بداية دخولنا للنجف الأشـرف توقفنا عند مكـان للاستراحة .. مادري شسمـه . أول لمن نزلت شفتهم يوزعـون جاي عراقي بالجـو البـارد [ وناسـة ] . و من ثمّ تحركنـا ( للفندق ) و خيـوط الفجـر تحيك ُ لنا صُبحا ً جميلا ً .. انهارَت قواي من شدّة التعب ، كنت ُ أراقب ُ من الشباك و إذا بي أرَى شيئا ً ذهبيا ً !!! يلمع ُ من بين البيــوت .. يا ترى ماهذا . عندما مررنا عند آخــر بيت بانت لنا الأنــوار كلها و إذا بـه حـــــرم أميــــــــــــر المؤمنيــــــــــن [ عليه السّلام ] . و بعد دقائق أعلنـوا عن الوصول بالسلامة إلى فندقنا ... المعروف بـ [ قصر الضيافة ] . كنا نمشي للفندق و القبـــة تكبر ُ شيئا ً فشيئا ً .. برّاقــة لامعـة مرصّعـة بالجمــااال ..!!! و الكاميرا لا تتوقف عن التصويــر .! مقتطفات من الفندق // كــ تذكار ٍ لا أكثر . المطعم .. غرفتنا .. بعد أن استلمنا مفتاح الغرفـة .. رميت ُ نفسي على السـرير و بقيت ُ في حالة تأمّل لا أصدّق ُ ما رأته ُ عيناي منذ دقائق ! و عقارب ُ الساعـة بدأت تُشير ُ إلى الثواني الأخيرة لأذان الفجـر .. توضّأنا و لبسنـا قاصدين الحرم للصـلاة .. حين وصُولنـا و لزحمـة الصلاة ، صلّينا خارجا ً .. و أنـا .. بدأت ُ صلاتي و مع أول تكبيـرة وقعت على يدي قطـرة مطر ناعمــــة / خفيفـة جدا ً. كانت أول بركة تقطر عليّ من سماء النجف و عند حرم الأميـر عليـه السّلام .. بعد أن انتهينا تعرقلنا في زحمـة الدخـول و التفتيش . و الشوق يأكلني مأكلا . عموما ً بعد مُضيّ الانتظـار وصلنا داخل الحرم و عيناي احتضنت ذاك الضريح المقدّس . و الغصّة كحبال المشنقة كانت تخنقني و دموعي قطرات ٌ من نيران محبوسة لسنوات ٍ بين جفناي . السلام عليك يا أمير المؤمنين ♥ السلام عليك يا حامي الحميـة ♥ السلام ُ عليك يا علي بن أبي طالب موقف صارلي بنفس الوقت ، و أحـب أذكـره .. طبعا ً لمن رحنا كلهم كانوا إيرانيين لأنه عيد نوروز ، احنا الوحيدين اللي عرب [ آنه و أختي و رفيجتنا ] كنا نبي نوقف مكـان عشان نقرا الزيـارة بس ما شاء الله عليهم ما يعطون مجال . فـ وحدة من اللي يشتغلون داخـل الحرم خلتنا نروح ورا الباب ، و ورا هالباب مره عيـوز ايرانية قاعدة . كانت تقول : شنو هذا لا تخلوهم اييون مافي مكـان ماقدر أتنفس وووو إلخ . فالحرمـه هذي قالت ماعليكم منها روحـوا أكو مكـان .. اختي و رفيجتنا راحوا ، و آنه بقيت ماعندي مكـان .. ظليت واقفة بين الزحمة . و هالخادمات عندهم شي مثل خشبة مرتفعة شوي يوقفون عليهـا عشان ينظمـون حركة الزوار . لمن شافتني الحرمـه مسكتني قالتلي : عيني تعاي اوقفي يمي [ مع إنه ممنوع ] . لمن وقفت كانت طـول الوقت حاطة ايدها عند ايدي و ماسكة ظهري من ورا عشان ما أطيح و بنفس الوقت كانت تأدي شغلها .!! و كل شوي كانت تلتفت لقراءة أختي و تتابع ويانـا .. المهم لمن خلصنا الزيـارة [ طبعا ً أبـد ما كان في مجال نلمس الضريح ] .. طلعنا جـان رفيجتنا تقول حق الحرمـه : عفوا ً هذي أول زيارة لنا و ما صار نروح للضريح . على طول نزلت من مكانها و قالت [ على عيني و راسي ] ، راحت وسط الزحمة و فجّت [ فتحت ] لنا الطريج و احنا ماسكينها مثل القطـار و الايرانيين مستغربين ههههه .. و كالعادة اختي و رفيجتنا وصلوا الضريح ما عداي جان تمسكني و تسحبني يمها و بفضلها قدرت ألمس الضريح المُبــارك .. و هكذا عدنا للفندق بعد ان طلع َ الصباح الممزوج بزقزقة العصافيـر . توجّهنا إلى المطعم للفطور و الخير كان ما شاء الله .. اكتفيت ُ بـ [ شاي حليب ] و رغم ذلك لم أكن أشتهيــه .. << بس اختي غصبتني آكل شي . تذوقته ُ و كان مذاقه ُ ساحرا ً رغم أنه ُ نفس المكونات التي لدينا بالكويـت !! نعم هذه هي بركـات أمير المؤمنين عليه السلام .. انتهينـا ، و صعدت ُ الغرفـــة . أخذت ُ غفـوة لاُذِهبَ التعب الذي ألمّ بي . و عندما صحوت كانت الساعة 12 ظهرا ً ، صُعِقت لأنه اقترب موعد رحيلنا لكربلاء .!! يا إلهي هل هناك وقت لأودّع إمامي ؟؟ هل هناك مجال للزيارة ثانية .. من بين حيرتي لبست ُ عبائتي و ذهبت ُ للزيارة وحــــــــــــدي ! صليت ُ هناك و زرت ُ على وجـه السرعـة و ودّعت إمامي .. لكنني تذكرت ُ تلك المرأة المؤمنـة الطيبة . بحثت ُ عنها كي أودعها و أشكرها على خدمتها لنـا .. لكنني لم أجــدها ! توجّهت ُ للضريح قائلة : يا عــلي وفقها دوما ً و أبـدا ً و ارزقها بــ حُلُم تراه ُ فيه كم أنا ممتنـة لها من أعماق قلبي و كم تمنيت ُ أن أراها ثانيـــة .. و أجرها عليـك . انتظرنا في صالة الريسبشن حتى يتم تجهيز الباصـات و التقطت ُ صور عشوائية من ساحة الفندق بالخارج . لقطة للحرم العلوي و أنا أمشي بخطواتي الوداعيــّة من الفندق إلى الباص . هذا ما حدث خلال يوم و ليلة تقريبا ً و عند الإمام علي بن أبي طالب بالتحديد [ عليه السلام ] . يتبع .. }~