسفة الألمانية، التي تزاوج بينهما، لكانط. وكانت توجد أيضا حركة فكرية جديدة توصف بالرومانسية الألمانية.

كيف الوصول إلى هذه الحقيقة العليا التي لا أستطيع إدراكها بالعقل وحده؟ يجيب الرومانسيون، بالنظر داخل أغوار النفس. لن تجد الحقيقة في العالم الخارجي، الذي يعتمد وجوده على الحواس. إنما الحقيقة والحقيقة العليا، نجدهما في الداخل. داخل النفس. نحن هنا نشم رائحة أفلوطين وإخوان الصفا ومشايخ الطرق الصوفية.

داخل أغوار النفس، يمكن الله ومعرفة الحقيقة ومعرفة سبب وجود الإنسان على هذه الأرض. وليس بالنظر إلى العالم الخارجي عن طريق العلوم والمنطق والفيزياء. إذا نظرت من الشباك، فلن تجد الحقيقة التي تبحث عنها.

مثل الوجوديين الفرنسيين في القرن العشرين، استخدم الرومانسيون الألمان الأدب والرواية والشعر والدراما والمقالة والقصة القصيرة والموسيقى والشعر، للتعبير عن أغوار النفس الداخلية والشعور الإنساني، وشجب أي فلسفة أخري، تهمل التأمل في أغوار النفس البشرية.

العلوم الحديثة، لم تنجح في كشف كل خبايا النفس البشرية. العالم لا يزال يكتنفه كثيرا من الغموض. التخاطب عن بعد. والأحلام التي تتحقق بالضبط. والنبوءات التي تصدق. والتجارب الخاصة التي يمر بها بعض الأفراد. وقراءة الأفكار بدون كلام. والوقوع في الحب. وموضوع الروح والحياة الأخرى والله والملائكة والشياطين...الخ.

إرادة الفرد، تبحث عن الكمال. تحاول الوصول إليه عن طريق التجربة الخاصة والتجربة الروحية، أو عن طريق أحداث التاريخ وحركة الثقافة والفكر. تكافح بإستمرار مثل شخصية "فاوست" في مسرحية جوته. دافعها الوحيد، الرغبة العارمة للوصول للحقيقة. مما جعله يبيع روحه للشيطان، ثمنا لذلك.

بالنسبة لفلاسفة عصر التنوير، الله هو المهندس المصمم لهذا العالم كآلة ميكانيكية. لكن بالنسبة للرومانسيين، الله هو روح هذا العالم. لا يوجد خارجه، ولكن يوجد في كل مكان.

الموضوع الأخير بالنسبة للرومانسية، هو إيمانها بالإستقطاب. كل الأمور، لها وجه مقابل، أو وجه آخر. أي تجربة يمر بها الرومانسي، لها وجهان. لو كانت كل الأمور لها وجه واحد، لأصبحت الأمور جامدة صلبة قاسية. ويصبح الإنسان أسير أفكاره.

هذه مشكلة الفكر المتعصب. لا يعترف برأي الآخر. لذلك، يصبح المتعصب أسير أفكاره. الرومانسية تحارب أحادية التفكير. حتي لا يصبح الفرد، عبدا لما يعتقد. أو كما قال فاوست: "طالما أنا ساكن راكد، فأنا مستعبد". ولقد قال الإمام الشافعي في مثل هذا المعنى: "رأي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب".


يتبع ..


توقيع : محمد الشرع
يا علي بن موسى الرضا
اجذبني اليك جذبة , تدخلني في ظلكم , و لا تسقطني من عيونكم
من مواضيع : محمد الشرع 0 اعوام مرت ... والذكريات تتجدد
0 "تويتات" ادبية
0 لمحبي التحليلات ، العراق ، تحليلات !
0 خطاب السيد نصر الله الغريب ، تحليل لبعض فقراته
0 الشيخ الصغير يدعو المالكي لفتح صفحة الكذب في الملف الامني بعد ان اكتشف الكذب في الكهر
رد مع اقتباس